أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - بؤس العلمانية في العراق














المزيد.....

بؤس العلمانية في العراق


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 07:55
المحور: الادب والفن
    


هناك جيل علماني في العراق؟ جيل قادر على التعبير عن وجهة نظره ضمن مؤسسات المجتمع المدني؟
.هل انتقل العراق من دولة الحزب الواحد إلى الديمقراطية حقاً؟.أم أنه انتقل من العلمانية القومية إلى فوضى الدين والطوائف؟.
ثم ما هي العلمانية ؟ أليست هي فصل الدين عن الدولة؟.والمطالبة بدولة ديمقراطية تتأسس...
... على القانون المدني وليس على أساس ثقافي أو ديني؟.ما هي إمكانات النضال العلماني في العراق اليوم؟.
في الكفاح من أجل العلمانية يتم التركيز على النخبة الواعية أي المتعلمة.فهل حقاً هناك نخبة علمانية في العراق
عندها الوعي والقدرة على إحراج التيارات الدينية ثقافياً؟
.
ماذا يملك الإسلاميون من وعي؟
.
الإسلاميون يعتمدون أساساً على مدارسهم الدينية العريقة مثل الحوزات الضخمة التي تستوعب أعداداً هائلة من الشباب.
وهناك تبدأ رحلة حياتهم الطويلة في تحصيل العلم والثقافة الدينية.أنا مطلع على البرامج والمناهج الخاصة بهذه المدارس.
يدرسون النحو والصرف والبلاغة والإملاء وفقه اللغة وعلوم القرآن دراسة معمقة وهائلة.
ثم يدرسون العقائد والمنطق والأصول والتاريخ من أمهات الكتب.فهم مثلاً يعرفون القرامطة والمعتزلة وأخوان الصفا والدهريين والخوارج وكل المدراس الفكرية والعقائدية في التاريخ.
وفوق ذلك يدرسون الكتب الأجنبية بلغتها الأصلية أو مترجمة ..فكل رجال الدين يعرفون المؤرخ العملاق توينبى ويعرفون ويل ديورانت في موسوعته التاريخية قصة الحضارة..
بل وأكثر من ذلك يقرؤون لينين وتروتسكي وألتوسير في مكتبات الحوزات الدينية.عندهم غرف للصحافة اليومية يطلعون فيها على كل الصحف والمجلات الواسعة الإنتشار.
فوق ذلك يشجعون على علوم الكومبيوتر والتكنلوجيا ويضيفون غرف كومبيوتر لخدمة طلبة الحوزة.
أما في الأدب فهم يدرسون ويتسامرون بعيون الشعر العربي من الجاهلية حتى الجواهري.
ومن المثير للإنتباه أنهم أي رجال الدين لا يقرؤون الشعر الشعبي في سمرهم وتسامرهم بل الأدب الفصيح.
لكنهم حين يدرسون الخطابة يتعلمون الشعر الشعبي والدارمي والأبوذية ليخاطبوا به الغوغاء الذين لا يفهمون الأدب الفصيح وبلاغة علي وبلاغة القرآن الكريم.
هذه المدارس الدينية تتكفل بالسكن والطعام مطبوخاُ يقدم في مطاعم الحوزة إضافةً إلى صرف راتب للطالب حسب الأقدمية والمستوى العلمي.
علماً أن فترة التعلم تمتد مدى الحياة.وطلبة المدارس الدينية فوق علمهم يتمتعون بانضباط أخلاقي صارم تفرضه أجواء الدين والدراسة.
أمام هؤلاء من هو الجيل العلماني ومن يعلمه ومن ينفق عليه؟

عندنا طلاب جامعة يدعون العلمانية ويجلسون أمام الكومبيوتر لكتابة شعر شعبي وغزل للفتيات..
عندنا أدباء علمانيون يكتبون قصائد غامضة لا يستطيع قراءتها حتى علماء الآثار؟.
عندنا كتاب شباب يكتبون كلاماً سطحياً مليئاً بالأخطاء اللغوية؟؟.الفكر الديني اليوم في غاية التطور.
عندهم صحفيون إسلاميون بحجم محمد عمارة وغالب الشهبندر..الخ.عندهم مفكرون إسلاميون بحجم سيد قطب وباقر الصدر وحسن البنا ..الخ.
وهم يقرؤون .فماذا يقرأ علمانيوا العراق وماذا يكتبون؟

أنا علماني عراقي تربى على يد جيل مثقف وقابلتُ الماغوط والنواب وممدوح عدوان وبول شاؤول وأدونيس والبياتي وعلي حرب وصادق جلال العظم وعامر بدر حسون..
مع هذا وبناءً على ما أراه اليوم ...أنعى لكم العلمانية في العراق..بكل حزن
.
أتمنى بدل شتم البعثيين أن يذهب واحد لدراسة ميشيل عفلق ويكتب لنا أخطاءه في الفكر ..
ويكتب آخر أخطاء شبلي العيسمي وآخر ينتقد إلياس فرح وسعدون حمادي...دعونا نتحول إلى ورشة تفكر وعلموني يا شباب فأنا أخطيء لأني أفكر..
في الأدب أكتبوا لي عن الحلاج وابن الفارض ولماذا الأدب الأندلسي مهم ولماذا الف ليلةوليلة مهم وحافظ الشيرازي مهم ..
وبماذا يختلف المتنبي عن ألبحتري، أكتبوا لي هل حقاً التقى شيخ الفلسفة إبن رشد بشيخ التصوف إبن عربي عندما كان هذا الأخير يافعاً في الأندلس،
وما هو الحوار الذي دار بينهما؟ وهل حقاً تتلمذ جلال الدين الرومي على يد إبن عربي وما الفرق بين طريقتيهما وإسلوبهما..
أريد أن أستمتع بأفكار الشباب العراقي العلماني....أريدكم بهذا المستوى يا شباب ...
أما إذا أردتم أن تكونوا كما هي الفضائيات فهذه حكاية لكم
...
كانت عندي صديقة إيرانية حادة الذكاء تدعى مريم وكانت تعرف الفضائية العراقية من الغير عراقية رغم أنها لا تعرف عربي ..فسألتها كيف تعرفين ?
قالت لا يوجد في العالم كله مجموعة من البالغين بشوارب غليظة يجالسون بعضاً..
واحد يتكلم والباقون يقولون الله...الله ..هذا غير موجود إلا في فضائياتنا وشعرنا الجلفي..أفيقوا يا شباب وأفيقوني معكم.
.



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و كيف يُمات الموت ؟
- حنين
- تأملات
- نداء إلى العقل
- الموعظة الحسنة
- معطف السياب


المزيد.....




- -روائع الأوركسترا السعودية- تشدو بألحانها في قلب لندن
- التمثيل السياسي للشباب في كردستان.. طموح يصطدم بعقبات مختلفة ...
- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - بؤس العلمانية في العراق