أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - اثيناغوراس الفيلسوف














المزيد.....

اثيناغوراس الفيلسوف


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 03:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جزء من ورقة بحث مزمع التقدم به امام مؤتمر القبطيات الجاري عقده في النصف الثاني من الشهر الحالي بمدرسة الاسكندرية :
جاء الفلاسفة من جميع أنحاء العالم لدراسة العلم وتدريسه فى مدينة الأسكندرية منار العلم للعالم القديم , ومن هؤلاء القادمين الأجانب عن مصر أثيناغوراس وعاش فى الأسكندرية , وكان من المدافعين للديانه الوثنية وكان من أنصار الفلسفة الأفلاطونية المحدثة .
وعمل على نشر إعتقاده فى الأسكندرية وكان له مدرسته الفلسفية الخاصة وكان يديرها بنفسه فى الأسكندرية .
وحدث أن قرأ الكتاب المقدس فتأثر به جداً فصار مسيحياً , وفى عام 176 م صار من اكبر المدافعين عن المسيحى فأطلق عليه المسيحيين لقب : " أثيناغوراس المدافع المحامى " .
وقد عهدت له كنيسة الأسكندرية التدريس فى مدرستها بالرغم من أنه ظل يرتدى زى الفلاسفة القدامي , وواصل عمله فى التدريس والتحصيل بكل أمانه حتى صار من فلاسفة وأساتذة المدرسة الكبار وأخيرا صار عميداً للمدرسة .
وفى أثناء حكم الأمبراطور مرقس إوريليوس وأبنه كومودوس (161م - 180 م) كتب رسائل عديدة للدفاع عن المسيحيين والمسيحية ورفعه للأمبراطور
وأطلقت عليه الكنيسة لقب " الفليسوف المسيحى أثيناغوراس "
واقتطعت هذا الخطاب من خطاباته الكثيرة لانها عظيمة الفائدة ولها اكبر الأثر في الوقت الحالي ...وكأن التاريخ يعيد نفسه:

يفتتح اثيناغوراس شكواه للامبراطور بالاتي: "يتمتع الأفراد بالمساواة في الحقوق, معجبين بحلمكم ورقتكم وميلكم إلي السلام وحباً لخير إنسان, كما أن المدن أيضاً تستمتع بكرامة ملائمة لمرتبتها بل والإمبراطورية بتمامها تنعم, في ظل حكومتكم الرشيدة, بالسلام الكامل"

: "ولكنكم لم تعنوا العناية نفسها, بنا نحن المسيحيين, فمع أننا جميعاً نعبد الله بكل ورع وتقوي, خاضعين لحكومتكم ـ إلا أنكم سمعتم بأن يثقل علينا وأن نسلب, وأن نضطهد وأن يثير الجمهور علينا حرباً من أجل الإسم الذي دُعيَّ علينا فقط. لذلك نجرؤ علي أن نقدم إليكم تقريراً عن حالتنا, وسوف يتبين لكم من هذا المقال, أننا نعامل بغير عدل معاملة يأباها كل قانون وكل عقل ـ فنتضرع إليكم أن تعيرونا نحن أيضاً شيئاً من عنايتكم, ؛حتى لا تهرق بعد دماؤنا إرتكانا علي إتهامات باطلة, إذ أن الغرم الذي يفرضه علينا مضطهدونا لا يتناول ممتلكاتنا فقط, ولا شتائمهم تثلم هيبتنا فحسب, ولا الضرر الذي يلحقوه بنا قاصراً علي أكثر الأشياء نفعاً لنا, فكل هذه الأمور ننظر إليها نظرة ازدراء ولو أنها تبدو لأكثر الناس علي جانب عظيم من الأهمية, لأننا قد تعلمنا ليس فقط أن نرد ضربة بضربة, أو أن لا نقاضي ناهبينا وسالبينا, بل أن نقدم خدنا الأيسر لمن يصفعنا علي خدنا الأيمن وأن نعطي الرداء لمن يكبدون لنا في أجسامنا وأرواحنا, ويصبون علينا أثقالاً من الجرائم, تحن براء من إفتراضها ومن مجرد التفكير فيها ولكنها تخص أولئك المهذارين أنفسهم ممن لا نفع منهم, وكل من علي شاكلتهم"
المطالبة بتطبيق القانون
يطالب أثيناغوراس الملوك الأجلاء وعلماء القانون أن يمنعوا بالقانون المعاملة السيئة والظالمة خاصةً أنه لم تثبت علي المسيحيين أي جريمة ويصرح بأنهم علي أستعداد أن يتحملوا أشد عقاب وأقساه في حالة ثبوت أي جريمة عليهم. أما أن يُتهموا لمجرد أنهم مسيحيون أو من أجل أقاويل ليس لها أساس من الصحة, فينبغي أن نلجأ للقانون لمنع مثل هذه المظالم: "يجب أيها الملوك الأجلاء والعلماء الكرام أن تمنعوا بالقانون هذه المعاملة البغيضة الجائرة, حتى أنه كما يتمتع جميع العالم مدناً وأفراداً بحسن معاملتكم, نشعر نحن أيضاً بشعور الإمتنان نحوكم مغتبطين, إذ كنا لا نصير بعد الآن ضحايا إتهامات باطلة".
إسم المسيح الذي نحمله ليس جريمة
يوضح أثيناغوراس للملوك أن العدل يتطلب التحري الدقيق قبل الحكم, إذ يقول: "لا يتفق مع عدالتكم أن غيرنا إذا كان متهماً بجريمة ما, لا يعاقب إلا إذا ثبتت عليه جريمته, أما بالنسبة لنا فالإسم الذي نحمله يعتبر أقوي من كل دليل يُحتج به أمام القضاء, فبدلاً من أن يبحث القضاة ما إذا كان المتهم قد إرتكب جريمه ما, يصبون لعناتهم علي الإسم, كما لو كان الإسم نفسه جريمة, لكن ليس من إسم يعتبر في ذاته وبذاته خيراً أو شراً".
ويضرب أثيناغوراس مثالاً للإمبراطور يوضح له كل ما قاله بشأن الإسم, إذ يقول: "هكذا رأينا الفلاسفة يحاكمون, فالقاضي لا يحكم علي أحد متهم بأنه فاضل أو شرير نظراً لعلمه أو فنه, بل يحكم عليه بالعقوبة إذا إتضح له أنه قد إرتكب جُرماً ودون أن توصم الفلسفة في ذاتها بشر, إذ هو شرير لأنه لم يدرس الفلسفة علي منهج سليم, أما العلم فلا عيب فيه, أما إذا أقام الحُجة علي بطلان ما أتُهم به حُكم له بالبراءة".
ويطالب أثيناغوراس بمساواة المسيحيين بهؤلاء الناس طالباً الأباطرة من أن لا ينصتوا للأحاديث غير المعقولة التي تتناقلها العامة, إذ يقول: "فلنتمتع نحن ـ إذن ـ بهذه العدالة سواء بسواء. ولتُفحص حياة المتهمين, وليبرأ الإسم من كل تنديد. فينبغي عليَّ أن أتضرع إليكم أيها الأباطرة الأجلاء. أن تنصتوا إليَّ بغير تحيز: فلا تكونوا محمولين بالأحاديث غير المعقولة التي تتناقلها العامة, أو تحكموا في قضيتنا قبل أن يستوعبوها, بل فلتلبوا نداء رغبتكم في المعرفة وحبكم للحق, وافحصوا عقيدتنا أيضاً. بذلك لا تقعون من جانبكم في خطأ الجهالة, ونحن أيضاً بردنا علي التُهم التي أشاعتها عنا العامة بلا ترو أو تمييز, نوقف تيار هذه الهجمات".

يقول سليمان الحكيم:دور يمضي ودور يجئ والارض قائمة الي الابد





#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقيدة التوحيد في مصر قبل الاديان
- خطف البنات في مصرعلي المشاع
- عقيدة الموت والخلود
- حدث الآن في مصر ....!!!!
- الكلام الموجع يهيج السخط
- علي رأسها ريشة وفي يديها قفازات منقوشة
- دروس مستفادة من مارتن لوثر كينج
- حقوق الاقليات بين الامس واليوم
- دروس مستفادة من النضال اللاعنفي (1)
- الزوجة الواحدة ختام الانظمة الزوجية
- القراءة في ظل حياة صاخبة
- هل حقا الكلب الاسود شيطانا ؟؟
- زيدان وازدراء الاديان وتهديده للمطران
- البابا الكبير وعزازيل الصغير
- زيدان وتابعة بباوي وتصحيح المفاهيم
- عمروبن العاص من أحقر الشخصيات التاريخية
- قراءة متأنية في كتاب اللاهوت العربي والعنف الديني ( 2)
- قراءة متأنية في كتاب اللاهوت العربي والعنف الديني (1)
- لماذا يهينون المصريون تاريخهم ويكرهون حضارتهم ؟ 2-2
- لماذا يهينون المصريون تاريخهم ويكرهون حضارتهم ؟ 1-2


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - اثيناغوراس الفيلسوف