حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 17:39
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم يعد مفهوم الديمقراطية ومعناها يعني بشكل ما حكم الأغلبية حتى يحلو لبعض السياسيين الطائفيين من الشيعة
والسنة الترويج لأطروحاتهم الطائفية والتي تقول فيما تقول نحن سنة إذن نحن الأغلبية وبذلك يحق لنا قيادة البلد كما إن الترويج لمفهوم الشيعة هم الأغلبية .وعليهم قيادة البلد أو أن يكون رئيس الوزراء بكل صلاحياته الواسعة من حصة الشيعة . هذه الأطروحات بالية ولا تمت لأي مفاهيم ديمقراطية ليبرالية بصلة . فالديمقراطية بكل تعريفاتها القديمة والحديثة هي حكم الشعب . والشعب اكبر بكثير من الطائفة ومن الدين نفسه . أما مفهوم الأغلبية السياسية فهو مفهوم مختلف تماما عن المفاهيم الطائفية والعنصرية . الأغلبية السياسية في كل المجتمعات تعني . أغلبية من الناس أجمعت على برنامج سياسي محدد . وهذا بحد ذاته لا يعني إقصاء الأقلية من المساهمة في إدارة شؤون البلد .
المجتمعات الحديثة لا تقسم حسب انتمائها الديني أو الطائفي أو القومي كما لا تقسم وفقا للون بشرتها . لأن النقاء في كل الأحوال وهم غير قابل للتصديق وهو أيضا من مخلفات الماضي السحيق . يصح لي أن أقول إن زيد من الناس شيوعيا وان عمر بعثيا وان الاثنين علمانيان وان الاثنين أكبر من أن يكونا شيعة وسنة . هل هنالك برنامج عمل يسمى برنامج عمل شيعي ؟ أو أن هنالك برنامج عمل يسمى برنامج عمل سني ؟ لا أعتقد ذلك . كلما هنالك إن بعض من السياسيين ارتئوا أن يستغلوا سذاجة البعض من المهووسين طائفيا ليضيفونهم ورقتا إلى أوراقهم السياسية .فيتحدثون بأسمائهم ويضيفون إليهم الآلاف من الناس ممن لا تعنيهم الطائفية بأي شكل من الأشكال . بل ممن لا يرتضون أن ينعتوا باسم طائفتهم .
روابط كثيرة تربطني مع رفاق لي في تجمع سياسي قاتل النظام البائد بكل الوسائل وهم ينتمون إلى كل جغرافية العراق . كلما أحاول أن أجد من بين تلك الروابط الرابط الطائفي لن أعثر عليه فهل يحق لعمار الحكيم أو للمالكي أن يدعي بأنه يمثلني لأني من مدينة النجف وأحسب على الطائفة الشيعية ؟ كما أن رفاقي من المناطق الغربية يرفضون تماما أن يكون الدليمي أو ألمطلق من يمثلهم على أساس انتمائهم الطائفي .
إذا كنت أنا ورفيقي نرفض أن نمثل على أساس انتمائنا الطائفي وكذلك غالبية المجتمع العراقي المتحضر فهل هنالك أي مصداقية لمن يدعي بأن الشيعة أغلبية أو أن السنة أغلبية . وإذا كان الناس قد اختاروا من يمثلهم على أساس العلاقات الخاصة أو الدعاية الانتخابية أو وعود بالتعيين فهل يعني ذلك إنهم انتخبوا على أساس انتمائهم الطائفي .
العراقيون هم ألأغلبية أما الأقلية في العراق هم بقايا جيش المحتل وأعوانهم وسوف تثبت الأيام بأن الضرب على الوتر الطائفي لا يصدر إلا الناشز من الأصوات .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟