محمد سعيد الصگار
الحوار المتمدن-العدد: 3119 - 2010 / 9 / 8 - 22:54
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
عندي إحساس في كون الشكوك بكفاءة المرأة في إدارة الدولة، تأتي، في الغالب، من المرأة نفسها. وخصوصا ممن فوجئن بالضمانات الدستورية لحقوق المرأة، بعد عمر طويل من الكفاح، وانتظار طويل لنتائجه؛ حيث يصعب عليهن التصديق بإمكانية أن تَنتخب المرأة وتُنتخب، في مجتمع أكثر من نصفه أميون، تكوّن المرأة شريحة واسعة فيه.
الإحساس بهذا الواقع يجعل المرأة العراقية تستقبل هذه التحولات في المحتمع العراقي بشيء من الوجل و التردد وعدم التصديق بإمكانية تحقيقه؛ ولذلك نراها تتشبث بمصادر القوة في الدولة لإسنادها في تحقيق برامجها التي تنهض بها مجموعة من ذوات الخبرة والكفاءة ممن أظهرن حضورا في مجالات عملهن؛ فلماذا إذن هذا التوسل وهذه الضراعة وقد ضمن الدستور حقوقهن، ورصد نسية 25٪ من مجموع نواب الشعب لهن؟
وعلامَ هذا (البرنامج الوطني للمرأة)، وجمع التواقيع من أجل تعزيزه والتضامن معه وهو لا يطلب أكثر من حقه الذي ضمنه الدستور، دونما حاجة إلى التوسل بهذا المسؤول أو ذاك.
ما الذي ستأتي به حملة التضامن مع (البرنامج الوطني للمرأة)؟
إن الوضع الستراتيجي للمرأة لا يخرج عن دائرة الحاجة الوطنية للإصلاح، فحقوقها لا تختلف عن حقوق الشباب والطلاب وأرباب المهن والعمال والفلاحين والمثقفين وغيرهم من مكونات المحتمع العراقي؛ وكلهم بحاجة إلى الدستور؛ فهو المرتكز الأساسي لكل مشاريع الإصلاح؛ وهو ما ينبغي أن نعزز دوره ونحمبه من التلاعب والتأويل غير المشروع.
الأجدر بالبرنامج الوطني للمرأة أن يحوّل تواقيع التضامن من صيغة التوسل والرجاء إلى عامل ضغط بقوة على الحكومة من أجل مكافحة الأمية والبطالة، وتوفير الحد الأقصى من حقوق المرأة المغيّبة والمنسية، والدق على هذا العصب الحساس، والتمسك بما ضمنه لهن الدستور دون فضل من أحد، ودون الحاجة إلى الإستنجاد بأية جهة.
في الواقع، نحن لسنا بحاجة إلى اختبار طاقة المرأة العراقية على ما يُسند إليها من مسؤوليات، فالمسألة لا تتعلق بقلة خبرة بعض المسؤولات، وإنما بمستوى الوعي الذي تتمتع به العراقية، وهو وعي تاريخي يعود إلى أكثر من سبعة عقود حفلت بنماذج مرموقة من الشخصيات النسائية، تقدمن الصفوف بالوعي والخبرة، دون جمع تواقيع، وضراعة لا تليق بهن.
سيدتي؛
المفتاح بيدك، والدستور كفيلك، فلا تتنازلي ولا تتوسلي. كل ما تحتاجين إليه، وما نأمله فيك، هو وضع ستراتيجية عمل تكون بوصلة لمن معك ومن يأتي بعدك. وثقتنا بك لا تحتاج إلى توقيع.
(نشر اليوم في مجلة نون العراقية - العدد ٣٦)
#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟