إدريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 00:16
المحور:
الادب والفن
شعر: هناك....
هناك... ، قبل أن أولد...
وعلى ربوة حجرية صغيرة
في خلوة بيتنا الكهل
كان الليل شتاء ...، بردا وفقرا
هناك ، اهتز البيت الريفي على صرختي الأولى
فكان أول الغيم ، وآخر القطرات
هنا ك.... ، رحل من سبقوا...
وانطفأت مصابيحهم قبل أن يولدوا
هناك ، كانت ولادتي الأولى ، ...
قالت النسوة : " أنا لك يا خديجة هذا...؟"
قلت : "هو من عند الله...."
ففرحنا معا أيتها الصديقة فرحتنا البكر
وودعنا سويا بكاء الأمسيات الطويلة
هناك ، كان يمكن لي أن أرحل قبل الآن
وأنهي المشوار قبل أن يبدأ ، مثل من رحلوا...
ليختتم البكاء مواويله الحزينة
هناك ، في الروضة الصغيرة ، كانت تنتظرني أمي (كل جمعة) فوق قبري
فتتلو آيات متقطعات ومتمتمات...
لكني أقسمت ألا أموت ، خلافا لمن سبقوا
قلت لها : " وفري عليك يا أمي دموعك ، وانطلقي إلى مداك ، حيث لا أراك...
هناك..... ، ستجدين صبحي وصبحك
فأطلقي زغرودتك الجبلية يا أمي... ، مزقي كفنك
هات لي كتابي الأول ، أدون فيه ما شئت على صفحته الأولى
وانتظري قليلا ، لأجمع ما سيجود به العمر من سنوات
هناك.... ، في ليلة ثلاثاء أو أربعاء... ، أبريل أو مارس
لم تصدق أمي أنني ولدت حيا
لأمضي سفرا بعد سفر
هناك ، بدأت حقيقتي الأولى ، مثل أسطورة لم تعمر طويلا
هناك... ، والناس نيام...
استيقظت "أيلة" على أغرب خبر ، وأحلى خبر
خديجة أمي .... رزقت بمولد حي...وذكر...!!
#إدريس_الواغيش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟