أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي ابراهيم - أسئلة إلى الله (3).. العنصرية















المزيد.....

أسئلة إلى الله (3).. العنصرية


سامي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 23:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين يمنع العقل من حقه في إعطائه مثلاً أعلى وأخلاقَ ساميةً إنسانيةً، لأن الدين يعتبر نفسه صاحب الحق الوحيد في تقديم الأخلاق، وبالتالي فإنه ينتقص من مهمة العقل الأخلاقية ويهمش دوره.
لا يتوقف الدين عند جعل عملية التفكير في الأخلاق الدينية أمراً محرماً، لا بل يطالب العقل بإثبات أن الأخلاق الدينية هي الأخلاق الوحيدة الإلهية المطلقة السامية التي يجب على الإنسان الإقتداء بها والويل لهذا العقل والويل لمتتبعي هذا العقل إن حادوا عن الطريق الذي رسمه الدين أو حاولوا أن يقولوا غير الذي يريده الدين وحاملو نظريته الإلهية.
فالنبذ والإقصاء والتحريم والقتل أيضا هي أخلاقٌ دينية وتصبح هذه الأخلاق الدينية في حيز التنفيذ عندما ينافس العقلُ الدينَ على تقديم طريقة حياةٍ مثلى وسامية وراقية تليق بالإنسان.
ينسى الدين والمتدينون الأخلاق السامية عندما يلاقون صوتا معارضا حيا ينبع من عقلٍ مفكرٍ.
ويبدأ الدين بالتكشير عن أنيابه ليُظهر وجهه الحقيقي في حق من يقدم بديلاً عنه ويبدأ معتنقوه بتطبيق أخلاق الدين الأصلية من قتلٍ وتحريمٍ ونبذٍ.
الدين بهذا الإقصاء للعقل يكون قد أرتكب جريمته العظيمة الأولى وخطيئته الأصلية ألا وهي تأخيره للعقل من أن يؤثر أثراً جدياً وعميقاً في المصير الإنساني وفي الحياة الإنسانية.
ما أوضح إخفاق الدين والأخلاق الدينية أمام أخلاق العلم وأخلاق العقل!.
وما أكثر ما تحمله الأخلاق الدينية من تناقضٍ وإكراهٍ وخنقٍ للإنسان بعنصريتها اللامتناهية!.
.........................
الفرق بين الدين والعلم أن الدين قوةٌ من قوى الموت بينما العلم قوة من قوى الحياة.
فالدين يستمد قوته من فكرة الموت التي مابرحت تقلق الإنسان وتقض مضجعه، فدائما ما تذكر التعاليم الدينية الإنسان بالموت وتفزعه بفكرة الجحيم لدرجة يعتقد الإنسان فيها أن حياته لا معنى لها ويؤمن أنه خلق فقط ليموت فيفقد الإنسان الدافع للحياة!
بينما العقل يستمد قوته من انجازاته الحضارية وإبداعاته التي يقدمها للإنسان على جميع الأصعدة المادية والنفسية ليحقق للإنسان الحياة التي يطمح بها. فالعلم لا يكلّ ولا يملّ من البحث عن الوقائع والقوانين والأسرار. وتلك الرغبة العظيمة التي تعتري العقل في التغلب على المرض وعلى الفضاء وعلى الطبيعة قد جعلت العلم يوما بعد يوم يحقق انتصارا بعد انتصار على من ينكر عليه إمكانياته.
.................
المنطق العلمي يبحث عن الحقيقة، والمنطق العلمي يكتشف لنا حقيقة أن الله هو من أوجد العنصرية والتمييز العنصري على الأرض.
فتلك العنصرية التي ينادي الإنسان اليوم بمحاربتها ما هي إلا وليدة تعاليم إلهية دينية غرزت عميقا في فكر الإنسان ورسخت لديه فكرة التفوق على الآخر الذي يخالفه في الدين ومنحته قوة معنوية عظيمة.
ارتباط الله بالعنصرية والتمييز العرقي هو ارتباط وثيق ومتين، فمن بدء بفكرة العنصرية هي الأديان التي تدعو نفسها سماوية، ولكنها أبعد ما تكون عن السماوية، فآيات الله هي تجسيد حقيقي وصادق للعنصرية.
فمن بدأ بالعنصرية كأيديولوجية فكرية هو الله أو الدين الذي جلب فكرة الله.
الله سيعاقب كل من يخالف هذه الآيات. الله سيعاقب كل من لا يريد أن يكون كما يريده الله!.
الله قد بدأ بالعنصرية الأولى بنبذه للآخر، الله قد بدأ بإقصاء من لا يؤمن به، الله من حارب كل من لا يكون حسب مشيئته.
فإقصاء الآخر عن الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو إقصاء ونبذ مدعوم من آيات يعرفها الجميع ويرددها الجميع عند الحاجة!.
يقول نيتشه:"في الدين تعلن وتذاع العداوة للحياة وللطبيعة ولإرادة الإنسان ".
أغلب عمليات الإبادة والمجازر والتطهير العرقي هي ناشئة بسبب ديني، وأكثر عمليات الاضطهاد والمضايقات الاجتماعية والمادية والسياسية هي مدعومة من قبل آيات الله وأقواله وأفعاله!.
وإذا كان لجميع البشر فكرةً واحدةً عن الله أو كان لهم ديناً واحداً بغض النظر عن مدى سمو تعاليمه أو رحمة إلهه، أو مدى صحة هذا الدين، ألن نحصل على نتيجة مذهلة وهي انخفاض عدد الحروب إلى أدنى مستوياتها؟!
لو ألقينا نظرة سريعة على أغلب الحروب في التاريخ لرأينا أن أغلب هذه الحروب قائمة بسبب اختلاف ديني.
الفتوحات الإسلامية ألم تكن من منطلق ديني؟!
الحروب الصليبية أليست حروبا دينية بامتياز؟!
حروب الكاثوليك والبروتستانت التي استمرت عشرات السنوات ومجازر الكاثوليك بحق الارثوذوكس التي اعترف بها البابا أثناء زيارته لليونان أليست حربا دينية؟!.
الحرب بين الأمويين والعباسيين.
الاحتلال العثماني الذي استمر أربعمائة وخمسون عاماً ألم يكن في جوهره ومضمونه دينياً؟!
الصراع العربي-الإسرائيلي وما حمله من حروب أليس صراعا دينيا واحتلال إسرائيل لفلسطين ألم يأتي من منطلق ديني ومستند سماوي تؤمن به الأديان الثلاثة؟! وما تقوم به إسرائيل من مجازر في غزة وجنوب لبنان أليس تكريساً للعنصرية الدينية؟!
واشتراط إسرائيل في المفاوضات المباشرة التي تجري الآن بينها وبين الفلسطينيين باعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية أليس من منطق ديني؟!
الحرب العراقية الإيرانية ألم تكن حربا باسم الله؟!
الحرب في البلقان في البوسنة والهرسك وما خلفته من مجازر كمجزرة سبرينيتشا التي هي مجزرة دينية بامتياز وحرب كوسوفو أليست حربا بين مسيحيين ومسلمين من جهة وحربا بين أرثوذوكس (مسيحيين شرقيين) وكاثوليك-بروتستانت (مسيحيين غربيين) من جهة أخرى تمثل في قصف يوغوسلافيا وتقسيمها إلى دويلات لإزالة الخطر الأرثوذوكسي عن أوروبا الغربية.
حرب الشيشان أليست حرباً باسم الله؟!
حرب أفغانستان أليست حرباً دينية في شكلها ومضمونها؟! حرب العراق أليست حرباً دينية؟! قد يقول البعض أن النفط هو سبب الحرب، فلو كان النفط غاية أمريكا لما كان عليها إلا أن تطلبه من صدام أو القاعدة ولكان صدام والقاعدة أول من أعطاها النفط مقابل بقاء الجميع في كراسيهم ومناصبهم.
الصراع الإيراني-الغربي أليس صراعا دينيا؟!
حرب اليمن (صعدة) أليست حربا بين سنة وشيعة؟! الحرب في السودان سواء الجنوب المسيحي أو دارفور ذو الأغلبية الوثنية أليست حربا دينية؟!.
حروب السنة والشيعة في لبنان والعراق واليمن وباكستان أليست حربا دينية؟!.
الحرب الجزائرية الأهلية ألم تكن حربا باسم الله؟!
اضطهاد المسيحيين في اندونيسيا أليس اضطهادا دينيا؟!
اضطهاد الأقباط في مصر أليس اضطهادا باسم الله؟!
المحاكم الشرعية في الصومال.
الحرب الأيرلندية التي مازالت إلى الآن.
الحروب الإسلامية والتوسعات في أوروبا الشرقية وصولا لألبانيا.
انسلاخ باكستان عن الهند ألم يكن سببه دينياً ونشوء النزاع الحالي بين الهند وباكستان على إقليم كشمير.
مجزرة السيفو التي قتل فيها الشعب الكلداني السرياني الآشوري المسيحي والمجازر الأرمينية عام 1915 التي قتل فيها أكثر من مليوني مسيحي أليست حربا دينية في جوهرها وفي شكلها؟!.
تفجيرات مدريد ولندن وهجمات الحادي عشر من أيلول أليست حربا باسم الله؟!
أي ويل خلفه الله لنا وأي ميراث ديني وأي جحيم.
الكل يقتل باسم الله! الكل يقتل ويتوكل على الله! والكل يقتل من أجل أن ينتصر لله!
فهل أراد الله للبشر أن يفنوا بعضهم البعض؟!
فإذا كان هذا الكلام خاطئاً، فلندع الله جانبا ونعترف بالأصل البشري لفكرة الله أو الدين.
...............
فرويد يقول: "المعتقدات الدينية هي مخلفات عصابية من المباح أن نقول أن الساعة قد دقت لاستبدال نتائج الكبت بنتائج العمل الذهني العقلي".
لا يمكن أن يقوم أي تغيير أو انقلاب ذهني وفكري بدون تمزيق الأغشية السابقة المتراكمة والمترسبة من تراث الماضي.
لقد شوه الدين عقل الإنسان لدرجة لم يعد فيها الإنسان المتدين قادراً على أن يعرف الحقيقة من اللاحقيقة، فقد أدخله في تناقضات صعبة ودوامة فكرية لا تجيب على الأسئلة التي تحتاج للإجابة، فيضطر عقل الإنسان لأن يختار ما يجده الأسهل على فهمه. يكون مجبرا على الإيمان!
فأن تؤمن أسهل بكثير من ألا تؤمن!
وأن تتوضح لك ألغاز الكون وأسراره بهذه البساطة "الله خالق الكون" أسهل من الغموض والإرباك الذي يشوش عقل الإنسان ويقض مضجعه حال التفكير بهذا الكون العظيم اللامتناهي.
لنعش بسلام حتى نموت بسلام، فإن الصعوبة ليست في الموت، بل في الحياة.
الله.. عساه يعرف وهو متربع على عرشه السامي أن أسمى الألقاب وأقدسها وأرقاها وأجملها وأفخمها هو لقب.. الإنسان.



#سامي_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة إلى الله (2).. السادية
- أسئلة إلى الله (1).. الخلق
- سيميل.. مايزال النزيف مستمرا
- أيها الشرقي.. تعلم احترام الحضارة
- مصارعة الثيران (2).. تهجير المسيحي
- مصارعة الثيران (1).. الطريقة المباشرة
- الوهم وخداع الذات.. سيمفونية نينوى مثال
- الأمة الأشورية.. أمة بدون حاضر.. بدون مستقبل
- ويل لأمة لا تكرم أديبها وشاعرها وفنانها
- حبيب موسى.. أسطورة خالدة لن تموت
- زوعا والمجلس الشعبي.. إلى أين؟
- ما أقبحهم.. ما أبشعهم
- كيف تكشفين شخصية الرجل
- ما الذي يجعل الفتاة تهرب من الشاب
- أحبك لأنك تجسدين فصولي الأربعة
- كيانك حضارتي
- تلك اللحظة
- مذكرة إلى حبيبة
- تلك الكلمة
- لا تتركيني


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي ابراهيم - أسئلة إلى الله (3).. العنصرية