سامي جاسم آل خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 08:30
المحور:
كتابات ساخرة
حل عيد المسلمين وحل معه كل ما يكدر نفوسنا و يعكر صفوه فأينما اتجهت لا تجد معنى للعيد ولا بهجة ففرحة العيد قتلت على يد الجزارين وتقاسموا لحمها فقسم منها ذهب يوم الخميس وثان ذهب إلى يوم الجمعة وقسم أخير ذهب إلى يوم السبت ولا أدري هل للعيد بعد هذا التناحر طعم نتذوقه أو لون نلبسه أو بشاشة نرسمها مادام تقاتلنا وصل للقمر ووصلنا نحن لسخرية الآخرين.
خدعونا حينما قالوا إننا مسلمون موحدون صلاتنا واحدة وأعيادنا واحدة يجمعنا الإسلام ويفرقنا الكفر لكن الحقيقة تقول غير ذلك فحينما صاحبتها أخبرتني أننا نصلي مختلفين ونصوم مختلفين ونفطر مختلفين يجمعنا النفاق وتفرقنا المصالح والأموال .
تُضحكني الحال التي أشاهد قومي عليها فمن يرى صراعهم على توقيت شهر رمضان وبداية العيد وتذابحهم على ذلك لا يصدق حالة التسارع التي تحدث لقوافل الحجيج وهم يضبطون تاريخهم للوقوف على صعيد عرفة قبل أن تغلق أبوابها وأسأل نفسي إذا كان الحج لله وشعائره تتطلب أن يتوحدوا في ذلك اليوم فعيدهم لمن الذي تفرقوا عليه ثلاث فرق فرقة بالحسابات وفرقة بالعين المسلحة وفرقة بالعين المجردة وحالهم كالقطيع يساق بفتوى رجال الدين.
أي معنى للعيد وأنا أشاهد تلك المرأة المثقلة بتجاعيد الهم والحزن تجوب شوارع مدينتها المتخمة بالنفط الأسود تجمع علب العصير والمشروبات الباردة في كيس تحمله على ظهرها حتى تعيش بثمنه الزهيد هي وخرافها الذين لا يعرفون من العيد غير اسمه في حكايات علي بابا ومليون حرامي.
أعيد هذا الذي نعيشه ونحن نشاهد عشرات الشباب رهن الاعتقال والتعذيب لا لشيء غير أنهم إرهابيون يعيشون في حظائر وطنهم و يحملون شهادات عليا ويبيعون اللوز وعلب الماء عند الإشارات الضوئية ويتعاونون مع قوى خارجية تمدهم بقوارير الماء الذي عجزت مملكة سبأ أن تمدهم به من عينها الفوارة لكنها سمحت أن تسقي الذئاب البعيدة وتتركهم يواجهون مصير الجوع والعطش والبطالة.
لست أفهم كيف أعيش لحظات العيد وأنا أشاهد قُبل المكر والخديعة والرياء تزين أرجاء دولنا حتى ثمُلت نفوسنا ولم نعد نميز بين العيد والغيد فكلاهما تُهتك عذريته ويستباح دمه فعيدنا عيد القتل والإرهاب وتقديم التهاني على أطباق السجون ودهاليز الاعتقالات والمخابرات السرية ولم نعد نشعر في أوطاننا غير أننا خراف العيد.
#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟