|
هنية يتهم عباس بارتكاب ثلاث خطايا !! فماذا عن جرائم حماس ؟
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 20:38
المحور:
القضية الفلسطينية
ينتهز المسلمون ومثلهم اتباع الديانات والمعتقدات الاخرى اعيادهم ومناسباتهم الدينية لتبادل التهانى بالعيد ولتطهير قلوبهم من الضغائن والاحقاد ولتبادل المصافحات وحتى القبل مع خصومهم مثل هذه الومضات الانسانية والمشاعر الجياشة لمسنا تجلياتها في وجوه الناس وفي تفاعلهم مع بعضهم البعض في عيد الفطر المبارك في فلسطين وسائر الدول العربية والاسلامية ولم يشذ عنها الا قادة طالبان في افغانستان وباكستان حيث بقيت وجوههم عابسة مكفهرة وسيوفهم خارج اغمادها تروي ظمأها بدماء الابرياء من المدنيين الباكستانيين دون اكتراث للكارثة الانسانية التي حلت بالملايين منهم نتيجة الفياضانات المدمرة التى غمرت نصف اراض باكستان وايضا قادة حماس حيث استغلوا هذه المناسبة لنشر الكابة والنكد بالردح لرئيس السلطة الوطنية محمود عباس وتوجيه الاتهامات له بارتكاب خطايا سياسية الحقت على حد زعمهم افدح الاضرار في مشروعنا الوطني لخصها الفيلد مارشال هنية بالخطايا التالية : - الخطيئة الاولى تمثلت بموافقته اجراء مفاوضات مباشرة مع اليهود وتحديدا مع رئيس الوزراء اليهودي الكاره للعرب والمسلمين نتنياهو . - الخطيئة الثانية تمثلت بقيام اجهزة الامن الفلسطينية بمطاردة عناصر حماس الذين نفذوا عملية قتل اربعة مستوطنين يهود في منطقة الخليل والقاء القبض عليهم بعد التنسيق مع العدو الاسرائيلى - الخطيئة الثالثة تمثلت بتصعيد السلطة لحملتها ضد الاسلام باصدارها اوامر منعت بموجبها شيوخ حماس من اعتلاء منابر المساجد , وفتاوي تقضي بتخفيض درجة الصوت من مكبرات المساجد التي ينطلق منها الاذان !! اذا لا اعتراض ولا تحفظ من جانب حماس من حيث المبدا في ان ينخرط الرئيس عباس او اي مسئول فلسطيني اخر فى مفاوضات غير مباشرة مع اليهود حول اية قضية تمس مصالح شعبنا ولكن العيب كل العيب ان يجلس عباس على طاولة واحدة قبالة نتنياهو لاجراء مفاوضات مباشرة توصلا لحل الدولتين في الوقت الذي لم يتوقف الاخير عن بناء المستوطنات ومازال يصر على شرط اعتراف الجانب الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل حتى يوافق على اقامة دولة فلسطينية . يصدعنا هنية وغيره من المنا كفين الذين لا دور لهم على ساحة الصراع الا تسجيل المواقف وفي احسن الاحوال قل كلمتك وامش وينسى هؤلاء ان ما من حرب اونزاع مسلح وقع بين طرفين عبر التاريخ الا وراينا او قرانا ان ممثلين عن الاطراف المتحاربة قد جلسوا قبالة بعضهم للتفاوض اما لانهاء الحرب او التوصل الى هدنة او لتوقيع وثيقة استسلام ولم نقرأ في كتب التاريخ ان حربا او نزاعا استمر الى ما لانهاية الا الحرب التي تخوضها حماس ضد السلطة الفلسطينية وهى واهمة بأنها ستحسمها في نهاية المطاف باقامة كانتون طالباني في الضفة الغربية. فما العيب اذا ان يجلس عباس قبالة نتنياهو حتى لو كان الاخير ينتمي لليمين المتطرف وحتى لو كان من احفاد القرة والخنازير ثم التفاوض معه ما دام المطروح على طاولة المفاوضات حل الدولتين وتحديد حدود الدولة الفلسطينية وتقاسم المياه الى غير ذلك من قضايا الحل العيب لا يكمن هنا وانما عندما يبدا الجانب الفلسطيني في تقديم تنازلات تمس الثوابت الوطنية الفلسطينيه وتنتقص من حقوقه الوطنية وهو ما لم نلمسه في مسلسل المفاوضات السابقة بل راينا من الجانب الفلسطيني اصرارا وتمسكا بهذه الحقوق دون تفريط باي منها وللتذكير فقط نقول بان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد انسحب من مفاوضات كامب دافيد لمجرد ان الرئيس كلنتون قد طلب من الجانب الفلسطيني التخلى عن حق العودة مقابل ان ينسحب اليهود من الضفة الغربية ومن القدس الشرقية باستثثناء حي الارمن منها وهو ما لانتوقع ان يصدر عن عباس مهما كان حجم الضغوط التي يتعرض لها . ثم متى كان الانسحاب من المفاوضات المباشرة او غير المباشرة ورقة في يد المفاوض الفلسطيني للضغط على الطرف الاسرائيلي بل كان الانسحاب منها مجرد ورقة احتجاج لم تمنع الجانب الاسرائيلي من بناء المزيد من المستوطنات كما لم نر بعدها ان الفيلد مارشال هنية يامر فيالقه المزودة باحدث الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ العابرة للقارات للهجوم على هذه المستوطنات والسيطرة عليها وطرد المستوطنين منها . بل كل ما لمسناه من جانب هنية ردا على بناء المستوطنات وردعا للمستوطنين هو ايقاظه لخلية حمساوية نائمه في منطقة الخليل وتوجيهه الاوامر لها بقتل اربعة مستوطنين صهاينة وكأن قتلهم وقتل ضعفهم هو الوسيلة الانجع والاكثر فاعلية في ردع المستوطنين ودفعهم للهرب وهنا يتسى الفيلد مارشال هنية ان فصائل منظمة التحرير قد شنت لاكثر من عقدين مئات الهجمات ضد المستوطنات والمستوطنين واستشهد فيها الالاف فيما كان هنية والبردويل وغيرهم من كوادر الاخوان المسلمين برفضون الانخراط في الكفاح المسلح ضد اسرائيل لانه عمل مغامر ولا يجوز شرعا القيام به قبل توحيد العالم الاسلامي واقامة الدولة الاسلامية فيه . بعد كل هذه الهجمات لم نلمس من الجانب اليهودي الا اصرارا على مصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية واقامة المزيد من المستوطنات مستغلين في ذلك تفوقهم العسكري والاقتصادي على منظمة التحرير الفلسطينية وتخلى منظومة الدول العربية عن تقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي لها وحتى طعنها من الظهر وتهجيرها من قواعدها الامنة على حدزد اسرائيل الى دول الشتات . فاذا كان قصد هنية من اطلاق خليتة النائمة لقتل اربعة مستوطنين ثم تهديده بشن المزيد من الهجمات هو اشاعة حالة من الرعب بين المستوطنين ولدفعهم للهرب منها ولم يكن قصده كما ادعى الزهار افشال المفاوضات المباشرة فهل يملك هنية اية قوة ردع فعالة ومناسبة لو قامت قطعان المستوطنين باطلاق رصاصها العشوائي على المدنيين الفلسطينيين وقتلت المئات منهم ثم صعدت حملتها بحرق المحاصيل الزراعية والاشجار المثمرة في اراضي الفلاحين الفلسطينيين المجاورة لمستوطناتهم وكما عودونا بعد كل عملية استشهادية ضد المستوطنين . من تجارب سابقة لهذا النمط من العمليات الجهادية لم نلمس من جانب حماس اي ردع مكافىء لرد الفعل الاسرائيلي بل كانوا يردون عليها بالتنديد والشجب وبتوجيه النداءات والمناشدات للعرب والمسلمين وللمجتمع الدولي للتدخل وللضغط على اسرائيل لكي توقف جرائمها ضد المدنيين الفلسطيين وعندئذ ماذا تنفع المناشدات وما يتبعها من تدخل دولى حين يحل الخراب والدمار في القرى الفلسطينية وهل بوسع المجتمع الدولى احياء المئات ممن راحوا صحية هجمات المستوطنين . وما دام الفيلد مارشال هنية قد وصل الى هذا المستوى من الحماس لوقف الاستيطان وتحرير المغتصبات الاسرائلية فلماذا لا نراه يطلق كتائب الفسام لتحرير عشرات المغتصبات الاسرائيلية المحيطة كالسوار بقطاع غزة بل نراه بدلا من ذلك يرعى هدنة لاجل غير مسمى مع اسرائيل وحيث نلمس تجلياتها في تجريد فصائل فلسطينية من سلاحها بحجج واهية مثل منع اطلاق الرصا ص في الاعراس والزج بعناصرها في سجون حماس لقيامهم باطلاق صواريخ على المستوطنات الاسرايئلية . من هنا نقول ان القاء اجهزة الامن للسلطة الفلسطينية القبض على خلية حماس التي نفذت عملية قتل المستوطنين الاربعة ليس خطيئة باي مقياس بل هو عمل مطلوب تفاديا لردة الفعل الاسرائيلية التي لن تكون اقل من حرق قرى الفلاحين الفلسطينيين ونشر الرعب بينهم وتهجيرهم الى مناطق يعيدة عنها ثم ضمها لمستوطناتهم بحجة انها بؤر ارهابية ولا سبيل لتوفير الامن لهم الا القيام بمثل هذا الاجراء . للحد من الاستيطان ولردع المستوطنين اختارت السلطة وسائل اخرى غير قععقعة السلاح في وجوه المستوطنين حيث اطلقت حكومة فياض حملة لمقاطعة منتجات المستوطنات الاسرائيلية و العمل في بنائها ولعل هنية يعرف اكثر من غيره ان قعقعته بالسلاح لم تبدل او تغير في الموقف الاسرائيلي حيال بناء المستوطنات فيما تلاقي حملة المقاطعة استجابة واسعة من المواطنين الفلسطينيين اضافة الى تجاوب البرلمان الاوروبي حيث تقدمت مجموعة كبيرة من اعضائة بمشروع قرار ينص على مقاطعة بضائع المستوطنات قرارا ينص على دعوة ممائلة بل ان معتدلين من اليهود الاسرائليين قد تبنوا شعارا مماثلا فاذا كان هذا السلاح بنظر هنية لا يفيد في الاجهاز على المستوطنين ونشر الرعب في صفوفهم فهو على الاقل سيكبد الوحدات الانتاجية في المستوطنات افدح الخسائر وسيجعل منها عبئا كبيرا على دافع الضرائب الاسرائيلي. واخيرا متى كان منع بعض الشيوخ من اعتلاء منابر المساجد وتخفيض صوت مكبرات الاذان خطيئة وحربا على الاسلام ؟ لو راجع هنية تاريخنا العربي والاسلامي ودقق فيه جيدا لوجد ان مكبرات الصوت لم تكن معروفة لمؤذن الرسول بلال بل ان طائفة كبيرة من كبار شيوخ الاسلام قد ابدوا تحفظات على استخدامها عندما بدا تشغيلها في اوائل الخمسينات من القرن الماضى في بعض مساجد مدينة القدس كونها مخالفة للسنة والتقاليد الاسلامية وهل منع عدم استخدامها المسلمين من اداء صلواتهم الخمس فرادى وجماعة في مواقيتها . اما عن الحرب المزعومة ضد شيوخ الاسلام فلا ادري كيف تخوض السلطة مثل هذه الحرب وهى تخصص من موازنتها عشرات الملايين من العملات الصعبة لبناء المساجد او لترميمها ولدفع رواتب الوعاظ والدعاة والشيوخ الذين يعتلون المنابر ويعظون الناس بكل حرية . وكل ما قامت به السلطة انها منعت بعض الشيوخ من اعتلاء المنابر لا حربا على الاسلام وانما حفاظا على حرمة المساجد حيث كان يعتليها هؤلاء لتوجيه الشتائم للسلطة الوطنية الفلسطينية ولتخوينها ولتحريض المصلين ضدها خدمة لاجندة حماس . ثم كيف يكون منع بعض الشيوخ من اعتلاء منابر مساجد الضفة الغربية حربا على الاسلام ولا يكون تدمير شرطة حماس لاحد مساجد خان يونس على رؤوس المصلين او سيطرتها على المساجد التابعة للجهاد الاسلامي بالقوة المسلحة كيف لا تكون افعال حماس حربا على الاسلام . باعتقادي ان خطايا عباس لا تكمن في الخطايا الثلاث التي دمغها به الفيلد مارشال ابو العبد بل تتمثل في عدم اطلاق لحيته قبيل انخراطه في المفاوضات المباشرة خلافا للفيلد مارشال اتي اطالها قبيل حربه الاخيرة ضد اليهود وكان لطولها وغزارة شعرها الفضل في ارهابة لليهود وتحقيق نصر الهي عليهم
ملاحظة : المقال اعلاه ظهر قبل قليل على موقعكم ثم سحب بعد دقائق ! فهل من الحوار المتمدن ان يسحب مقال بعد اجازته من جانب المحرر المسئول؟ بعد اكثر من سنة من نشر مقالاتي على موقعكم المتمدن افاجأ اما بسحب مقالي بعد نشره او بعدم نشر مقالاتي كما حصل مع مقالين بعثت بهما الى موقعكم المتمدن رغم عدم مخالفتها لقواعد النشر لديكم. هناك اسباب عديدة لحجب مقالات الكتاب فهل يكون السبب في حالتي ان اسمى قد ادرج على لائحتكم السوداء؟
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحاخام عوفاديا يستنزل الغضب الالهي على محمود عباس !!
-
على ذمة - المجاهد خليل الحية - :حماس تتأهب لتدمير اسرائيل
-
حملة ضد الهوس الديني
-
قبل ان تجلدوا محمود عباس
-
- اخوان - الاردن يوظفون ورقة مقاطعة
-
اليوم العالمي لحرق الكتب الدينية
-
رئيس الوزراء الاردني يطيح بوزرائه
-
حماس تحرز نصرا الهيا على على الكلاسين النسائية !!!!
-
يحاربون طالبان ويتحالفون
-
اسرائيل داخل طنجرة ضغط عربية
-
جهاد حماس ضد العورات النسائية
-
ليبرمان يحرر غزة !
-
على شماعة الامبريالية والصهيونية
-
ارهابيو- القاعدة - يزهقون ارواح
-
السعودية تتأهب للهجوم
-
نعم .. للنقاب فوائد عديدة وجليلة
-
بناء المستوطنات على ارضية
-
اردنيون يموتون بتأثير الجلطات الضريبية !!
-
الخليفة العثماني اردوجان يغرق
-
الخليفة العثماني اردوجان يحجز مياه دجلة والفرات عن سوريا وال
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|