رامي أبو شهاب
الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 02:54
المحور:
الادب والفن
لك أن تكون طارئاً
كأيّ شخص
يتناولُ شطيرةً على رصيفٍ لَزج
مهيأً للفناءِ
مدحوراً بالرغبةِ التي لا تَكتمل
معطوباً بالآمالِ المُرهقة
كعاملةٍ في مصنعِ للتعليب
لكَ
أن تتناولَ فنجاناً من القهوةِ
في مقهى لم تألفْهُ
يقضمُك كما يقضم الزمنُ الجسد، ...
على كلّ طاولةٍ
هنالك شيءٌ من بقيةِ ثرثرةٍ تعلو فوقَ
صَخبِ البخارِ وعطرِ النساءِ المُحاذيات
ووقع الأحلامِ الهامسة
على نافذةٍ تعطشُ للمارين
بمحاذاتها
هناك تنهي ما بدأتَ به
تتركُ شيئاً من مَال
وبقيةً من هرولة روحك في اللامكان
لك أنْ تقطفَ وردةً من حديقةٍ عامة
دونَ أنْ تخدشَ حياءَ المدينة
تربكَ امرأةً عابرة
لك أنْ تعبرَ الصّوتَ في غرفةِ الطّوارئ
وأضواءَ النّيون البيضاء الباردة
تشققُ وحدتك كما جدران الاسمنت
تُلقي سَلاماً خاوياً
على المقاعدِ الباردة
وعلى الجُثث
( موتى )
بعد أنْ يثملَ اللّيلُ بسعالِ
المَحْزونين
يصلُ الموتى إلى الاكتمال
فيبدو الزيتُ مقدساً
يُضيء رحلتك الأخيرة إلى قلبِ الظلام
تجثو على غرةِ الصّباح البارد
تتوجسُ
موتاً جديداً
ينبثقُ مع شعاع الشّمس
#رامي_أبو_شهاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟