بديع الآلوسي
الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 15:51
المحور:
الادب والفن
اين ....
واصلت التحديق في تلك الوجوه ، كنت افكر بالألم الذي عانوه قبل الموت ،والجثث التي طالتها قسوة الحرب الأهلية ، البشاعة تنتشر في الساحة الكبرى للأحتفالات ،ليس بين الموتى من سيحظى بتشييع او توديع مهيب كأدميين ، هل حقا ًكانوا بيننا ؟
ملأت الشاحنة ونقلتها الى مستودع الطب العدلي ..كنت هادئا ً ، رائحة الهواء المحمل بالموت جعلتني اتلصص على الوجوه التي تبحث عن أهلها ، تجمدت وأنا ارى صبية تستفيق من بين الجثث وهي تنتحب كطفلة تستفيق من النوم .
قلت لها : هل أنت بخير ؟
دوت صرختها لتفزعني وتفزع الموتى.
بألم وحسرة صعقتني بسؤالها : اين الله ؟كيف حدث ذلك ولماذا ؟
***********************************************************************************
يوم ليس كباقي الأيام
أطبق الظلام ،تشرب وإنتشر الموت المفاجيء بين أوردتي ،،لم يملهني الموت لإخفاء رسائلي ، حملني اصدقائي الى المقبرة ،،فوضى البرد المثلج أزعجهم .
قالت يوما ً : لا تتركني للعزلة .
من حسن حظ المشيعين وحظي ان القبر كان معدا ً.
قلت : الموت مقدس ويجب التآلف مع الإنفصال الجديد .
قالت : هل يفزعك ِ الموت الذي يقترن بالخراب ؟ .
المكان الجديد يتسع لجسدي لكنه لا يتسع لظلال احلامي المحايدة.
أحتضنني الموت بسلام وهيبة ،كانت الغيوم منخفضة ،،وكان طفلي يرنو الى الطيور المهاجرة ،،غافلهم ودس في كفني وريقة تذكرني بأغنية الغزالة والذئب .
يقولون : ليس ثمة مساحة للحب الآن ،،اتعلمين ذلك ؟
كنت ارنو الى اصدقائي الذين طالهم الضجر والذين يعلمون ان الموت يُطفيء الضغائن ،،رأيت زوجتي هي الأخرى تبحث عن وجة آخر أفتقدته .
عشت كعصفورالبهجة ، كيف لي ان اصدق فكرة الموت الحاضرة .
_ هل صحيح إننا أخطأنا التأمل في الغيرة ومخاطرها .
قالت لي :أخاف على قلبك من التعب والخيبة .
انزلوني في الحفرة التي ملأت بالوحشة ،وكان لقائي مع رقصة الموت اللذيذة القاتلة ،قام المشيعون بواجبهم الضروري وتمنوا لي خلوة ً مسالمة .
ليس لي مجال للعودة الى الوراء الأن بعد ان كنسني الموت بهدوء عجيب .
اغلب الذين اكن لهم المودة كانوا حاضرين ،إلا أنت يا حمامتي الشاردة ، اصفح لك غيابك فربما رأيتِ ان قيمة الخلود والأخلاص تتجلى في سرية الحب والمكابرة
#بديع_الآلوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟