فضائية الشرقيه تواصل نهجهها المنحاز واللا مهني: مسلسل اخر الملوك مثالا-

انيس الامير

الحوار المتمدن-العدد: 3124 - 2010 / 9 / 14 - 17:08
المحور: الصحافة والاعلام
    

فضائية الشرقيه التي يملكها سعد البزاز احد اعمدة الاعلام الرسمي في عهد صدام حسين و(المنشق) على نظامه لاحقا" تواصل نهجها المنحاز واللامهني على صعيد البرامج السياسيه والدراميه وحتى الترفيهيه!!
والمتابع لهذه القناة الفضائيه يلحظ بسهوله الروحيه المنحازه بل التحريضيه الى درجة القرف في طريقة تحرير الاخبار السياسيه وحتى الرياضيه والفنيه ويتجسد ذلك في عدم مصداقية الكثير من هذه الاخبار واعتمادها على مصادر مجهوله ويتجسد ايضا" في المفردات اللغويه التي يتضمنها الخبر وكذلك في كون الخبر بالنسبة لهذه الفضائيه هو في جوهره رأي وموقف سياسي اكثرمن كونه خبر صحفي.و(الشرقيه) في هذا المضمار تسير على نهج الاعلام الرسمي في عهد صدام حسين مما يجعلها الوريث الشرعي لتلفزيون العراق وقناة الشباب التي كان يديرها عدي صدام حسين .
ودأبت (الشرقيه) ومنذ تأسيسها وبشكل خاص في الثلاث اعوام الاخيره على انتاج وبث الكثير من البرامج الترفيهيه ذات الاهداف السياسيه الواضحه التي تنزلق الى مديات كبيره من الاسفاف والمباشره والتسخيف!
ولو اقتصر الامر على ذلك لكان ذلك هينا" لكن الخطوره تكمن في الاعمال الدراميه وخاصه التاريخيه التي تنتتجا وتقدمها هذه القناة والتي تستهدف فيما تستهدف خلط الاوراق وذر الرماد في العيون وغسل الادمغه وتقديم الاحداث والشخصيات بصوره مغايره لما اجمعت عليه المصادر التاريخيه وماتتخزنه ذاكرة المعاصرين لتلك الاحداث.
وفي هذا الاطار جاء مسلسل اخر الملوك هذا العام بعد مسلسل الباشا في العام السابق وكلا المسلسين عالجا الموضوع التأريخي بنهج منحاز احادي الجانب وكان قريبا جدا من الطريقه التي يروي بها مواطن عادي حادثا" وقع له مع احد خصومه!!.
لقد شعرت باسف شديد وانا اتابع هذا المسلسل الذي عرض بالتزامن مع مسلسل تأريخي اخر هو (الجماعه) الذي ينطوي على قدر كبير من الموضوعيه والحياديه رغم ان الاخير يطرح قضيه اكثر خطوره لما تحمله من امتدادات في الواقع السياسي الراهن غي مصر.
لقد عرض مسلسل (اخر الملوك) وجهة نظر واحده بل الجوانب الاكثر تطرفا" في وجهة النظر هذه فقدم لنا (سعيد قزاز) كشخصيه وطنيه غايه في النزاهه وفعل نفس الشيء بالنسبه للامير عبد الاله ونوري السعيد وقدم تبريرا" لكل اخطاء النظام الملكي بنا فيها حل مجلس النواب وايقاف الصحف وقمع الاضرابات العماليه.
وفي الجانب الاخر قدم لنا المسلسل الشخصيات الوطنيه المرموقه مثل كامل الجادرجي كشخصيات مشاكسه لاهم لها سوى اثارة المتاعب للحكومه . اما غائب طعمه فرمان الروائي العراقي المبدع فقد اظهره المسلسل كشخصيه هزيله وانتهازيه
ان قتل افراد العائله المالكه صبيحة يوم 14 تموز 1958 هو بلاشك جريمة شنعاء تستحق الشجب والادانه وهذه الحادثه اضافة الى جانبها الانساني لها جانب سياسي حيث اسست لمرحلة سوداء في تاريخ العراق الحديث امتازت بتصفية الخصوم السياسيين جسديا" الا ان كاتب المسلسل طرح هذه الحادثه بشكل ضبابي دون ان يكلف نفسه عناء البحث عن الجناة الحقيقيين ومن اصدر لهم الاوامر في محاولة مفضوحه لالصاق التهمه بشخص قائد الثوره او (الانقلاب) الزعيم عبد الكريم قاسم
كنت اتمنى ان يشاهد المواطن العراقي اعمال دراميه عراقيه تاريخيه راقيه ترتقي الى مستوى مسلسل ( الجماعه) لكن يبدو ان الامر محكوم بالنهج السياسي لمنتجي هذه الاعمال مع الاسف

#انيس_الامير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات