أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانيال بايبس - صحوة أمريكا أمام الحركة الإسلامية














المزيد.....

صحوة أمريكا أمام الحركة الإسلامية


دانيال بايبس

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 21:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك إن معضلة مركز قرطبة أو جامع الأرض رقم صفر وما الى غير ذلك من المسميات، لها عواقبها على محيط أمريكا وخارجها. فالنقاش الدائر حول تلك الإشكالية لا هو بالطبيعي وليس في الحسبان عين الوقت. إن أي حدث له صلة بالإسلام من قريب أو بعيد يثير العصب الأمريكي ويربطه بالإرهاب ، وهذا ليس بالغريب لو كان الامر إختراق إسلامي لأجهزة الأمن، نتائج ليست بالحسبان في إستفتاء عام أو خطاب رئاسي مليء بالاعتذارات و غير ذلك.
أما على العكس من ذلك ترى ما هو رمزي بحت تمثّل بإحتمال قيام جامع قرب مركز التجارة العالمي أثار نقاش دام أمده عدة شهور، وتحول الى ما هو متصل بالسياسة الأمريكية الخارجية. رغم ذلك فإن ما أثاره هذا الحدث لا يختلف البته عن أحداث رمزية مشابهة كما هو الحال في أرجاء ألعالم ألغربي، مثل النقاش حول الزي الإسلامي في فرنسا منذ عام 1989، والمنارات السويسرية، وإغتيال ثيو فان كوخ في هولندا، والكاريكاتير الدنماركي.
الغريب في أمر هذا الحدث الرمزي هو عدم تطرق المناقشين له لما هو أجدر بذلك وهي مصدر تمويله. شخصياً لا أعارض بناء هذا المركز، ولكن أعارض أي بناء له علاقة من قريب أو بعيد بالإسلاميين المتطرفين. رغم ذلك فإن قيام هذا المبنى مستقبلاً قد تكون نتائجه سلباً لا ايجاباً على المجتمع الإسلامي الأمريكي.
إن العاصفة المثارة حالياً في الشارع الأمريكي قد تكون بداية لصعاب عدة للإسلاميين، الذين ترجع جذور حركتهم إلى إتحاد الطلبة الإسلامي الذي تأسس في امريكا سنة 1963. الحركة ولدت سياسيا في التسعينيات، و أصبحت قوة لا يستهان بها في الحياة العامة الامريكية. كنت يومها في صراع ضد الإسلاميين و لم يساندني سوى ستيفن أميرسون، وقد فشلت في جهدي بسبب غياب الإسناد الفكري والمادي والإعلامي. وصلت تلك الجهود الى قاع الفشل يوم تحدث ريتشارد كرتس، المتضلع في الشؤون الخارجية في كابيتول هل، عن النجاح الإسلامي الأمريكي و تشبيهه له بالانتصارات الإسلامية في صدر الدعوة المحمدية. ورغم أن الحديث الأخير كان يخص السياسة الامريكية تجاه اسرائيل، لكنه مس بقوة الشارع الإسلامي الأمريكي و لم يتجرأ أحد يومها على مخالفته الرأي.
تغير الحال عندما صحت امريكا يوم التاسع من أيلول.. لم يكن الغضب الأمريكي مصوباً تجاه الهجمات فحسب، وإنما تجاه تعجرف الإسلاميين الذين لم يتوقفوا عن إلقاء اللوم على سياسة أمريكا الخارجية وغير ذلك، بل وحتى إنكارهم أن الجريمة إرتكبها مسلمون. أدى كل ذلك الى جهود فكرية و إعلامية كان نتاجها حركة سياسية وإجتماعية ذات زخم هائل موجه ضد الاسلاميين. الحق إني شعرت بالبهجة لوجودي ضمن الفريق المنتصر لأول مرة منذ اكثر من خمسة عشر عاماً.
أما قلقي اليوم كون الفريق المنتصر إختلط تقييمه وأصبح يروج لمقالة الإسلاميين أنفسهم، الذين يشيعون أن الاسلام المعتدل لا وجود له. وأصبح الكثير لا يفرق بين الإسلام كعقيدة ودين، وبين الإسلاميين كحركة يوتوبية، خيالية تسعى إلى فرض قوانين إسلامية قهراً. إن هذا الخطأ ليس فكريا و حسب، وإنما قد يكون نهاية سياسية في حد ذاته. إن إستهداف المسلمين قاطبة لا يتلاءم مع مبادئ الغرب التحررية ويتناسى ما هو بديهي، وهو أن المسلمين أنفسهم يملكون الدواء لعلاج الإسلاميين وتطرفهم. إن الإشكال اليوم هو التطرف الإسلامي الجذري، والحل هو الإسلام المعتدل عينه. إذا ما استوعبنا هذا الدرس تعجلت هزيمة الإسلاميين.

National Review Online
http://ar.danielpipes.org/article/8854
المصنف الإنجليزي الأصلي: Americans Wake Up to Islamism
ترجمة: د. سداد جواد التميمي



#دانيال_بايبس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر الصادرات البريطانية: الإرهاب الإسلامي
- تركيا في قبرص مقابل إسرائيل في غزة
- الإمبراطورية عدو اليسار الجديد
- هيمنة الإسلاميين على الإسلام الأوربي
- العلمانية التركية في مأزق
- لم الوقوف بجانب وايلدرز
- الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟


المزيد.....




- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...
- أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا ...
- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...
- قائد الثورة الإسلامية: ضرورة الحفاظ على جاهزية القوات المسلح ...
- فتوى الجهاد المسلح دفاعاً عن فلسطين
- -حماس- تدين منع إسرائيل المسيحيين من الوصول إلى القدس لإحياء ...
- بسبب منعها -المظاهر الإسلامية-.. شكاوى ضد ثانوية دولية في ال ...
- ما دور الطرق الصوفية في السياسة المصرية؟ وكيف تمكنت الدولة م ...
- قائد الثورة: العدو محبط وغاضب إزاء تقدم الجمهورية الإسلامية ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانيال بايبس - صحوة أمريكا أمام الحركة الإسلامية