أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - المناضل-ة - مناهضة الرأسمالية و العدالة المناخية















المزيد.....


مناهضة الرأسمالية و العدالة المناخية


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 07:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إسثير فيفاس



إن تغير المناخ هو اليوم واقع لا يمكن إنكاره. و لعل الصدى السياسي، الاجتماعي و الإعلامي لقمة "كوبنهاغن" في ديسمبر 2009 دليل قاطع على ذلك. لقد أظهرت هذه القمة عجز النظام الرأسمالي على إعطاء جواب ذي مصداقية للأزمة التي كان هو ذاته مسببها.




و إن كانت الرأسمالية الخضراء قد ارتمت في سباق تبدل المناخ، فإنها تأتي بحلول تكنولوجية (طاقة نووية، تخزين الكربون من الجو، وقود حيوي، الخ) ذات عواقب اجتماعية و بيئية أخطر. إنها حلول زائفة لتغير المناخ تحاول طمس الأسباب البنيوية التي أدت إلى الأزمة الراهنة، و تسعى الى الافادة منها. وت وضح تلك الحلول التناقض بين حسابات الرأسمال قصيرة الأمد والوتائر الطويلة للتوازن البيئي.

في هذا السياق، ثمة حاجة ملحة الى حركة قادرة على تحدي خطاب الرأسمالية الخضراء السائد، وعلى ابراز أثر ومسؤولية النموذج الحالي الرأسمالي للإنتاج و التوزيع و الاستهلاك ، و كذا على ربط الخطر المناخي الاجمالي بالمشكلات الاجتماعية. كان ما شهدت "كوبنهاغن" التعبير الأكبر عن الحركة من أجل العدالة المناخية، وقد صادف الذكرى السنوية العاشرة للتعبئات ضد المنظمة العالمية للتجارة في سياتل. يعبر هذا الاحتجاج، تحت شعار "تغيير النظام، وليس المناخ"، عن العلاقة بين المناخ و العدالة الاجتماعية، وبين الأزمة الاجتماعية والأزمة البيئية. ولكن نجاح الاحتجاجات في "كوبنهاغن" يتناقض مع ضعف المظاهرات على الصعيد العالمي ، ما خلا استثناءات مثل لندن.

تطرح الأزمة الحالية في المقام الأول الحاجة الملحة لتغيير، تغييره على قاعدة مناهضة للرأسمالية واشتراكية بيئة راديكالية. إن مناهضة الرأسمالية والعدالة المناخية هما نضالان يجب توحيدهما على نحو وثيق. و إن كل منظور قطع مع النموذج الاقتصادي الحالي لا يعتبر طابع الازمة البيئية المركزي محكوم بالفشل. وإن كل منظور بيئي بلا توجه مناهض للرأسمالية يقطع مع النظام الحالي يظل عند سطح المشكل ، ولن يكون في الختام غير أداة في خدمة سياسات التسويق الخضراء.

إن كبح تغير المناخ يستدعي تغيير النمط الحالي للإنتاج والتوزيع والاستهلاك. أما اللمسات التجميلية و السطحية فلا تجدي نفعا. تستلزم الحلول للأزمة البيئية مهاجمة أسس النظام الرأسمالي. و إذا كنا نريد تفادي تبدل المناخ فيجب تبديل النظام. يستتبع هذا منظورا اشتراكيا-بيئيا، أو منظورا شيوعيا-إيكولوجيا كما قال دانيال بن سعيد في واحدة من مقالاته الأخيرة.

كما يجب ان نحارب الأطروحات "المالثوسية الجديدة الخضراء" التي تلقي اللوم على دول الجنوب لمعدلاتها نمو سكانها المرتفعة، و تسعى إلى التحكم بأجساد النساء بتقويض حقنا في التقرير في أجسادنا. إن مكافحة تغير المناخ يستوجب مكافحة الفقر، فبقدر اتساع التفاوت الاجتماعي، تزداد قابلية المناخ للتضرر. يجب تحويل القطاعات الإنتاجية ذات الأثر البيئي الخطير ( الصناعة الحربية ، صناعة السيارات، الصناعات الاستخراجية، الخ)، و خلق فرص عمل في القطاعات الاجتماعية والبيئية العادلة مثل الزراعة المراعية للبيئة، والخدمات العامة (الصحة والتعليم والنقل)، الخ.

إن وقف تغير المناخ يستدعي التأكيد على حق الشعوب في السيادة الغذائية. إن النموذج الحالي الزراعي-الصناعي (المرحل، و الكثيف، و المكلف نقلا كثيرا، و المعتمد على النفط) هو واحد من أكبر أسباب غازات الاحتباس الحراري. إن المراهنة على زراعة محترمة للبيئة، ومحلية، تكون زراعة فلاحين في دوائر تسويق قصيرة، كما تطالب منظمة "بيا كامبيسينا"، سيتيح خفض حرارة كوكب الأرض. كما ينبغي دمج مطالب الشعوب الأصلية، وتحكمها في أراضيها و في المواد الطبيعية، و ما لديها من فلسفة احترام "الباتشاماما" أو "الأرض الأم"، والدفاع عن الحياة الجيدة. إن تثمين هذه المساهمات التي تتقدم بطراز جديد من العلاقات بين الإنسان والطبيعة أمر جوهري لمواجهة تغير المناخ و تسليع الحياة والكوكب.

و من منظور علاقات بلدان الشمال وبلدان الجنوب، تستوجب العدالة المناخية إلغاء غير مشروط لديون بلدان الجنوب، تلك الديون غير القانونية و غير الشرعية، والمطالبة بالاعتراف بالدين الاجتماعي،و التاريخي و البيئي الذي بذمة الشمال إزاء الجنوب، والناتج عن قرون النهب و الاستغلال. و في حالات الكوارث، يجب تعزيز آليات "الإغاثة الشعبية". لقد رأينا كيف يفاقم تغير المناخ قابلية القطاعات الشعبية للتضرر، لا سيما في بلدان الجنوب. و لعل زلزالي "هايتي" و "شيلي" اثنتان من أحدث الحالات. وبوجه هذه المخاطر، لا غنى عن شبكات التضامن العالمي للحركات الاجتماعية التي تتيح توجيه مساعدات فورية وفعالة للسكان المحليين. و يجب ألا تظل المبادرة بأيادي "إنسانوية" دولية بلا مضمون سياسي.

إن الكفاح ضد تغير المناخ يستوجب محاربة النموذج الحالي للإنتاج الصناعي المرحل، و العامل بمنهجية "في الوقت بالضبط"، و الكثيف، المعتمد على الموارد الأحفورية، الخ. عملا بنزعة ذيلية تضفي البيروقراطيات النقابية الشرعية على سياسات "الرأسمالية الخضراء" موحية ان "التكنولوجيا الخضراء" تخلق فرص عمل و رخاء أكبر. يجب تقويض هذه الخرافة. يجب على اليسار النقابي أن يضع موضع السؤال النموذج الحالي للنمو بلا حدود، ويؤكد نموذج "تنموي" آخر مطابق لموارد الكوكب. يجب أن تكون المطالب البيئية وضد تبدل المناخ محورا مركزيا للعمل النقابي الكفاحي. لا يصح أن يرى النقابيون في البيئيين أعداء لهم، ولا ان يعتبر البيئيون النقابيين اعداء. فالجميع يعاني من عواقب تغير المناخ، وعلينا ان نتحرك بشكل جماعي.

إنه من الخطأ اعتقاد إمكان مكافحة تبدل المناخ بتغيير السلوكات الفردية وحسب، لا سيما عندما يعيش أكثر من نصف سكان العالم في ظروف " نقص استهلاك مزمن". كما لا يصح الاعتقاد بامكان مكافحة تغير المناخ بإيجابات علمية و تكنولوجية فقط. فلا بد من تغييرات بنيوية لنماذج إنتاج السلع و الطاقة ، الخ. وفي هذا الصدد، تكتسي المبادرات المحلية التي تتقدم بممارسات بديلة للنموذج السائد للاستهلاك والإنتاج والطاقةإ طابعا إثباتيا يتيعن دعمه. وطبعا يستلزم النقاش حول كيفية مواجهة تغير المناخ بحث مسائل الاستراتيجية، و التنظيم الذاتي، والتخطيط و ما ينتظرنا من لمهام ، إن كنا نعتبر أنفسنا مناهضين للرأسمالية.

العنوان الأصلي للمقال باللغة الانجليزية: Anti-capitalism and climate justice الموقع الالكتروني لمجلة "وجهة نظر أممية": http://www.internationalviewpoint.org




"اسثير فيفاس" ناطقة باسم اليسار المناهض للراسمالية بالدولة الاسبانية نقله عن النص الاصلي: جريدة المناضل-ة



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارنست ماندل 1923- 1995 مسيرة مناضل ثوري الطويلة
- فهم ماضي اليسار الثوري لضمان مستقبله
- خطر العنف ضد النساء يوجد بالبيت أولا
- الأزمة الاقتصادية : النساء بين الهجوم المستَعِر و المهام الم ...
- اليسار العربي- الجزء الثاني، حوار مع جلبير الاشقر
- افتتاحية العدد 28 من جريدة المناضل-ة
- من أجل مسيرات عمالية حقيقية ومن أجل إضراب عام عمالي وشعبي
- الوؤتمر 16 للأممية الرابعة: المنظمة الأممية تصبح من جديدا أف ...
- من أجل حق عمال سميسي في عمل وحياة لائقين..ومن اجل القضاء على ...
- من هو المناضل موناصير عبد الله؟ ولماذا قتله النظام المغربي؟
- لبنان،المنتدى الاشتراكيّ: بين الهويّة الفكريّة والمهامّ البر ...
- قد تصبح فنزويلا بلدا غير قابل للحكم
- إيران: دعوة للتضامن مع نضال الحركة النسائية
- 1989-2009 : السبل المعتمة للتغيير الرأسمالي بالشرق
- وداعا ... كريس هارمان
- الأزمة العالمية تحت مجهر الماركسية
- نجاح لكتلة اليسار بالبرتغال
- قبل 60 سنة ... جمهورية الصين الشعبية
- مقابلة مع ايريك توسان [*] المشروع الاشتراكي تعرض للخيانة؛ يج ...
- ارفعوا أيديكم عن مناضلي النهج الديمقراطي !


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - المناضل-ة - مناهضة الرأسمالية و العدالة المناخية