أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - عندما ندم الله.. (3)














المزيد.....


عندما ندم الله.. (3)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 23:22
المحور: الادب والفن
    


وديع العبيدي
عندما ندم الله..
(القسم الثالث)

القومية والعولمة
جرّدتني من الوطن
والحروب والمرأة
جرّدتني من العائلة
هكذا أنا الآن
ناءٍ عن الأهل، صفرُ الكفّ، منعزلٌ
كالسيفِ جرّدَ متناهُ عن الحللِ
مهاجرٌ ليس لي ظلٌ ولا سكنٌ
وفي حياتي شقاءٌ غير مرتحلِ
وعدتَني بغرانيق العلى زمنا
وواقعُ الحالِ عشٌّ غيرُ مكتملِ
أبيت ليليَ مكسوراً على جُنُحي
وصاحبُ الليلُ يسقي السمّ في عللي
كأنني إن شكوتُ ليس يسمعُ لي
وإن رجوتُ رجاءَ خائبُ الأملِ
أذللتني يا فتى في العشقِ، فانكسرتْ
فيّ الفصولُ وغذّ الموت في أجلي
وردت ماءك يوماً كنت آنفُه
وحين عدتُ إليه استنفِرَت إبلي
ماذا لمثلي بأرضٍ غير مقفرةٍ
بلا خيامٍ ولا خمرٍ ولا خبلِ

تأخرت كثيراً..
تأخرت كثيرا..
لا بدّ أن أمضي
أغيّرُ وجهتي هذه المرّة
لأرض بلا شروط
صلة بلا عقود تجارية
أو مواثيق سياسية
أنتم يا رجال القانون والحسابات
من استنهضتم اللصوص والمجرمين
حولتم الأرض إلى مغارة لصوص
وقتلتم فيها الطمأنينة
كسرتم حجر الوصايا
وعدتم لعبادة عجل ذهبي
وما زلتم تعبدون ذلك العجل
بين أفخاذكم
تريقون عليها من مياه الحضارة
وتتفننون في صناعة العبيد
كيف للمومس أن تتوب
والغائب أن يؤوب

لماذا تفكر بأشياء كثيرة
هل تعتقد أن أحدا يتذكرك
لأجل أيّ شيء كانت الأنانية إذن
هل خدعت نفسك أم خدعوك
أم خدعتك المظاهر
والحفاوة والكلمات
ألم ترهم يتجملون أمام الكامره
حتى دفعوك إلى الخلف
مثل جرذ بالكاد يتنفس
في صورة عيد ميلادك
هل تعتقد أنهم فعلوا هذا لك
أم لأجل أنفسهم..
حتى العنوان كان مسروقا منك
ماذا بقي لك
إسم غير براق في حافة الجريدة
لا أعتقد أن أحد يأتي على نعيك
ربما لن يتجرأ أحد على ذلك
الصحف الرسمية تعتبرك معارضا
والصحف الدينية تعتبرك شيوعيا
الصحف المعارضة تشكك في ميولك
والصحافة الشيوعية تتهمك بالباطنية
والمجلات الثقافية تعتبر اتجاهك مشبوها في الكتابة
وأفكارك مشبوهة ومشاكسة
وحتى شخصك لن يكلف نفسه
أو يجد حماسا في ذاته
لدسّ قصاصة نعي صغيرة قبل الوقت
في جيب صحفي مبتدئ
ربما يتورط أحد وينشر الخبر
وربما سيندفع أحد ويكذب الخبر
ويدل وكلاء الطب العدلي على جثتك
وربما تستصدر رقابة الصحف أمراً
بمنع نشر أسمك واعتبارك من مثيري الشغب
لا تترك شيئا
اجمع كل أوراقك وأحرقها في ليلة صامتة وحزينة
اجمع كل ثيابك في كيس
واتركها في باب (charity)
لن يعرف أحد أنها ملابس نابليون أو غوغول
ولن توضع في متحف مثل أحذية ديانا
ولن يحتفظ خضر الولي بخط يدك
أو نبذة حياتك مكتوبة بقلمك
وسوف تنظف مكتبة الكونغرس رفوفها من كتبك
فيصير أسمك مثل (وهم) من (الأسماء)*
لكن الأفضل.. أقول لك.. لا تفعل شيئا..
اترك كل شيء في مكانه
واذهب..
كأنك ستعود ثانية
ربما ينتظرك أحد على العشاء
أو تستحم أمرأة من أجل ليلتك
وربما صديق قديم
قرأ لك نصا قديما
فجاء يبحث عن نص جديد
اكسر قلمك..
اكسر عكازك
القِ بآخر قطعة نقدية في جيبك
في البركة
ولكن لا تعدْ
يكفي..!
عليك أن تكون نفسك..
ومرة واحدة فقط..
مرة واحدة وأخيرة
تتحذ قرار وجودك بنفسك
ولا تذعن لأحد
تذكر قول سليمان
الرأفة ضعف..
والشفقة حماقة!
وفي حياتك ما يكفي من حماقات!
*
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
• (وهم الأسماء) عنوان مجموعة شعرية وقصيدة للشاعر صلاح نيازي. وردت في النص (بتصرف).



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقعة الطف.. الأيديولوجيا والخطاب
- الشعر والتلقي إشكاليات التفكيك وتفكيك الإشكاليات
- عندما ندم الله..(2)
- عندما ندم الله..
- أوراقهم ودفاترهم..(2-2)
- أوراقهم ودفاترهم.. (1-2)
- وطن بحجم جيب / حشرة بحجم ديناصور
- قصيدتان..
- نكتة اللا
- -غريبة الروح-
- حارس البوابة النائمة
- سنحاريب
- من يعبر البحر؟..
- المرأة الطفلة، والطفل الرجل!
- دعوة للتضامن مع المرأة الاعلامية
- هيلكا شوبرت.. أبي
- بيرنهارد فيدر..قصائد
- قليلاً مثل الموت شعر: بيرند ماينكر
- في انتظار الحافلة
- المرأة الطحلبية!..


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - عندما ندم الله.. (3)