أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - تحوير الكلمات ..من الهزل الى الهذيان الجماعي














المزيد.....


تحوير الكلمات ..من الهزل الى الهذيان الجماعي


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 13:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان التنفيس عما يجول في النفس أثناء الهزل هو تعبير عن الميول الحبيسة في النفس وهي ميول محظورة حتما او لنقل ان الاشخاص الذين تصدر عنهم هذه الكلمات المحورة او هذا السلوك الهزلي ، انهم لم يفلحوا في ضبط هذا السلوك والتحكم فيه فجاء بشكل محور مقبول اجتماعيا لذا فإن مواهبهم الفكاهية تزودهم بما يمكن لهم من الظفر بقدر كاف من الاتزان ما كانوا ليحصلوا عليه بغير موهبة الهزل كما يقول استاذ الاجيال البروفيسور مصطفى زيور رحمه الله.
حينما تمر امة او شعب او جماعة او اقلية او طائفة بحالة كبت جمعي مفروض من حاكم متسلط او نظام قمعي يحسب الكلمة ليعاقب عليها او بفعل ضغط شديد بسبب انفلات الوضع الاجتماعي مع تغيرات جذرية في قيم المجتمع وتفسخ تقاليده وتفتيتها ، او ربما كثرة الازمات الجمعية التي لا تستثني الغني او الفقير او السياسي او الانسان البسيط مثل حالة الوضع في العراق وانفلات الآمن يحدث مثل هذا السلوك ليصبح سلوكا جمعيا وهو تعبير عن عدوان في صورة مقنعة وهو ايضا تعبير عن طائفة من الكلمات التي تستبدل او تحور بشكل ساذج او عفوي مقبول بين الناس وهذه الحالة من (التسفيه ) تعفينا برهة من التزام آداب المجتمع فتمكن حينها الميول التي لا تذكر إلا في المواقف الجادة والمقرونة بمشاعر الاحترام الاصيلة قد فلتت ولم يعد السامع يتأفف منها لشدة ما هو اكبر منها من هموم وضغوط آمنية او حياتية تهدد وجوده وهو في عمله او حياته اليومية ، لا بل في بيته ايضا ، لذا حينما سأل احد الاخوة المصريين صديقه بقوله : ان الشعب الفلاني بدأ ينكت ، رد عليه وقال : اولاد الكلب جاعوا .
علينا الان ان نسبر اغوار سيكولوجية الفكاهة في هذه السطور بشكل مبسط ان سمح لنا التعبير عنه سيكولوجيا من وجهة نظر علم نفس الاعماق . ان التحوير بالكلمات المستخدمة الان في بعض المجتمعات وخصوصا التي مرت بدوامات متكررة من الحروب والازمات والكوارث ومنها الشعب العراقي ممن عايش كل تلك الكوارث المصطنعة سياسيا منذ اكثر من اربعة عقود مضت ، تدلنا الخبرة التحليلية النفسية ان الاستخدام الواسع لهذه الكلمات وتحويرها هو استهتار بالمنطق ، وهو حق طبيعي للانسان ان يلجأ اليه ، اي هو خروج على قواعد المنطق برهة قصيرة وهو يدل ايضا الاستمتاع بعبث الطفولة ويقول (د. مصطفى زيور) هذا هو الحال ايضا في كل الوان الفكاهة التي تستند الى اللعب بالالفاظ او التي تستخدم كلمات ذات معنيين –احدهما مختلف نوعاً ً ولا يتفق مع منطق الموقف ولكن إذا كان العبث بالالفاظ كما يفعل الاطفال مما يستثير الضحك فهو ليس سببا ً كافيا ً لتأليف النكتة الناجحة بل ينبغي لذلك ان يتوافر شرط اساس وهو ان تمكننا النكتة بما في تكوينها من حذق ، من مغالطة ضوابط المنطق والافلات برهة من مقتضياته التي لاشك في انها جهد لابد من بذله تمكينا ً لنا من البقاء والظفر في معترك الحياة الصعبة بكل مخاطرها اليومية في الاصابة الدائمة او ربما الموت والفناء ، من هنا كان الهزل وتحوير الكلمات يبعث الراحة ولو لبرهة من الوقت لاسيما ان الجد اصبح وامسى عبء وتضييق.
ان تحوير الكلمة الآني في لحظة التحدث بحضرة الاخرين هو الانتقال من اللغة الفكرية الرمزية الى اللغة التصويرية وهو لانغالي اذا قلنا نص يقرأ الظاهر منه ويحيلنا الى النص الكامن عبر افكار قائله وهو بنفس الوقت لغز لتركيبة صورية مترابطة فيما بينها بمعان وصور مختلفة سريعة التشكيل ، استطاع الشخص ان يخدع المراقب القيمي والرقيب المحاسب على السلوك والالفاظ عن طريق استبدال الكلمات الجادة بكلمات تميل الى التسفيه بكلمات مغايرة وهو صداقة مع النفس ولو لوقت قصير ليعيد التوازن ولا نستغرب انه يأخذ فعل اليات الدفاع "الحيل الدفاعية – ميكانيزمات الدفاع-" في استعادة الذات المضطربة حتى وان جعل الشخص ان يتعرى امام ذاته ويكشف نفسه بنفسه .
ان تحوير الكلمات لدى شعب خضع لضغوط وازمات وكواث قل شعب من الشعوب ان عاناها لفترة اربعة عقود واكثر ان يلجأ الى المصالحة مع النفس وان كانت هذه المصالحة صعبة لأن هذا يعني التوفيق والتناسق بين قدرات الفرد واهدافه وترويضه المشاكل الآمنية والحياتية القاتلة والماديه والبيتية والخاصة مثل العاطفية فهو بحق استطاع ان يزيح هذه الاستحالة من القدر اليومي في حياته من الاحباط والقلق المستمر الى الكفاح والخلق والاستمرار في الحياة .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعود الماضي ؟ رؤية نفسية
- وساوسنا .. هل تعيق سلوكنا ؟
- الانتخابات العراقية وكواشف الذات
- الاحباط في الطفولة ..صراع في البلوغ
- الغيرة والجنون !!
- الاغتراب .. هل هو أزمة الإحساس بالوجود؟
- العراقيون وفريضة التساؤل ..عن التدهور في كل شئ!!
- النفس والصراع !! جدل الانسان
- الاستعراضية والتباهي مؤشر للشعور بالنقص!!!
- الكبت والصراع النفسي
- متى ينتهي العبث بالعراق ؟ مدونة سيكولوجية
- مشاعر الخجل عند الاطفال .. كيف تتكون؟
- التربية والشعور بالدونية عند الافراد والشعوب
- العراقيون ومخاض الانتماءات .. رؤية نفسية عن الانتخابات القاد ...
- الغِيرة .. الوجه الآخر للشخصية
- من حرية التفكير الى التكفير
- انفعالات التفكير .. ألم في الاحشاء !!
- كيف يتكون الشعور بالدونية لدى الاطفال
- ولمحنة أيتام العراق احزان
- العراقيون .. بين التعب والملل


المزيد.....




- شاهد التسلسل الزمني للحظات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ف ...
- لماذا يتعجل الشرع الزمن نحو الرئاسة؟
- الادعاء الألماني يوجّه اتهامات ضد مشتبهين بالانتماء إلى داعش ...
- ما أهمية إعلان الجيش السوداني تحرير الخرطوم بحري؟
- شهيد بنابلس ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة 5 بجنين
- السعودية تهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
- شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب ...
- حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع ...
- ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف ...
- أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - تحوير الكلمات ..من الهزل الى الهذيان الجماعي