أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - احراق القرآن الكريم ,,واحراق الانجيل المقدس














المزيد.....

احراق القرآن الكريم ,,واحراق الانجيل المقدس


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3119 - 2010 / 9 / 8 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القس المتطرف الذى يدعو الى احراق القرآن الكريم ,لم يأت بجديد ,فالتطرف ضد الاسلام والمسلمين بات هو سمة التحولات الرئيسية الكبرى التى عمت واستولت على كافة توجهات العالم الغربى -المسيحى-بعيد انتهاء حقبة الحرب الباردة وانتهاء دور الاتحاد السوفيتى دوليا ,والغروب العملى لاجندة العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان الفعلية التى كانت تنوء بحملها الاشتراكية الاممية , وان استعرضنا العديد من المواقف الفكرية والعصبية والتعصبية والثقافية والاجتماعية بل والعسكرية والابادية التى تمت ضد المسلمين فى العالم فى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادى والعشرين ,وحتى الان فلن نجد مساحة تتحمل مجرد السرد , الامر كما هو معلوم ومدون لم يكن مجرد صدفة ,او نتاج لحادث الحادى عشر من سبتمبر,كما يريد لنا البعض ان نصغر ونؤمن به , ومن يراجع تصريحات كبار الساسة الاوروبيين والاميركيين بعيد القضاء على الاتحاد السوفيتى وبعبع الشيوعية, سيعرف تمام المعرفة ويتأكد بأن العدو الرئيسى الحالى للغرب هو الاسلام ,ومن ثم المسلمين ان هم تمسكوا به ,وهناك كتب وتصريحات لنيكسون وتاتشر وديستان وبيرلسكونى وغيرهم مما يندرج فى هذا الاطار التعصبى المقيت ,كما ان الممارسات الفعلية على الارض والتى قامت بها جماعات المسيحية الصهيونية ,خاصة فى عهد بوش الابن ,وما نتج عنها من افعال عسكرية اجرامية لا تندرج ابدا فى مجرد الرد على اعتداء وقع على بعض مبانى الولايات المتحدة ونتج عنه ضحايا ,وكان المعتدون مسلمون ,فالعراق لم يكن ابدا طرفا من اطراف الاعتداء على الهيبة الاميركية والغربية, كما ان اطفال قانا وغزة لم يشاركوا بالتأكيد فى التخطيط لقتل الضحايا الاميركان والذين كان البعض منهم مسلمون , اذن احراق القرآن لم يكن الفعل المتطرف الاول ضد الاسلام والمسلمين ولن يكون الاخير ,المسألة مسألة منهج مبرمج وتخطيط طويل الاجل ,يماثل تماما ما تم وما خطط له ضد الاتحاد السوفيتى ودول المنظومة الاشتراكية بل وضد الفكر الاشتراكى والفكر الشيوعى الذى كان يوصم بالالحاد والدموية وتأجيج صراع الطبقات ,تماما كما يدعى الان على المسلمين وعلى القرآن وعلى الفكر الاسلامى بأنهم جميعا سبب الارهاب والدموية والحروب فى العالم .

صحيح هناك بعض العقلاء فى العالم ,وفى مصر بالمناسبة ,وقفوا ضد تلك الدعوة الشاذة لحرق احد الكتب التى يؤمن اصحابها او المنتسبين اليها بانه كتاب سماوى, وهناك من تظاهروا فى القاهرة من الاخوة الاقباط بزعامة المستشار نجيب جبرائيل ضد القس المتطرف الداعى الى تأجيج صراع البشر على خلفية دينية,لكن الملاحظ ان قرارا واحدا عمليا لم يتم اتخاذه لوقف تلك الحملة الملعونة ,كما انه يلاحظ على ردود الافعال المسيحية الاتية من مصر خصوصا ,بأنها ردود فعل خجولة ,وقد تكون ذرا للرماد فى العيون ,ولكن على الخصوص يلزمنا توجيه الشكر الى السيد المستشار نجيب جبرائيل والى كل فرد ممن حضروا التظاهرة المصرية القبطية التى وقفت ضد احراق القرآن الكريم ,وبالرغم من ايماننا بانه لا علاقة للمسيحيين المصريين ابدا بما يقوم بها بعض السفهاء من المسيحيين فى العالم ,وبالتالى فلا يمكن الطلب من اى من المواطنين المصريين المسيحيين بابراء ذمتهم من ذلك الفعل المشين ,الا ان الواجب الوطنى كان يلزم تلك القداسات المسيحية المصرية والعربية والتى تسافر الى امريكا والغرب ليل نهار ,بأن تبدى رأيها فى هذا الفعل القذر ,حتى تبتعد على الاقل بجموع شعبها عن مجرد وجود شبهة عدم الاكتراث باعتداء يمس عقيدة شركاء الوطن ويأتى من رمز دينى يجب ان يواجهه رمز دينى مثله ,لكن ما حدث فى مصر ولبنان على وجه التحديد ,خصوصا من بعض من يتصايحون ليل نهار مستنجدين بالعدو الاميركى لانقاذهم من الاعتداءات التطرفية الاسلامية المزعومة يرسم علامة استفهام كبيرة جدا جدا , لكن النقاط المضيئة فى هذا الخصوص بالاضافة الى التظاهرة المصرية الخجولة ,اتت من الرئيس اللبنانى نفسه ,وكذلك من رجال الدين المسيحى فى سوريا,وبعض رجال الدين المسيحى فى فلسطين ,وحدهم ؟

والخوف كل الخوف من انتهاء فترة الدفاع الحالية التى تتميز بها ردود فعل المسلمين فى العالم , والتى تتمثل فى مجرد الاحتجاجات والتظاهرات ورفض الفعل المعتدى على المقدس الاسلامى دون مبرر ,او بمبررات مكذوبة ,وقد ينتقل الامر الى خانة الهجوم الفعلى على مقدسات الاخر وبشكل مباشر ,صحيح هناك حواجز عقائدية لدى المسلمين تمنعهم من اهانة المسيح عليه السلام او ذكر موسى عليه السلام بما لا يليق , لكن ثمة اجتهاد قدر يرى تطبيق قاعدة من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم , وبما ان السيد القس جونز يرى ان القرآن ليس دينا سماويا من عند الرب الخاص به ,وبالتالى فلا بأس من احراق القرآن ويشاركه الغرب المتعصب الهمجى الرغبة المحمومة الغير معلنة فى تحقيق ذلك الامر ,فان بعض المسلمين قد يرون هم ايضا ان الانجيل والكتب الاخرى هى كتب محرفة وتدفع امثال جونز لارتكاب الجرائم والتشجيع عليها,وبالتالى فانه فى حال احراق القرآن الكريم ,فلابد ايضا من تنظيم يوم لاحراق كافة الاناجيل التى ينتمى اليها ذلك الاب ,انطلاقا من منهج هجومى منظم ,لا يأخذ بالاعتبار اية مشاعر تمس معتنقى هذه الكتب المقدسة سواء فى خارج المنطقة ام فى داخلها ,ونعتقد ان ذلك قد يكون ردا منطقيا على امثال جونز ما دام لم يجد من يردعه ,خصوصا من دول ومقامات مقدسة تدعى ليل نهار ايمانها بحقوق الاخر وحقه فى السلام والمحبة ,بينما هى تؤيد ولو ضمنا الاعتداءات العسكرية والابادية على الحجر والبشر واخيرا المقدسات ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاجم وانتقد الاسلام فهو الارهاب
- دولة اسرائيل فى العالم ,كالنادى الأهلى فى مصر
- رسالة موحدة الى اخى بطرس بيو والى اخى عدلى جندى
- المزيفاتية
- اليسار فى مصر, الى اليمين در
- فى نقد ما يخص الاسلام والمسلمين
- من هم الهمج , وما هو الارهاب ؟
- منع النقاب ,, وسحل الحرية ,,وبيع الاوطان
- صكوك الغفران ,, وفرمانات الحرمان
- خرف الفكر , وتداعى المتفيكرين
- الارهاب المسيحى الغربى ,والدولة المدنية
- النكش والنخربة والخلط المتعمد ,,لارضاء اولياء النعم
- حقوق المرأة المصرية المنسحقة
- هيلين توماس,, وفضيحة حرية التعبير,, وحرية المرأة
- الطائفية والتمييز ضد الاخر فى مصر-حالة الزمالك والاسماعيلى
- الارهاب الغربى واضح, وعلى المروجين له ان يخرسوا
- حل المعضلات السياسية والاقتصادية فى مصر ,, هل هو امر مستحيل؟ ...
- الفجور والتجنى الطائفى وصل الى التبرير- للسرقة العلمية- وتجا ...
- تضحيات شهداء مصر ,عمال وفلاحين وجنود وقادة شرفاء
- نعم انها- معركة -ضد الاقلية -الارثوذوكسية- الحاكمة فى اثيوبي ...


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - احراق القرآن الكريم ,,واحراق الانجيل المقدس