أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - سقراط ... العمل بحماس من أجل كمال النفس














المزيد.....

سقراط ... العمل بحماس من أجل كمال النفس


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 17:25
المحور: الادب والفن
    


يولي اليونانيون القدماء أهمية إستثنائية للتاريخ السياسي والإجتماعي . وقد أدى ذلك بالمؤرخين في وصفهم لما يجري في بلادهم أن يسهبوا بالحديث عن الذين برزوا في هذين المجالين وقلما أو بالكاد أن يذكروا ضمن واجهات ذلك الصراع المفكرين من الكتاب والفنانين ولذا فإن محاكمة سقراط قد دخلت في الإتجاه السياسي والإجتماعي والتي خلفت فيما بعد جدلاً كبيراً حول مشروعية الحكم عليه بالموت . ولد سقراط في أحد الأقاليم المتأخمة لأثينا للعام 469ق.م من والدٍ ينحت الحجارة ووالدةٍ تجيد فن التوليد وقد ألهمته مهنة والدهُ(النحت) أن يسير بهذا الإتجاه في بداية شبابه لينشغل بهذا الفن فترةً ليست بالقصيرة وأستطاع من أن يلم بمكونات هذا العمل ويبدع فيه حيث ذكر الذين لازموه تلك الفترة بأن سقراطَ قام بتنفيذ مجموعة من التماثيل الصغيرة التي تجسد الإلهه عند اليونانيين والتي تسمى (الكاريت) ولأهميتها فقد كانت توضع أمام مدخل معبد الإكروبول وقد إنقسم المؤرخون حول المام سقراط بالنحت وقيامه بنحت هذه التماثيل تحديداً بين فريق يؤيد صحة هذا العمل وإجادته وفريق أخرَ أعتبر ذلك نوعاً من الميثولوجيا . ولابد من الإشارة إلى أن الفلسفة التربويه اليونانيه تولي أهمية لتربية الشباب اليوناني وكانت مناهجها تنسجم مع التوجهات الأثينيه حيث كانت التربيه الأساسيه المنهاج الرئيس لإعداد الشباب والذي يتضمن الموسيقى والتربيه البدنيه وكانت الموسيقى تُعَلَم بإتجاهين الإتجاه الأول والذي يشمل الإعداد الموسيقي لتعلم العزف على الناي والقيثاره ثم الغناء والرقص والذي يستند أصلاً على البطولات والمأثر وتمجيد القاده ومعارك أثينا مع الفرس في أواسط أسيا وسيطرة الأثينيين على شرق البحر المتوسط والإتجاه الأخر في تعلم الموسيقى هو الإهتمام باللغه أي دراستها وتعلمها وكان ذلك الإهتمام منصباً على حفظ نصوص الشعراء الملحميين والشعراء الغنائيين ( هوميروس _بيندار ) لان هذه الأعمال أحد وسائلهم لتثوير الحماس لدى النشئ للاعتداد بإنتمائه وبالتالي إستعداده التام للتضحية في سبيل أمته أما برنامج التربية والتعليم فغضافة غلى مايتم تعلمه من علوم الحساب والهندسة فهناك الإهتمام بالجانب الجسدي أي التربيه البدنيه (المصارعة- السباقات- الرمي- إجتياز الحواجز- المطاولة ) وغيرها من الفعاليات البدنية والتي تنمي أساساً حب المواجهة والدفاع عن الوطن والنفس ولقد كان سقراط ضمن ذلك المناخ التربوي والذي طغى فيه الإتجاه الأول الذي ذكرناه من تلك الفلسفة التربوية . أما حياته العائلية فلم تمر بسلام فقد كان يعيش بمشاحنات يوميه مع زوجته بسبب إستياء الزوجة من زوجها الذي يقضي اليوم بكامله في شوارع أثينا وأسواقها وساحاتها بدافع الحصول على المعرفة من خلال المجادلات التي يجريها مع أصدقائه ومعارفه ومن يراهم في تلك الأماكن حتى إن هذه المشاحنات قد تعمقت في نفس زوجته لتنقلب إلى سلوك شرير بدءاً من وصف زوجها بأوصاف غير لائقة فتنعته تارة بالثرثار وتارة بالكسول وأحياناً ترمي عليه النفايات أو تقلب من أمامه مائدة الطعام إلى قيامها بطرد أصدقائه الذين يأتون إليه لإحياء حلقات المجادلة وإستكمال حواراتهم التي لم يستكملوها ورغم ذلك السلوك فإن معاصري سقراط (أكسينوفان وأفلاطون) يشهدان على أن (أكزانتيت) وهو إسم زوجة سقراط كانت إمراءة محترمة وأمراءة مُحبة تسعى لتربية أولادها والقيام بالواجبات الأسريه المطلوبة ولم تجد في سقراط ماينسجم مع طبيعتها تلك ولعل الغرابة حين سئل سقراط عن سبب هذا الإختيار الصعب فقال بانه إمتحان لي فإذا ماتحملتها فسوف أتحمل التعامل مع الناس الأخرين . لقد ركز سقراط في فلسفته في البحث عن الحقيقة وتلك التي تسمح بتعريف المفاهيم الأخلاقية بإبراز السمات العامة والأساسية لمفهوم ما أي تلك السمات التي تفسر الماهية ليقدم ذلك بطريقة الأسئلة والاجوبة ويتجه في كشفه للحقائق من أن إختيار المفهوم العام شئٌ معقد لذا يقترح على الأخرين الأخذ بأحد أركان هذه الحقيقة المراد الوصول اليها وهذا ماطبقه في حواراته عن (الفضيلة- الشجاعة- الحكمة ) وغيرها من هذه الحقائق . لقد رائ سقراط إن المعارف تسمح للانسان أن يمتلك سلوكاً حكيماً يستطيع من خلال هذا السلوك تفجير قدراته ويستخدم بدراية كامله طاقاته الماديه ومواهبه العقليه وميوله ورغباته لذا فان سقراط قد إستنتج بأن المعرفه تعني (الخير ) وإن الجهل يعني (الشر) ونصح بأن يعمل المرء بحماسه من أجل إكتمال النفس وإن إختراقاً فكريا وأخلاقياً للأنا قادرٌ بأن يصل بالانسان إلى الحياة السعيدة الفاضلة لذلك فقد وضع الجسد وأفعاله في البون الأخر حين دعا الإنسان بمقولته الشهيره (إعرف نفسك بنفسك)
أما في محاكمته فقد تصرف كمعلم لمحاكميه داعياً مواطنيه إلى السمو بالفضائل الروحية وجعلها فوق مستوى الفضائل المادية ولم يتنكر سقراط لروح المبادرة لدى الأثينيين في تعزيز قوتهم ومضاعفة ثرواتهم ولكنه يعتقد إن إزدهار المدن يقوم على غنى الحياة الروحية ولايقوم على ركوب المراكب وأجتياز الأسوار وأمور أخرى ودعا إلى خلق المواطن ( النخبة ) ووصف توجه الدوله بعكس ذلك بأنه إغراق المواطنيين بالبلاده الاخلاقية والعقليه . لقد رفض افلاطون إخلاء سبيله لان هذا الإخلاء يعني لديه التوسل للصفح عنه ورفض حضور عائلته إلى المحاكمة كي لايفسر بأنه يستدر العطف ويؤثر على قرار القضاة وتقبل الموت من أجل سمو المعرفة



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربما يراد أن أعتاد
- على مساحة جغرافية واحدة
- تلك المجاهيل في اللحظة التي ينتظر بلوغها
- إستبدلنا البرجَ من القوس إلى العذراء
- إلا بعدَ ضمان القوت
- هاي زوربا.. هاي زوربا
- سعدي يوسف يبحثُ عن جنةٍ أخرى منسيةٍ في برلين
- سفاهات مقصودة وجدل حكيم
- أعلنَ في الباطن الضوئي عن ذلك
- إسطوانات قرياقوس...وعمي يبياع الورد كُلي الورد بيش كُلي
- لا دلالة لبقاء المزيد من الماء المالح في العين
- ملجأ ما ينتمي إليه هذا العالم
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-10
- أبقى لنهايات العمر ثمرة ناضجة ونهاية سعيدة
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-9
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-8
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-7
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-6
- هُناك من ينتظر ..
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-5


المزيد.....




- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - سقراط ... العمل بحماس من أجل كمال النفس