عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)
الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 07:12
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
فيما سبق، كانت المعلومات ووسائل الأعلام محتكرة من قبل انظمة الحكم الشمولية والأستبدادية في العراق والدول العربية، اما اليوم وبفضل ثورة الأتصالات اصبحت المعلومات في متناول الباحث والمؤرخ والدارس والقارئ كما امتلك بعض الأفراد ومنظمات المجتمع المدني مواقع على الشبكة العنكبوتية ( الأنترنبت ) وفضائيات ومحطات اذاعة وصحف ، فليطمئن المؤرخين بأني لست مؤرخا وانما مواطن يبحث عن الحقيقة او ما يقاربها، فيا حبذا لو قام مؤرخ صادق وجرئ وغير منحاز لملك او عهد اوطائفة بكتابة تاريخ اربعة اعوام من تاريخ العراق الحديث 1921-1924.
لا يتجرأ احد الطعن في نسب الأمير فيصل او نكران انجازاته كبناء الطرق بين بغداد ودمشق وبين بغداد وعمان وتعيين الأطباء والمهندسين والأهتمام بالتعليم وارساء مؤسسات الدولة المدنية ومحاولاته توحيد طوائف الشعب وبناء جيش قوي والوقوف مع المعارضة ضد معاهدة 1922 الجائرة، فكل هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب وقوف الأنجليز ضدها وكادت تؤدي الى تنحيته عن العرش ، ومن مثالبه عقد اتفاقية مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية بتاريخ الثالث من كانون الثاني 1919 وافق فيها على وعد بلفور والسماح لليهود بالهجرة الى فلسطين كما سمح للسوريين واللبنانيين بتولي وظائف حساسة في الدولة العراقية الحديثة مما اثار سخط الموطنين.
اقتنعت الدوائر الأستعمارية في لندن آواخر عام 1920 بأنه لا يمكن حكم العراق بشكل مباشر، و أن العراق بحاجة الى حكومة عربية حتى اذا لم يتم الصلح مع الأتراك، تولدت هذه القناعة بعد الخسائر المالية والعسكرية التي تكبدتها بريطانيا في ثورة العشرين، فأخذت بريطانيا تناور وتحاورلأختيار حاكم للعراق تعتمدعليه حيث قال مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية ( المراد هو ملك يرضي الأنجليز ولا يحكم ).
قام كوكس واللجنة الشرقية الأنجليزية في لندن في اوائل آب بتحري وبحث امكانية تعيين الأمير فيصل ملكا على العراق حسب اقتراح ولسن المندوب السامي السابق، كما اقترحت مس بيل بأن يقوم مستر كوكس بتتويج الأمير فيصل ملكا على العراق في دير ويستمنستر حيث كان الأمير في لندن آنذاك.
عقد مؤتمر القاهرة في 12 آذار1921 في فندق سميراميس، دام المؤتمر مدة 12 يوم، حضر المؤتمر 40 شخصية بريطانية وشرق اوسطية من فلسطين والعراق وارض الصومال وعدن والخليج الفارسي، فقد حضر من الأنجليز وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل ومس بيل ومستر بيرسي كوكس المفوض السامي في العرااق ولورنس العرب ومستر ارنولد ولسن ومستر كنهان كورنول، ومن العراق حضر جعفر العسكري وزير الدفاع ومستشاره الأنجليزي مستر ايدي ووزير المالية العراقي ساسون حسقيل ومستشاره الأنجليزي مستر سليستر وعن وزارة الأشغال والمواصلات العراقية حضر مستشارها الأنجليزي، وحضره الأمير فيصل بن الحسين، اطلق تشرشل على اعضاء المؤتمر اسم علي بابا والأربعين حرامي.
شكل اعضاء المؤتمر لجنتين، اللجنة السياسية برئاسة تشرشل واللجنة المالية والعسكرية برئاسة الضابط البريطاني ولتر كوجريف، كانت جلسات المؤتمر سرية ولم تتسرب منه المعلومات الى الصحف إلا القليل.
وضع المؤتمر خارطة الشرق الأوسط المعروفة الآن، والموافقة على تنصيب الأمير فيصل ملكا على العراق تم ذلك بمؤازرة مس بيل ولورنس العرب، يعتقد الأنجليز بأن تنصيب الأمير فيصل ملكا على العراق اسهل الحلول وارخصها، ويرضي غالبية الشعب لأنه هاشمي الأصل ولما يتمتع به من خصال عسكرية وقومية، ، بينما المرشحين المحليين يعتمدون على تأييد طوائفهم حتما وهذا لا يتقبله كل الشعب العراقي، واتخذ القرار بتأمين انتخابه مهما كلف الأمر وتجاوز الطرق الديمقراطية.
وبعد شهرين تقريبا من انتهاء اعمال مؤتمر القاهرة قام جعفر العسكري وزير الدفاع وبطلب من المندوب السامي بأرسال دعوة الى الأمير فيصل يدعوه المجئ للعراق تنفيذا لقرارات مؤتمر القاهرة، فوصل الأمير بغداد في 29 حزيران مع حاشيته مصحوبا بعدد من رؤوساء العشائر الذين شاركوا في ثورة العشرين ومنهم محمد الصدر ويوسف السويدي، وفي 11تموز 1921 بايع مجلس الوزراء برئاسة عبد الرحمن النقيب الأمير فيصل ملكا على العراق.
اصدر وزير الداخلية الأنجليزي المستر فلبي الذي عينه المندوب السامي خلفا لطالب النقيب الذي تمت اقالته ، اصدر امرا الى جميع متصرفي الألوية تسجيل اراء المواطنين في هذه البيعة، كما امر بتشكيل لجان تشرف على تسجيل اراء ابناء الشعب، رتبت هذه اللجان الأمور في كل لواء تزوره حيث تلقى الخطب المعدة سلفا تشيد بالملك وعائلته الهاشمية ثم ينتهي الأجتماع بكلمة مؤيدين، تم الأستفتاء في 31 تموز 1921 فناال الأمير فيصل موافقة 96% من اصوات ابناء الشعب على تنصيبه ملكا على العراق.
بعد استعراض المعلومات الواردة في المراجع الواردة في اسفل المقال نطرح الأسئلة التالية:
1- لماذا اسس الأنجليز نظاما ملكيا وليس جمهوريا؟
2- هل كان الأستفتاء شاملا لكل ابناء الشعب بمختلف طوائفه وقومياته؟
3- هل كانت آنذاك معارضة لتنصيب الأمير فيصل ملكا على العراق؟
4- لماذا لم ينصب مواطن عراقي المولد ملكا على العراق؟
5- هل انخفضت شعبية الملك فيصل الأول بعد توقيعه معاهدة 1922 الجائرة؟
عندما قام الأنجليز بتنصيب الأميرفيصل ملكا على العراق ليس ايفاء بتعهدهم للشريف حسين بجعله خليفة على دولة عربية مستقلة او ايفاء لتعهدااتهم التي قطعوها للشعب بأنهم جاءوا محررين وليس فاتحين او الىاستفتاء الكولونيل ولسن الفاشل في 30 تشرين الثاني 1918الذي وجه فيه ثلاثة اسئلة للأهاالي وهي: هل ترغبون بحكومة عربية مستقلة تحت الوصاية الأنجليزية؟ وهل ترغبون ان يرأس هذه الحكومة امير عربي ومن يكون؟
لم تفكر بريطانيا بنظام جمهوري اطلاقا وذلك لأن نظامها ملكي والأنظمة السائدة آنذاك ملكية، فالملكية ارخص الحلول واسهلها لبريطانيا فبه تركزالسلطات بيد رجل واحد ضعيف وغريب مقطوع من شجرة فابلتأكيد يعتمد على قوتها في فرض سلطاته على الشعب وفي نفس الوقت يكون تابعا لها، والدليل على ذلك هو انشاء جيش عراقي ضعيف يتألف من 15000 جندي ومقابل ذلك زادت عدد افراد قوة الليفي الى 7500 فرد تحت قيادة الأنجليز، فهكذا جيش قوته اقوى من قوة قبيلة واحدة ولكنه اضعف من قوة العشائر متحدة، فابلطبع يعتمد على قوة بريطانيا في فرض الأمن، ومن جانب آخر ارتفعت اصوات من شخصيات عراقية مطالبة بنظام جمهوري ولكنها قليلة وضعيفة وغير متحدة وعلى سبيل المثال لاالحصر توفيق الخالدي وحمدي الباجي جي وحسين الرحال وزكي خيري ومزاحم الباجي جي والصحفي محمد عبد الحسين والمحامي عبد الرزاق عدوة وعبد الله جدوع وعوني بكر صدقي وغيرهم، ودعى العالم الديني محمد الخالصي الى تأسيس جمهورية مستقلة بعد ان وقع الملك معاهدة 1922 .
كان عدد سكان العراق في عام 1921 مليونين وثلاثة وتسعين ألف مواطن يسكن 24% منهم في المدن (حسب تقدير عدد السكان في 1905 بأعتبار النسة ثابتة لم تتغير لعدم وجود هجرة من الأرياف الى المدن) والبقية تسكن الأرياف او بدو رحل، فليس من المعقول مشاركتهم في الأستفتاء بشكل مباشر، ، فالنتيجة الحقيقية للأستفتاء في احسن الأحوال 24% وليس 96% بأفتراض تصويت سكان المدن جميعا باطفالهم ونساائهم وعجائزهم وشبابهم مع سكان المدن التي عارضت الأستفتاء، لقد اسس الأنجليز’سنة اتبعها رؤوساء الأنظمة الشمولية في نتائج الأستفتاءات التي بلغت نسبتها 99% في بعض الدول.
لم تطأ قدم الأمير فيصل ارض العراق قبل تنصيبه ملكا على العراق و الشعب العراقي عموما لم يسمع بأسم فيصل ومن هو عدا المجموعة التي قاتلت معه الجيش العثماني، لذلك امتنعت السليمانية من المشاركة في الأستفتاء لعدم وفاء الأنجليز بتكوين دولة كوردية يرأسها الشيخ محمود الحفيد، ورفضت كركوك تأدية قسم الولاء لفيصل، ووافقت ولاية الموصل بشروط منها اعطاء الحقوق القومية للأقليات، كما عارض وزير الداخلية طالب النقيب تنصيب الأمير فيصل ملكا على العراق محاولا تجميع عدد من رؤوساء القبائل حوله وبعض السياسين لأسناده في مطلبه، فأمر المندوب السامي بأعتقاله ونفيه الى الفاو في 16 نيسان 1921.
اعلنت بريطانيا كما ذكرنا بأن المرشح المحلي لمنصب الملك لابد وأن يعتمد على قوة ومساندة طائفته وهذا غير مقبول من الطوائف الأخرى او الشعب عموما، بهذه البساطة رفضت الدولة المحتلة بريطانيا اعطاء الحكم الى مواطن عراقي ولد وترعرع على تربة الوطن، ورفع مندوبها السامي المستر كوكس شعار التفرقة بين الطوائف تسد، فرد الشعب على شعار التفرقة بتأسيس احزاب تضم اعضاء من جميع مكونات الشعب العراقي كالحزب الوطني العراقي الذي ضم جعفر ابو التمن وحمدي الباجي جي ومولود مخلص ومهدي البصير وغيرهم، وحزب النهضة العراقي الذي ضم الحاج امين الجرجفجي وآصف وقائي وعبد الرزاق الأزري وغيرهم، و وجود مثقفين علمانيين على الساحة السياسية العراقية كحسين الرحال وجماعته عبد الله جدوع ومحمد سليم فتاح وكمال صالح وآخرين، فلو تركت بريطانيا الأمر لهؤلاء اوللشعب العراقي لأختيار نظام الحكم بحرية لأختاروا النظام الجمهوري ولأتفقوا على رئيس جمهورية مقبولا من جميع الطوائف، اوتأسيس نظام ملكي وانتخاب ملك مقبولا من الجميع.
كرس ألأنجليز السلطات بيد الملك على حساب سلطات مجلس الوزراء من اجل زيادة تأثير المندوب السامي على صناع القرار السياسي ، فقام الملك بأنشاء علاقات ود مع علماء الدين في الكاظمية والنجف ومع المعارضين للأنتداب والمعاهدة العراقية ، ففي صيف 1922 قدم حزبي النهضة والوطني عريضة الى الملك يطلبون فيها حل مجلس الوزراء الموالي للأنجليز ورفض الأنتداب والمعاهدة وطرد المستشارين الأنجليز، فدفعت سياسة الملك التوافقية هذه الى استقالة مجلس الوزراء.
دفعت علاقات الملك الحميمة مع علماء الدين والمناهضين للأنتداب الأنجليز للتفكير بأعادة حساباتهم فيما يخص سياستهم في العراق والملك،فأخذوا يفكرون في خلع الملك، ففي هذه الأثناء سنحت الفرصة للمندوب السامي للتدخل بشكل مباشر في السياسة العراقية، فقام بيرسي كوكس بفض اجتماع للساسة العراقيين داخل القصر الملكي، وفي اليوم التالي مرض الملك بألتهاب الزائدة الدودية، فقام كوكس بأستلام السلطة بنفسه بغياب مجلس الوزراء.
شكل عبد الحمن النقيب الوزارة ثانية، فوافقت حكومته على المعاهدة في 13 تشرين الأول 1922، وبعد ستة ايام صدرت الأرادة الملكية تقضي بأنتخاب مجلس تأسيسي والموافقة على اجراءات كوكس ومن هذا التاريخ انبطح الملك للسياسة الأنجليزية.
استقالت حكومة عبد الرحمن النقيب فكلف الملك عبد المحسن السعدون بتأليف الوزارة في 20 تشرين الثاني 1922، صدرت من علماء الدين فتوى شرعية تحرم المشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي المراد منه الموافقة على المعاهدة فوصلت المواجهة بين علماء الدين والمعارضة من جهة وبين الحكومة والملك والأنجليز من جهة اخرى الى ذروتها.
قام نجل عالم الدين محمدالخالصي بتعليق فتوى تحريم المشاركة في الأنتخابات على باب الصحن الكاظمي الشريف، فقامت الحكومة بأعتقاله، فرد عالم الدين الخاصي على ذلك بدعوة الأسواق الى الأضراب، كما اعلن امام حشد كبير من اهالي الكاظمية تخليه عن بيعة الملك والمطالبة بأعلان جمهورية مستقلة.
فردت الحكومة بأصدار قانون جديد للهجرة يسمح بأبعاد المواطنين الذين يمارسون نشاط ضد الحكومة، فأسس الأنجليز وعملائهم ’سنة ثانية اتبعها صدام حسين في تهجير الكورد الفيلية والمواطنين العراقيين الى ايران، كما بثت الحكومة دعاية عبر وسائلها الأعلامية بأن علماء الدين في النجف والكاظمية وكربلاء من اصول ايرانية.
قامت الحكومة ايضا بأعتقال الخالصي الأب وولديه واثنين من افراد عائلته وتسفيرهم الىايران، وابعاد علماء الدين المحتجين على ذلك ووضع آخرين تحت مراقبة الشرطة، كما قامت الحكومة بأغلاق الصحف المعارضة للأتفاقية وحل الأحزاب الوطنية، فعندما خلا الجو للحكومة من المعارضين قام المجلس التأسيسي بتوقيع المعاهدة ليلة 10 /11من حزيران 1924 وبدأ الأنتقام من الفلاحين المشاركين في ثورة العشرين بتمليك اراضيهم لرؤساء القبائل الذين ساندوا الأحتلال والمعاهدة.
قناعتي الشخصية المبنية على المعلومات الواردة في المراجع ادناه بأن تنصيب الأمير فيصل ملكا على العراق غيرشرعي وما بني على باطل فهو باطل فالنظام وسلالة فيصل الأول غير شرعية في حكم العراق، والمطلوب مطالبة بريطانيا الأعتذار للأسرة الهاشمية عن سياساتها التي ادت الى مقتل الملك غازي ومقتل الملك فيصل الثاني وموت الملك فيصل الأول بالسكتة القلبية والأعتذار للشعب العراقي عن مقتل حوالي 9000 فلاح في ثورة العشرين وتعويضه عن خسائره المادية.
المراجع
د. علي الوردي ، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الخامس ، القسم الأول، ص 209-260.
عبد الرزاق الحسني، تاريخ العراق السياسي الحديث، الجزء الأول ، ص 183.
عباس بغدادي، قراءة في مذكرات ( الخاتونة ) مس بيل عن العراق ، تاريخ النشر24-1-2006.
حامد الحمداني، صفحات من تاريخ العراق الحديث من الأحتلال البريطاني عام 1915 وحتى ثورة
14 تموز 1958، الكتاب الأول ، الفصل الثاني والثالث.
د. عامر حسن فياض ، حسين الرحال، رائد الفكر الأشتراكي العلمي ، ورقة مستلة من كتاب الفكر
الأشتراكي والتقدمي في العراق 1920- 1934، بيروت –دار ابن رشد- 1980.
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، بيرسي كوكس.
ويكيببيديا، الموسوعة الحرة، الأنتداب البريطاني على العراق.
Darwin, John 1999, An undeclared Empire – The British in the
Middle East, 1918-39, the Journal of Imperial and Commonwealth
History, 27:2,159-176.
Helen, Shooter, Press for Conversion! Issue # 49 October 2002.
Helen, Chapin Metz, ed Iraq: A Country Study, Washington: GPO for
The Library of Congress.
Jan, Lahmeyer : World History KMLA: History of Iraq 1917-1921.
William, Silvester ,Suite 101.com, King Faisal 1: Iraq Warrior King.
Gwpda.Org/bio/f/Faisal.
Wikipedia, John Z, Draft/ Cairo Conference 1921.
Fontana, Guiditta, Creating Nations, Establishing States: Ethino-
Religious Heterogeneity and the British Creation of Iraq in
1919-23, Middle Eastern Studies, 46:1, 1-16.
Giohnsit, History of Iraq: 1921-1933.
Ronald,L. Kuipers, World War 1 and the British Mandate, Entrance to
The Ruins of Babylon.
Looklex Encyclopedia, King Faisal 1.
#عصمت_موجد_الشعلان (هاشتاغ)
Asmat_Shalan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟