أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرضا حمد جاسم - أذا كان الخنزير حرام فكل الأنعام حرام















المزيد.....

أذا كان الخنزير حرام فكل الأنعام حرام


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 22:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في أمسية رمضانيه منعشه توجهت إلى محل ألبقاله القريب حيث اسكن ..يديرها شاب عربي ملحتي بأناقة مع ما يلبس كان يقراْ في كتاب حين مسّيت عليه
أخذت حاجتي من البيرة وكيس(شيبس)وتقدمت لتسديد الحساب ليفاجئني الشاب الأربعيني الأنيق قائلاً بعربية فصحى أرجوك أبدل هذا الكيس لأنه حرام ....استغربت وقلت لماذا !!هذا ما أريده وأستطيبه.. قال تقرءا الفرنسية.. قلت نعم.. أخذ الكيس وأشار إلى المكونات المكتوبة عليه قائلاً انظر أنه مقلي بزيت الخنزير
قلت مع نفسي هذا ما أريد.. إنها الحظه المناسبة التي أريد... قلت له يظهر أنك متعلم.. فقال مزهواً نعم وأقراء بالعربية (هذا نادر هنا) قلت ماذا تقراء؟ قال عن البيئة أنه كتاب جيد.. قلت يعني كتاب غير ديني قال نعم ثم سألته.. هل تعرف الأيه ألقرانيه التي تحرم الخنزير؟ ....بانشراح قال نعم ورددها(....حرمنا عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير......)
قلت هل في هذا الكيس شيء ميت؟ قال لا ...هل في هذا الكيس دم؟ قال لا... هل فيه لحم؟ قال لا أذن لماذا حرام وليس فيه مما ذكِرَ في الأيه....قال زيت الخنزير
قلت زيت الخنزير ليس حرام ..قال بلا حرام شرعاً... قلت له أأنت مؤمن؟ قال الحمد لله.. قلت طيب وتعرف أن الله يعلم كل شيء...قال أنه عليم .. قلت لماذا أذن أكد على لحم الخنزير فقط.. لو كان كل الخنزير حرام لقال وهو العالم(حرمنا عليكم الميتة والدم والخنزير) وهي عبارة مناسبة لغوياً وموسيقياً ووافيه شامله لامجال فيها للنقاش...قال هذا تفسير الشرع
قلت يعني الشرع يحرم الكل لورد نص يحَرِم جزء فقط.. قال كل شيء في الخنزير حرام حتى تربيته
قلت والدم...قال حرام طبعاً... قلت يعني كل دم.... قال كل دم حتى دم الدجاجة حرام.. قلت إذن لماذا نأكلها وفيها جزء محرم وهذا ينطبق على البقر والغنم والماعز وغيرها فوفق القياس على الخنزير فان هذه الحيوانات حرام أيضاً لأنه كما تقول كل شيء في الخنزير حرام حتى تربيته وهذا يعني كل الأنعام حرام حتى حليبها وكذلك حليب الأم لأن مصدره الدم
فوجئ....قلت أنها لحظة الصدمة التي يجب أن تستغل.. فقلت له هل في كلامي هذا ما يستحق التفكير قال نعم وقد فاجأتني بهذا الطرح ويجب أن أستشرع الشيخ غداً بعد صلاة ألجمعه...
كانت فرصه أخرى يجب أن أستغلها وأستغل ارتباكه وحيرته فسألته ما تحصيلك العلمي؟ أجاب مزهواً أنا مهندس جيولوجي في بلدي لكن مشاكل التسعينات دفعتني وغيري للهجرة.. قلت له هل دخول الهندسة يتم وفق المعدلات في البكالوريا؟.. قال نعم وبمعدل عالي قلت والشيخ ما تحصيله العلمي قال لا أعرف ولكنه أكيد عنده شهادة في الشريعة فقلت له لماذا لم يدخل الهندسة قال باسماً مستهزأ أكيد (ما عنده معدل)
قلت يعني أنك متفوق عليه علمياً..مزهواً باسماً قال نعم وأجيد العربية أفضل منه... قلت له ...شيء عجيب!! مثلك إنسان وتفكر تستشير الشيخ وأنت أكثر فهماً منه
وهو في حيرته وارتباكه من هذه المفاجئة قلت له.. أنك لم تعترض على البيرة وشربها في رمضان وتمسكت با(الشيبس).. أجاب ضاحكاً أنها حرية شخصيه ولو أن ذلك حرام.. قلت له حسب علمي المتواضع فأنها حرام على بائعها وشاريها وناقلها وشاربها..قال نعم.. قلت ألم تجد في ذلك نفاق منكم..قال نعم ولكن العمل والبعض يطلبها
عاجلته بغيرها.. قائلاً هلا ذكرت لي الأيه التي تحرم الخمر...قال أنا اعرف موضعين هما:
1.ولا تقربوها وأنتم سكارى
2.إنما ألخمر.......رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه
قلت بالنسبة للآيه الأولى ما تفسيرك لمعنى السكْرْ...قال من أحتسى كميه كبيره من الخمر بحيث فقد توازنه ..قلت أتعرف أنني شارب قليلاً منها ..قال من بداية النقاش ...قلت له هل أنا سكران؟ قال لا..قلت له أذن يحق لي الصلاة...قال جازماً لا
قلت وفيما يخص الآيه الثانية كم من غير الخمر رجسٌ من عمل الشيطان... قال كثير كل الفواحش من كذب ونفاق وغش وهدر المال وغيرها...قلت له كم من هذا الرجس لم يتجنبه الكثير من المصّلين؟... وبعداً للملل أو ألمضايقه أو الإحراج استأذنته قائلاً:
لدي الوقت للاستمرار فهل هذا يناسبك؟ قال نعم فالحديث جميل وممتع وجديداً عسى الله يهديك..
قلت وهذا ما ابحث عنه لكن الم يكن من الأفضل أن تكون الأيه شامله واضحة بالتحريم وتكون على الوجه التالي:
(حرمنا عليكم الخمر والميتة والدم والخنزير) وهي عبارة جيده وشامله وواضحة وتناسب سياق الكلام
ثم ما دمْتَ ستستشرع غداً لديّ موضوع آخر أحب أن أثيره معك وهو تعدد الزوجات الذي حَرَمَه القرآن ويمارسه المسلمين(تعمدت الطرح بهذه الصيغة لأستفزه ويبادر للحديث)فقال بحده لا..لا القران حلل ذلك حيث ورد فيه:.....مثنى وثلاث ورباع وما .....وصمت.. قلت إكمل ...على أن تعدلوا...طلبت منه تفسير(أن تعدلوا)فقال المساواة بينهن...قلت المساواة غير العدل مذكراً إياه بشعار الجمهورية الفرنسية(حرية...مساواة...عدالة)...تدارك الموقف بقوله نعم...أكملت... العدل يعني ضد الظلم والتعدي ووضع الشيء في غير المحل الذي يليق به...والعادل لايجبر الآخرين على الطاعة..والعدل هو رعاية الحقوق الكاملة وتوزيع الفرص بشكل متساوي..فهل هناك من يتمكن من العدل متجرداً عن رغبات ونزوات وعنتريات الرجولة ثم هل تتوقع إن إمرأه تقبل بكل صدق أن تكون رابعة الثلاثة... أن القران حدد التعدد بالعدل وهذا شرط تعجيزي لأن العادل هو الله حسب القرآن وهي من أسماء الله الحسنى
ثم عاجلته بسؤال مني للشيخ وهو..هل أن الغالبية العظمى من الشعب اليمني مسلمين؟..أجاب نعم..قلت لماذا لايحرم رجال الدين تخزين القات وهو مخدر وفي حكم الخمر ثم أنه يؤثر على الصحة العامة وتستحوذ زراعته على 70%من الأراضي الصالحة للزراعة ويستهلك 70% من الموارد المائية لليمن واليمن بلد فقير ومحتاج للزراعة ومن أفقر البلدان في العالم من حيث الموارد المائية..تمنيت منه أن يحصل على جواب شافي لذلك


ودعته شاكراً على أمل أن يستشرع غداً فوعد بذلك
في اليوم التالي تعمدت أن أصادفه بعد صلاة ألجمعه حيث المسجد يحتل احد الأقبية في ألعماره السكنية التي أقيم فيها وفعلاً قابلته وكنت أظن أنني سأكسب الجولة ولكن ..قابلني ضاحكاً قائلاً كما قلت لك وانأ متمسك بما قاله الشرع
الحقيقة لم أستغرب ذلك لمعرفتي كيف أكِلَتْ عقول الشباب ومنِعَتْ من الحركة والتفكير وحدِدَتْ بقوالب التقديس والخوف من الغيب والخشوع له لحد الخنوع
هذا ذكرني بلقاء مع صديق وزميل ورفيق(حسب تسلسل العلاقة بيننا)عام2007 بعد فراق دام أكثر من ثلاثين عاماً أي منذ عام1979 حيث الهجمة القذرة التي نفذها البعث ضد الحركة الوطنية وطليعتها الحزب الشيوعي العراقي حيث أضطر لترك العراق حاله حال الآلاف ..أستمر الحديث إلى أن وصل إلى ذكر الكاتب المبدع(حنا بطاطو) وكتابه حول الحركة الشيوعية في العراق فقال ب( تقديس) وإعجاب عنه فقلت له :
أتعلم أن فيه الكثير من المغالطات والتناقضات والأخطاء التي تمس الحركة الشيوعية العراقية التي لم ينتبه لها القاري لأنه قراءه بتلهف وإعجاب مسبق فوعدني أن يعيد القراءة وقلت له لا تقرءا كما يفعل المسلم المؤمن عندما يمسك القرآن ليقرءا وهو حاسما أمره من أن كل ما فيه صحيح ومقدس ويقراء وهو خائف خاشع حد البكاء...ولم اعرف النتيجة لحد اليوم ربما لأنه وجدني على خطاء ولم يخبرني ذلك
ما دفعني لهذا الطرح هو ما ألاحظه من بعض الكتابات والتعليقات عليها التي تنشر في المواقع الألكترونيه فالمعجب يمدح دون أن يدقق لتفوت عليه الكثير من الهفوات ألمقصوده أوغير مقصوده والرافض يذم بنفس السياق ليفوته الكثير من الفائدة حتى وصل إلى أن أحد المقالات سهواً نشر بشكل متكرر(في نفس المقال أعيد الموضوع نصاً كاملاً مرتين) وعلق على الموضع مجموعه من المحترمين المعلقين ولم يشير إلى ذلك أحداً منهم(الأستاذ الكاتب المتفضل عندما علم بذلك أعتذر لهذا الخطأ مشكوراً وهو خطأ وارد الوقوع فنياً)
لذلك نجد العلماني عندما يمسك القرآن ليقرءا يستخلص منه الكثير مما يناقش من تناقضات لأنه يقراء بدون خوف وبدون التسليم المطلق بما سيقراء ونفس الشيء عندما يقرا المسلم المؤمن في كتاب علماني تجده يستنتج الكثير من المتناقضات والأخطاء التي تنفي الكثير
أتمنى أن تكون القراءة للفائدة والمناقشة الهادئة لأن ذلك ينفع الكاتب والقارئ وذلك يفرح الكاتب مرتين الأولى لأن القراء قرئوا ماكتب والثانية لأنه يستفيد من ملاحظات القراء على بعض ما قد يحسب انه خطاء أو عدم دقه ليتجاوزها مستقبلا هذا لايعني الامتناع عن التعليق بل بالعكس فمن أغراض ألكتابه هي إثارة النقاش والتحاور...على أن يكون متمدن بعيد عن التجريح والاتهام والتعصب ومصادرة آراء الآخرين.. بل يفضل أن يكون تشريح لمضمون الموضوع وإبداء الرأي بعيدا عن عبارة غريبة شائعة يطلقها حتى المتبحرين التي تقول:
(أنا متفق معك تماماً.....................ولكن )..عندما نتعلم القراءة والحوار والاستنتاج والتعبير بصدق وحرية..نتقدم ونبني بناء جميل ورائع ودائم
عبد الرضا حمد جاسم



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور العتيق
- لماذا هذا التشرذم في الوضع السياسي العراقي
- رساله الى الرئيس أوباما
- خرافة الديمقراطيه الأسلاميه/رد على مقال الأستاذ نضال نعيسه ب ...
- زامل سعيد فتاح وطالب القره غلي
- من طرد الأمريكان
- بين عشية وضحاها
- العرب وباراك أوباما
- أسمي
- الى الدكتور حامد الحمداني/من ذاكرة التاريخ
- على أياد علاوي الأعتكاف..لماذا
- سقوط بغداد/عِبَرْ
- يا كفن النجباء
- قالو نريد
- حمار وأبقار مسيو جاك يار
- هل يمكن بناء العراق
- رد على مقال السيد حمدان حمدان(هل كان محمد عبقرياً)
- متخلفين في صور
- كلها تروح
- الدكتاسلاميه


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرضا حمد جاسم - أذا كان الخنزير حرام فكل الأنعام حرام