أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد المصباحي - الحضارة بين العنف والتسامح














المزيد.....

الحضارة بين العنف والتسامح


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 17:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الحضارت بين العنف والتسامح
قديما,كانت الصراعات تحسم بالعنف بين الشعوب والأمم,وقد استغرق دلك زمنا طويلا,قدمت فيه البشرية تضحيات جسام,ليس من حيث الأرواح فقط,بل خلفت تراثا لازال حافزا للكثير من الأمم أو جماعاتها على العنف وإدكاء الصراعات الدامية ضد المختلفين عنها حضاريا وساياسيا,لكن هدا الصراع مع التطورات الحضارية اللاحقة اتخد أشكالا جديدة,إد لم تعد القوة تخلق المجد,وبدلك فإن الإحتكام إليها,ليس إلا حلا مؤلما,تفرضه عثرات الحضارة البشرية في مساراتها المتراوحة بين التقدم والتقهقر,لكن العقل الإنساني سرعان ما يستعيد عافيته وفعاليته في مواجهة النزوعات العدوانية.هكدا صارت المجتمعات البشرية تتنافس من أجل الرفاهية والإزدهار,هدا هو مقياس القوة الجديد,أي قوة الحضارة بدل حضارة القوة,لكن هل انمحى العداء بانتشار قيم التسامح؟هل انتهت فترة المواجهات بين القوميات والثقافات والديانات؟
لا يمكن أن تنمحي الفروقات الثقافية والقومية,إد لم يحدث تاريخيا أن وجدت ثقافة واحدة,أو ديانة واحدة حكمت العالم,أي بعبارة أوضح لم يوجد قطب واحد هو المسيطر والحاكم للعالم أجمع,دائما كانت هناك حضارات,على الأقل تهيمن واحدة منهم وتتراجع باقي الحضارات الأخرى,دون أتفقد وجودها نهائيا,إد يخفت التنافس بينها ويشتد حسب التقلبات التاريخية التي تعيشها الأمم المتصارعة,وبدلك تخلق الحضارة في صيرورتها ولدى أفرادها والمنتمين لها صورة لخصومها,تحدد من خلالها كيفية التعامل معهم,والرد عليهم ,وتحدد درجة القبول بالآخر كثقافة وديانة وقومية وعقلية أيضا,من هنا تؤثر في نظرة أفرادها إلى أنفسهم وهويتهم الثقافية والحضارية,التي عليهم الحفاظ بوضع مسافة مع الآخرين عليها,إن هده الدينامية,حاضرة في كل المجتمعات البشرية,لكن درجتها تتفاوت وتختلف باختلاف الحضارات والتاريخ السياسي لكل مجتمع بشري,وقد أدركت العديد من الدول خصوصا المتقدمة منها,أن عليها أن تخلق نمودجا حضاريا يمثل كل الحضارات باعتباره نتاجا بشريا,ساهمت فيه كل الثقافات والأعراق,كل هدا من أجل انصهار المجتمعات الإنسانية في بوثقة واحدة ليفكر الناس بطريقة متقاربة أو على الأقل غير معادية لبعضها,لكن هدا الخيار اصطدم,رغم جديته,بآليات الرفض التي ولدت غكرا مختلفا بدعوته للحفاط على خصوصية الحضارات والثقافات,لأن البشر لايمكنه التفكير بطرق متشابهة حتى داخل المجتمع الواحد,وقد كشف هدا الإتجاه,على أن السعي لنشر ثقافة واحدة الغاية منه ليست هي نشر التسامح,بل تبرير هيمنة حضارة على حضارات أخرى,تريد فرض نفسها بطريقة جديدة,بعد أن فشلت الأساليب العنيفة في القضاء على الثقافات والحضارات المختلفة تحت دريعة التقدم,لكن هل الإقرار بالخصوصية يعني رفض التسامح؟؟
إن البشر لايمكنهم إلا التفكير بشكل مختلف,هده هي طبيعة التفكير,ولدلك لايمكن لأنماط عيشهم أن تتشابه,حتى إن ضاقت الحدود الجغرافية وتقلصت المسافات,يحدث التفاعل بين المجموعات بشكل مختلف,وبدلك تنتج ثقافة توحدها وتميزها عن الجماعات الأخرى المتصارعة فيما بينها,هدا هو المشترك بين الحضارات التي تتعرف على داتها بمميزاتها,فالتفاعل يفرض نفسه ,لأن التجديد لايظهر اعتباطا,بل يبدأ بإدراك الحاجات التي تفرض وجودها وينبغي تلبيتها بالجديد أينما وجد,هنا يحدث التفاعل ضرورة لااختيار,إد تسد الحضارة تغراتها بتمثل كيفي لإنتاجات الحضارات الأخرى دون ضيق أو شعور بالنقص,لأنها تقدم هي الأخرى لباقي الحضارات ثقافتها إن أثبتت فعاليتها في مجالات محددة,وعندما تكتمل الدائرة,فإن الفكر البشري يحاول داخل حضارة ما تسجيل سبقه لتكسير هده الدائرة,وفتح أفق جديد وأصيل لتطور الحضارة البشرية,هنا تتكامل الحضارات وتختلف فيما بينها,حتى عندما تتنافس,فإنها تخلق دينامية دافعة للتطور,ومحفزة على التسارع نحو الأحسن في جل المجالات ,سواء كانت علمية أ, ثقافية,إن هده الدينامية تتغدى على الإختلافات الثقافية والجضارية التي ليمكن إلغاؤها باسم العولمة وغيرها من الدعوات الداعية لفرض التشابه على الثقافات بغية صهرها قسرا في قالب محدد الشكل والألوان.
حميد المصباحي عضو اتحاد كتاب المغرب



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية في العالم العربي
- الأصالة والمعاصرة وفكرة البديل السياسي
- الحداثة سلطويا في المغرب
- الحزب والناخب
- الحزبية والحضارة
- غزة محاصرة,شعرزجل مغربي
- العلمانية والدين واليسار
- ثقافة السياسة
- حكومة القلق الفاسي
- تحايلات وتحالفات
- الحملات الإنتخابية
- اليسار المغربي
- التاريخ السياسي في المغرب
- الحزب في المغرب والحداثة
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد المصباحي - الحضارة بين العنف والتسامح