ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 11:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تأنّوا أيها العراقيون ، تجرّعوا الصبر ، وليشعل المدخنُ منكم لفافته ، فقضية تشكيل الحكومة ستطول . ست شهور بالتمام والكمال مرّت ، و لا زلنا نسمع أن القوم في المراحل الأولية ، والظاهرُ أن لا قاع لهذا البئر . القضية هذه تحتاج إلى رجال . رجالٍ غيورين على وطنهم ، على شعبهم ، على أبناء جلدتهم الذين يكتوون بسعير نيران شتى . نيران الإرهاب ، القاعدي والحكومي والميليشياتي ، مستورَد ومحلّي ، نيران حرّ الصيف الذي تجاوزت درجاته الخمسين مئوياً ، نيران أسعار مواد المعيشة . نيرانٌ ونيرانٌ لا تُحصى تحصد الأرواح والأموال ، والقومُ لا تهزهم غيرة أو شعورٌ بالمسؤولية . كل واحد يرمي أسباب الحالة المزرية التي وصلنا إليها على غرمائه .
هذه الشهور الستة قدمت لنا الدليل أن ليس بين القوم رجال . رجالٌ يحملون الحد الأدنى من الصفات التي تؤهلهم أن يتبوأوا المناصب التي يتناطحون للوصول إليها . قوم أعدّوا مسرحية سمّيت بالإنتخابات العامة شبيهة بمعادلة ( إن كنت تريدُ أرنباً .. خذ أرنباً وإن كنت تريد غزالاً ... خذ أرنباً ) . قانون سمّي قانون الإنتخابات زوراً لأنه لم يكن هناك خيارٌ حقيقي للمنتخب ، فإن كان قد إنتخب أحد القوائم ( إياها ) حُسِبَ صوته لها ، أما إذا كان قد إنتخب غيرها ، حُسِب صوته ضمن الأصوات التعويضية والتي بدورها رُحّلت لصالح تلك القوائم !!
يا قومُ ، ها وقد فزتم بالطريقة التي إخترتموها ، وبالأسلوب التواطؤيّ الذي شرعتم به القانون الذي كان السبب لفوزكم ، فما بالكم لا تتوافقون ( أو بالأحرى تتواطؤون ) ، وتتقاسمون الكعكة ما دامت أهدافكم هي الكراسي والمصالح ، لا مصلحة الشعب والوطن ؟
عاش شعبُ العراق منذ الخليقة ، ومرّت به صنوفٌ من أنظمة الحكم بقيادات حكام متنوّعي أساليب التعامل مع هذا الشعب ، وسيعيش هذا الشعب أبد الدهر ، يذكر الخير لبعض أولئك الطيبين وهم خالدون في ذاكرته ، ويلعن السيئين منهم . ملوكٌ ، وولاة ووزراءٌ مجرمون قتلوا أو أعدموا عندما أتت ساعة حسابهم . فلِم لا تعملون على جعل ذكركم بين الخالدين ؟
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟