أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - تنذكَر وما تنعاد، تنعاد وما تِنذَكَر!..















المزيد.....

تنذكَر وما تنعاد، تنعاد وما تِنذَكَر!..


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 17:34
المحور: كتابات ساخرة
    


"الذي جاء يُبوّل في المقهى"، عنوان أغنية لفرقة غناء مجرية هي (كا، أف، تي)، وتحكي قصة إنسان ومعاناته مع المدينة ومقاهيها، هو لم يكن يرغب تناول أي شيء فيها، لكنه كان في حاجة ملحّة لاستخدام التواليت. ربما يعرف البعض هذا الإشكال أو المشكلة!

قال زميلي أيام الدراسة الجامعية والذي يعيش الآن في الريف، قال، جئت إلى بودابست لقضاء بعض الحاجات ومتابعة عدة أمور شخصية، لكنه بعد خروجي من المحطة بحوالي ربع ساعة شعرت بتكسّر كل النصال عليّ وحضور أكثر الضروريات الحتمية، وبدأتُ بسرعة البحث عن تواليت عمومي، لكنني مع الأسف لم أجد. ولم يكن أمامي سوى الدخول إلى أقرب مقهى موجود في الشارع، وحيث أنني من الذين يحاولون الابتعاد عن الإزعاج والتطفل في البول، لذا طلبت فنجان قهوة وكأس ماء، وقلت لنفسي ريثما يُحضرون ما طلبت أقوم بإنجاز المهمة التي دخلت المقهى من أجلها.. –شعور وارتياح ملائكي لا يعرفه إلاّ من عاشه.
بعد أن شربت القهوة والماء بقليل قمت وخرجت من المقهى لإنجاز ما جئت لأجله ومتابعته في هذه المدينة الكبيرة التي لا ترحم، وبعد ذلك بدقائق بدأ فاعل القهوة والماء يقوم بمفعوله "التدفقي" كقنبلة مسيّلة للبول وليس للدموع! المهم، من جديد جاءتني الضرورة لاستخدام التواليت، وشعرتُ بالخناجر تُعثّر خطواتي من جديد، وكانت كافية لمنعي من عمل أي شيء آخر، أو التفكير بأي شيء آخر غير التواليت ووقفة العز تلك. وبدأتُ من جديد أبحث عن مقهىً جديداً وقريباً، وفعلاً بعد دقائق قليلة وجدت رجلي تشدّاني بتأثير الجاذبية التواليتية وبدون تفكيرٍ إلى مكان فيه ما أبغي ويقدمون فيه بعض المشروبات أيضاً، ولكوني مازلت أحاول عدم الإزعاج والتطفل، لذا جلست بجانب طاولة وطلبت فنجان قهوة وكأس ماء، وهو الغطاء الذي تحت حجابه وفوق نقابه أقوم بإتمام مهمة أكثر أهمية من شرب القهوة والماء، وقد تمّ ما أردتُ، أو ما أراده العقل المتحرك بأمر السائل المحرّك المتحرك وبدون تأخير، وإلاّ ... شعور النشوة والارتياح من جديد. ومن جديد خرجت بعدها من ذلك المكان..
رغم أنني تركت طلب القهوة بعد الدورة الثالثة، لكن السوائل الأخرى كانت تفعل فعلها وتهزّ ذلك الجزء من البدن مُذكّرة بالأهمية الانسيابية للماء وقوانين التدفق!.
يمكن صار واضح تتمة القصة وقضاء عصر ذلك النهار حتى نهاية الدوام الرسمي!
طبعاً لم تكن بودابست مشهورة بعدم وجود دورات مياه عامة، لكنه تقلّص عددها كثيراً، وربما باعت البلدية أكثرها أو كلّها، وربما يكون لوبي القهوة والمقاهي وراء عملية إقفال العديد من التواليتات العامة! أو ربما سذاجة سكان بودابست لم تُوصِلهُم للسبب الحقيقي، وهو الامبريالية والصهيونية والغرب بقيادة اليهود!؟
بعد أن أنهى صديقي سرد "معضلته" ودّعني ولسان حاله يُردّد "تِنذكَر وما تنعاد، تِنذَكَر وما تِنعاد!..
ومن دائرة القهوة والتبوّل المغلقة في بودابست ننتقل إلى دائرة مفتوحة في باريس، رائحتها وطعمها "شكلِ ثاني" وثالث ورابع!
"درسٌ فرنسيٌ للمجريين"! كان هذا عنوان موضوعٍ نشره صحفي مجري حول قضية العربي الذي يعيش في باريس ويملك أربع زوجات شرعاً، ودزينة أطفال يُطعمهم الله من أسهمه في الصندوق الاجتماعي، والذي برر فعلته أن عنده زوجة واحدة والأخريات عشيقاته. وكان هذا الصحفي قد نشر تقريراً تلفزيونياً قبل أربع سنوات عن فساد الأمراء في السعودية وممارسة الدعارة في قصورهم والجرائم التي يقومون بها ضد النساء من اغتصاب حتى التعذيب والقتل. ونفس الصحفي زار سوريا قبل سنتين بمساعدة سفارة العائلة وجماهيرها، وحصل على التسهيلات والمرافقة والضيافة الحاتمية التي ترفع أكبر رأس وروّاس! وقد أنهى تقريره الذي بثته قناة مجرية يُشرف عليها أصدقاءٌ للحريصين على بقاء نظام الرأس والذَنَب، المهم أنهى تقريره بصورة تضم الرأس المؤسس الأسد وابنه الوريث، وفي المقابل صورة للرئيس بوش الأب مع بوش الابن، وبهذا أراد الإيحاء للمُشاهد المجري أن وصول الوريث للسلطة في سوريا يشبه وصول الرئيس الأمريكي الأب والابن إلى البيت الأبيض!.
تناول هذا الصحفي قبل أسابيع قليلة موضوعاً نشرته صحيفة يومية مجرية، ويقول فيه:
"يُشكّل العرب في فرنسا 7 – 8 % من السكان، وهو يُشبه حال الغجر في هنغاريا، في فرنسا يزداد عددهم ويعتبرونهم كُسالى، يقومون بأعمال إجرامية و"يسرقون" صندوق الضمانات الاجتماعية ويخدعونه بالنصب. هم سبب كلّ مشكلة، كما هو عندنا مع غالبية الغجر. هم هنا - هؤلاء هناك، لا يعملون، حرامية، وخلال ذلك يتكاثرون كالأرانب، ويستخدمون الخديعة والكذب للحصول على المساعدات الاجتماعية التي يعيشون منها. قبل أيام عوقبت امرأة بمخالفة سير بقيمة 22 يورو لأنها كانت تقود سيارة وهي منقبة، وحجة الشرطة أنه لا يمكن قيادة السيارة كما لو كانت العيون مغلقة. لم تدفع المخالفة، وظهر أن زوجها كان قد حصل على الجنسية الفرنسية قبل بضع سنوات، وهو يستصغر فرنسا على تعاملها غير الإنساني ضد أسرته.
وتبين أن عنده أربع نساء واثنا عشر طفلاً، ويحصل على مساعدة إجتماعية من الدولة الفرنسية بعد كل طفلٍ، وتعدد الزوجات ممنوعٌ في القانون وعقوبته قد تصل إلى سحب الجنسية منه. وكان ردّ فعل الرجل وبكل وقاحة أن عنده زوجة واحدة فقط والباقيات عشيقاته. طبعاً قهقه الجميع بعد تلك الطرفة. وقام العربي بعقد مؤتمر صحفي قال فيه أن نصف رجال فرنسا عندهم عشيقات، فهل يعني هذا أنهم مهددون بسحب الجنسية منهم؟"
ويتساءل الصحفي المجري صديق النظام المنيع وجاره الوديع "ماذا تفعلون في مثل هذه الحالة؟ ما العمل؟"..

تناول صديق الممانعة عيّنة من رموز إسلامية تعيش في أوربا، ولم ينتقده أيّ من زُلم السفارة وملحقاتها. وقلّما تلاقي أعمال النصب إدانة من "علماء" الإسلام، وتجاهلها هو تشجيعٌ لها، وكأن هذا هو رد الجميل الأخلاقي والمبرر شرعاً!؟ والويل لمن يحاول الإشارة إلى قذارة رائحة النصابين المتسترين بالإسلام، أو من يشير إلى تواطؤ رجال الدين و"علماء" التجهيل، من يحاول ذلك يُصبح عدو الإسلام وعميل اليهود والليبراليين الجدد والمُستعملين، وعلماني ملحد يجب تكفيره وتسفيره من الجنة.
في إحدى أجمل عواصم أوربا شيخ جامع في العقد السابع من عمره يقوم بتجارة "الدعارة" وبترتيب سفر بناتٍ أوروبيات "للزواج" من أبناء بلده المؤمنين لقاء أجر للفرج وللشيخ الحاج، وبعدها يُحاول العريس الجديد الهجرة من بلد الـ 4444 مئذنة إلى أوربا الفاجرة! ومازال يبرر تجارته تلك بركعات وابتهالات يقبلها الله بسرعة ويغفر له لأنه غفورٌ رحيم إلى آخر حدّ، ولا يُعتبر ذلك ضحك عليه!
تردّد صديقٌ لي قرابة سنتين على جامع الشيخ، ثمّ امتنع عن ذلك قائلاً "بتّ أخاف على قِيَمي الإيمانية والأخلاقية الدينية والدنيوية!".
يَعتبر البعض أن ما أقوله هنا كفراً، وما يفعله أولئك هنا وهناك حرية شخصية ودينية! ويتساءلون لماذا يكرهوننا والله يغفر لنا؟.
بعد هذا يمكن القول، تِنعاد مثل تلك القصص وبأشكال كثيرة، تِنعاد وما تِنذِكِر!...



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالتفاف حول الصفر المئوي 97%...
- الدنيا كِدَه، وكِدَه! ولاّ كِدَه؟...
- حوارات شامية
- الغضب الساطع الأصلي آت!..
- معلومات سياحية صياحية...
- أوربا في الاتجاه الصحيح...
- مرايا التجميل وخميرة -النفش-...
- أسئلة على ضفاف غابات الهوبرة...
- بانتظار سندويشة خالية من لحم الخنزير...
- الثالوث غير المُقدّس للأواني المستطرقة...
- ملاعق الجنة متساوية الطول
- من قاسيون أُطِلُّ يا وطني...
- المعرفة والاعتراف بها...
- غزوة قلم الحبر الناشف...
- ثقافة السباحة والتسبيح...
- الطبقة العاملة عائدة من الجنة!..
- شطارة ملء الفراغات بفراغات أكثر!...
- بانتظار الجلاء.!..
- وارسو توّدع ونحن نبتهل!..
- خبز الرئيس وملح النائب!..


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - تنذكَر وما تنعاد، تنعاد وما تِنذَكَر!..