أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-26-














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-26-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 01:00
المحور: الادب والفن
    


بعد حصولي على شهادة الباكلوريا تسجلت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة مرتيل - شعبة الآداب
العربي- كانت الجامعة يعمها الإرتجال والفوضى وتمرد الطلاب على الأوضاع المتردية فتم زرع جهاز من
الحراس من نوع خاص أطلق عليهم الطلبة إسم ( الأواكس) . كنت كلما دخلت الكلية وبيدي الجريدة كان
أحد هؤلاء الحراس يطلب مني أن أطلعه على نوع الجريدة متظاهرا برغبته في قراءتها لكن هدفه الأساسي هو معرفة إتجاه الجريدة السياسي الذي يحكم عقلية الطالب . فكنت أترك له الجريدة دون
استرجاعها فيما بعد. كما كانت مشاكل النقل تؤرق الطلبة لأنهم لا يجدون في الغالب الوسيلة الطبيعية
للتنقل من وإلى الكلية . وهذا كان يساهم في انتشار الفوضى داخل وخارج المؤسسة . لكن الموظفين كانوا استثناءا فقد كانت لهم حافلتهم الخاصة التي تنقلهم بانتظام ودون عناء يذكر . لازلت أذكر
يوما لم نجد وسيلة نقلنا إلى تطوان فقمنا باقتحام حافلة الموظفين وكنت أولهم . كنت غاضبا بينما الطلبة
يساندونني ةيحفزونني إلى الأمام كما لو أنني المتزعم لفكرة التحدي فظلت الحافلة بمكانها لا تتحرك
وكان الموظفون يحتجون ويلحون على نزولنا بدعوى أن الحافلة خاصة بهم. أخيرا خذلني الجميع وبقيت
وحدي بالحافلة فنزلت منها والخجل يملأني وأنا نادم على انسياقي مع هذه النماذج الفاشلة من هؤلاء
الطلاب الذين لا يمكن للمرء أن يعتد بهم أو يعتمد على تضامنهم أبدا .
كان علي أن أوفق بين العمل والدراسة لكنني لم أفلح في ذلك . قدمت طلبا للإدارة من أجل نقلي إلى فوج حيث يوجد صديق لي لأتمكن من خلاله الحصول على المحاضرات التي لم أتمكن من
حضورها ولسيما وصاحبة المكتب الذي أعمل به تضغط علي كي لا أتغيب ولو لساعة واحدة عن العمل . فلم يكن لدي من بد سوى أن أختار العمل الذي يضمن لأسرتي لقمة عيشها . وتخليت عن
الدراسة طوعا ورغما عني في آن واحد .
من حسن حظي أنني اخترت العمل . فقد إندلع فتيل التمرد والثورة وسط الطلاب بالكلية فانتقلت
الفوضى العارمة إلى تطوان وكان الأطفال والصبيان وبعض الشباب يقومون بإحراق المؤسسات
العمومية والسيارات . ويضرمون النار في عجلات السيارات المطاطية ويضعونها كحواجز في الطرقات والشوارع واصبحت المدينة منطقة عسكرية تجوبها الآليات والدبابات الحربية وفلول العسكر وأصبح الأمر خطيرا للغاية لدرجة يصعب معها أن يكون وجود الناس آمنا بشوارع المدينة.
بدأ يسقط الجنود قتلى وخصوصا بالأزقة الضيقة والمتشابكة بالمدينة القديمة وكان جيش من
الأطفال والصبيان والشباب يهاجمون الجنود بالحجارة من أعلى سطوح المنازل ومن منعرجات
الشوارع . أطنان من الحجارة كانت تؤثث مدينة تطوان . وكان مجهولون يرشقون الجنود بالماء
الحارق من سطوح البيوت على غفلة منهم . سقط قتلى من الجانبين فلم أكن قادرا على الخروج
من بيتي وتوقف العمل في كل مرافق المدينة وكذلك كان يحدث بمدن أخرى قريبة وكان النظام
يخشى أن يمتد تمرد الشعب إلى الدار البيضاء لما يمثله ذلك من خطورة حتما تؤدي إلى سقوط
النظام . كان الرعب يسيطر على أجواء البلد وطلقات الرصاص تسمع في كل مكان والدبابات
تتجول في كل الأنحاء وأصبحت المدينة منطقة عسكرية والمدارس والمؤسسات تحولت إلى ثكنات
للجنود المتربصين بالصبيان على الخصوص . القناصة يقتنصون ضحاياهم عن بعد وفي كل اتجاه
والصبية والشباب يسقطون قتلى بطلقاتهم المحكمة .
ذات صباح كنت متكئا على حاجز سطح منزلي أنظر نحو الجبال والمراعي الخضراء البعيدة على امتداد البصر . وكان هدوء نسبي يسود الحي الذي أسكنه . وكنت بسبب الرعب الذي يسكنني
أتوقع إقتحام الجنود لبيتي وقتل عائلتي فقد كان ذلك ممكنا ومحتملا . وبينما أنا كذلك أنظر من
أعلى سطح منزلي فجأة لاح لي جندي غاضب يحمل رشاشته بيده ينبعث كالمارد من زقاق محاذي للبيت . كان حظي مذهلا عندما رمقته فسحبت بسرعة فائقة برأسي وجسدي فلم
يتمكن من تصويب آلته القاتلة نحوي . سمعته يقول :
(غادي نطير لموك داك العينين )
تنفست الصعداء وحمدت الله على سلامتي وعلى لطف الله الذي أنقذ حياتي .
أتذكر قبل أن تخمد شرارة الإنفلات . كان ذلك مساءا . إستمع الشعب عن بكرة أبيه إلى خطاب
ملك البلاد الذي توعد المتمردين بالموت والهلاك إن هم إستمروا في تمردهم . فكان ذلك
الخطاب بوعيده كافيا لإخماد نار الفتنة والتمرد والغضب . وفي الصباح بدأ الناس يخرجون من
بيوتهم بينما كان الجنود يتجاهلون حركة الناس ودبت الحركة في المدينة واسترجع النظام
سيطرته على الوضع وبدأت الأمور ترجع لوضعها الطبيعي وانتهى كل شيء وبالمقابل بدأت
المحاكمات للمعتقلين وكانت المحاكمات تصدر أحكاما قاسية وقاسية جدا أودت بالعديد من الصبيان
إلى غياهيب السجون لمدد لا تقل عن عشرين سنة لكل واحد منهم لكن المتزوجين وأربا ب
العائلات كانت أحكامهم لا تزيد عن السنتين .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-25-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -24 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 23 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -19 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-18-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -16-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -12-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 10 -
- صراخ
- مجرد إحتمال - مهداة إلى مصطفى مراد -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-26-