|
تحية سياسية ...يوم العيد
امنة محمد باقر
الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 08:38
المحور:
كتابات ساخرة
تحية سياسية ... يوم العيد ...
تراءى لي في عالم اليقظة ... وليس في عالم المنام .... خيال امرأة عراقية ... ترتدي الفوطة والعصابة السوداء .... وتجلس امام .... الكونكريت المسلح الذي يطوق المنطقة الخضراء .... تستجدي عطف هذا وذاك من الحرس .... املا في ان يسمحوا لها بالدخول ... للسؤال عن ابنها ... المختطف ... لعل احدا ما ... يجد حلا ما .... خيل الي قولها : اللهم اني وقفت على باب ..... من ابواب .... !!
ان كانت المرأة وقفت على باب من ابواب الله .... فعليها ان تذهب للزيارة في مكان اخر .... تذهب لزيارة العتبات المقدسة .... وان كانت تقف على باب من ابواب الشيطان ..... فلا اعتقدها تفعل ذلك ... وقفت على باب من ابواب عبيد الدنيا ... وليس عبيد الله ...... يا اخي لو كانوا عبيدا لله ... لاستحوا .... من ربهم .... او من شعبهم ... الذي اوصلهم الى ماهم فيه ... ولو كانوا لايستحون من ربهم ... فكيف اذن يستحون من شعبهم .... وكيف يستحي من ... ملك الدنيا برمتها.... ولن يخرج منها بالقطن والكفن ... ابدا ... سيخرجون وقد امنوا مستقبل عوائلهم في مختلف بلدان العالم ... تلك الطبقة التي خرجت علينا بأموال قارون في ليلة وضحاها ....وقارون خرج على قومه في زينته .... وهؤلاء ... يا اخي ما خرجوا لنا ولا رأيناهم ...... دخلوا الخضراء ..... وكبكبوا فيها .... حتى كأنها جهنم ... يقال لها هل امتلأت ... وهم يجيبون بدلا عنها ... هل من مزيد .... تشبه جهنم في صورتها الاخروية ...وان تراءت لنا في صورتها الدنيوية ...
يا اخي لو دخلتها ... كفاك الله شر الحاجة لها ولأهلها .... لو دخلتها ستأسف على عمرك .... كيف تقضي ثانية منه بين هؤلاء .... أو من سبقهم ... تأسف ..... ان يعوزك الزمن الى امثال هؤلاء ..... يذكرك الدخول عليهم ... بدخول زينب الحوراء على يزيد اللعين ..... وكل الامهات يستجدين العطف في ان يدخلوهن .... هناك ... وماذا يعني لو مات لك زيد او عمر ..... او حسين او علي .... لو قتل شر قتلة ...ماذا يعني لهم ....يااخي كل الناس لا شئ بالنسبة لهم ..... وموت واحد يضاف الى موت اخرين ... كالصفر يضاف الى المليون .... والنتيجة انك لم تغير في حسابه شئ ...كأنك اضفت ... واحد بالمليون الى مليون ....بوينت ....او ..او...او..او....او..........ون !!
مايؤسفني حقا ...انني لا اتوب وفي كل مرة اذهب الى الانتخابات كي امارس حقي الديمقراطي ... الذي احلم به منذ سنين في الانتخاب .... والمساواة السياسية ..... لا يهمني تشكلت الحكومة ام لم تتشكل ... ولكن يؤلمني حقا ...... هو تلك اللامبالاة... بمصير الارامل والايتام والنساء الواقفات على ابواب الخضراء ..... والفقراء الكادحين يشقون ...... .طول عمرهم ...
وما شقى احد في حكوماتنا العراقية ابدا ...ابد الابدين ..... واعظ شفتي ندما .... عندما ارى مئات الاغبياء يحكون باسمي في برلمان الحمقى ...... وانا انتخبت احدى قوائمهم ..... ولكنهم كماري انطوانيت .... لم يمدوا يوما يدا ... ولانصف يد ... لاولئك الفقراء .... ولا حتى فكروا فيهم ... تفكر فيهم القنوات الفضائية في شهر رمضان ...تزورهم السلطة الرابعة .... ولاتزورهم السلطة الاولى ولاالثانية ...ولا تدفع عنهم ظلما السلطة الثالثة....... كم من الخزي ... يتحمله المرء .... كي يكون عضوا في برلمان الحمقى ..... فقط كي يأخذ راتبا عاليا ..... اتحدى ايا منهم ان يرشح نفسه ...لو صار راتبه مثل راتب اي موظف اخر في الدولة ... العراقية ...وكل حسب درجته الوظيفية .... ينسب الى الاقتصاديين مقولة ... الغنم بالغرم ... فأين الغنم من الغرم ؟ في برلمان لم يفكر في الارامل .... ويسن قوانين تقاعدية ... ترفهه وترفه ... اسلافه الاتين والماضين .... وتنعش حتى موتاه ... هذا ان تصدق ... لكنه عبس وبسر .... وفكر وقدر .... وقتل كيف قدر .... أجل قتل كيف قدر ....
تحية سياسية في يوم العيد ... قتل كيف قدر .... ان راتبه يجب ان يزيد ....ولم يفكر يوما .... في خيال امرأة عراقية ... تقف على باب من ابواب الخضراء .... تسأل اين ذهب ابنها المخطوف ....
لعل ملاكا .... يأتي من حضرة القدس تلك .... يتفضل ..... بالرد على سؤال ام ثكلى ... وانسان ملهوف .... ولكن نسيت تلك السيدة ..... ان هؤلاء .... لايسألون عما يفعلون .....
خلقوا فقط ... كي يفتوا في رواتبهم ... وامتيازاتهم ... لا ادري متى يمحون هذا العار ؟
وكل عيد ..... اتمنى ان يحسوا ولو للحظة .... بأنهم لايستحقون الرواتب التي يأخذون .... ولو اردنا برلمانا ... شغله السياسة الحقة .... ويعمل حقا في السياسة التي هي علم خدمة الناس .... اذن ... عليه ان يساوي راتبه بأقل شخص في حكومته ....مثلما واسى علي ابن ابي طالب الفقراء .... بأكل قرص الشعير ... وقدح اللبن .... ولسنا مثاليين ...... فنطمع بهذا ...ولكن .... امنيتي السياسية ... لهذا العيد ... هي اعادة النظر في رواتب البرلمان ... لأنها خزي وعار ...وان لم يكلمهم احد بشأنها فأنني اقترح هذا العيد .... ان يتم توزيع رواتبهم بالتساوي على كل الارامل والايتام في حكومة .... لايهمها ذلك الخزي والعار .... كأنها تقلد دكتاتور العراق السابق الذي جاءت لتكون خيرا منه .... وكلنا امل ... ان يكون هنالك احساس ... بماوراء الطبيعة الخضراء .... خارج اسوار الخضراء .....
#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نفتقدك كالحياة التي فارقتها
-
رقيقة ........... ولكن
-
حرية المعتقد / قراءة في ادب الطف بلهجة بحرينية
-
حكايا عراقية : رحيل الورد ...
-
حكايا عراقية - الحكاية الثانية : ازميرالدا !!
-
تحليل سياسي نسوي.... بين المالكي وعلاوي ....
-
وسيم - اقصوصة !
-
لو حاسبنا يوما منكر؟ او اخاه نكير ..
-
الدكتور كاظم حبيب والزيارات المليونية ...
-
مركز نسوي في العمارة .... نهاية سعيدة على انقاض مأساة !!
-
ذكرى استشهاد طالب الدكتوراه حيدر المالكي- مظلوم العمارة وأبي
...
-
يوم ضحايا السيارات المفخخة في العراق
-
ثمن الحرية 10 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
-
ثمن الحرية 9 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
-
ثمن الحرية 8 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
-
ثمن الحرية 7 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
-
ثمن الحرية 6 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
-
ثمن الحرية 5/ من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
-
ثمن الحرية ... 4/ من قصص ضحايا الارهاب ..
-
ثمن الحرية 3 / .. من قصص ضحايا الارهاب
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|