|
ليتها عيرت بما هو عارُ
قاسم السيد
الحوار المتمدن-العدد: 3114 - 2010 / 9 / 3 - 21:29
المحور:
كتابات ساخرة
يحكى في حكاية من حكايا السلف أن رجلا قصد أحد المقاهي ليجلس فيها كعادة رجال ذلك الزمان الغابر إذ كان من المعيب على الرجل بقاؤه في البيت مع النساء وإن كن بناته أو أخواته وبالطبع من ضمنهن زوجته وكان صاحبنا يعتمر كوفية بيضاء اللون صادف أن إتسخت بشيء من التراب فصادف أن جلس قبالته جليس أخر فما كان من هذا الأخير إلا أن نبهه إلى إتساخ كوفيته بقوله نظف كوفيتك يا أخي فما كان من صاحب الكوفية إلا أن ينتفض واقفا ثم يغادر المقهى بعصبية واضحة ثم عاد بعد برهة وهو شديد التوتر ليعود إلى ذات مجلسه قبالة صاحبه الذي نبهه فلما نظر اليه عاود تنبيهه مرة أخرى الى إتساخ كوفيته وكرر عليه ذات القول أن نظف كوفيتك فما كان منه إلا أن يكرر ذات انتفاضته ويغادر المقهى بنفس العصبية وليعود بعد برهة أشد توترا من الأولى ووجد صاحبه بإنتظاره وحينما لم يجده لم يفعل شيئا لتنظيف التراب الذي علق بالكوفية عاود تنبهه له بأن ينظف كوفيته وكرر صاحبنا نفس تصرفه في المرتين السابقتين ولما عاد وقف قبالة صاحبه وهو يصرخ بعصبية لاتقل لي بعد الأن أن نظف كوفيتك فلقد نظفتها تماما فعجب من قوله فقال يا أخي كيف والوسخ لايزال عليها فعلى صوته أعلى قائلا ماذا أذبح بعد لكي تصدق بأني نظفتها فلقد ذبحت النساء الثلاث اللواتي عندي في البيت ففغر الرجل فاه متعجبا من جليسه كيف فسر تنبهه للوسخ الذي على الكوفيه على أنه لمز لشرفه وأن ثلمة قد لحقت به ومد يده ساحبا الكوفيه ليرية التراب الذي يعلوها قائلا له هذا الذي أردتك أن تنظفه لاأن تذبح نسائك لتنظيفه . هذه الحكاية ربما كانت غارت في دهاليز ذاكرتي ولم ينعش هذه الذاكرة لتذكرها لولا المقال الذي تناقلته وسائل الانباء والذي نشرته صحيفة كيهان الإيرانية ذات النفوذ والقريبة من دوائر صنع القرار في إيران والذي هاجمت فيه كارلا ساركوزي زوجة الرئيس الفرنسي ووصفتها بالمومس الإيطالية التي تستحق الموت لدعمها الإيرانية سكينه محمدي اشتياني المحكوم عليهابالاعدام رجما لممارستها الزنى والأشتراك في قتل زوجها حيث مضت الصحيفة في معرض مقالها { ان استياء هذه المومس الإيطالية من المقال الذي نشرته صحيفتنا مؤخرا بينما هي تقيم علاقات غير شرعية مع أشخاص مختلفين قبل وبعد زواجها من الرئيس الفرنسي } وأضافت نفس الصحيفة الإيرانية { ان مراجعة تاريخ هذه المرأة الفاسقة ومساندتها لإمرأة محكوم عليها بالموت في قضية زنى مما يجعلها تستحق المصير ذاته } . وإذا كان الصحيفة قد أصابت هدفها في مقالها الأول ونجحت في إزعاج سيدة فرنسا الأولى عندما اتهمتها بأنها وراء تدمير اسرة ساركوزي الذي كان يعيش مستقرا مع زوجته سيسيليا حينما نجحت في غواية الرئيس ودفعه للتخلص من زوجته الأولي والأقتران بها فأن الأتهامات التي وجهتها الى كارلا ساركوزي في مقالها الثاني ليست بذات قيمة قياسا لقيم الأخلاق والثقافة والشرف التي تنتمي اليها كارلا وعموم المجتمع الفرنسي والمجتمع الأوربي بدرجة أو أخرى والذي حسبته كيهان بأنه منتهى التحقير لزوجة الرئيس فهو في الواقع مصدر فخر لها فمجتمعها يقلق أشد القلق لو بلغت الفتاة الثمانية عشر عاما وهي محتفظة بعذريتها فهذا يعني أن مثل هذه الفتاة لاتحظى بالمقبولية الأجتماعية لدى أصدقائها وزملائها الشباب فمن الأمور الطبيعية أن تحظى الفتاة بعشرات العلاقات مع شبان مختلفين قبل أي علاقة مستقرة مع شخص ما بأي صيغة تكون سواء كانت علاقة زواج أو غيرها ولربما تمارس بعض العلاقات خارج هذه العلاقة ويتم التسامح فيها مادامت هذه العلاقات الجانبيه لاتهدد العلاقة الدائمة هذا هو المنظار الذي ينظر فيه المجتمع الغربي عموما لعلاقات الرجل بالمرأة . وهناك عشرات العلاقات التي أقامها نجوم المجتمع الغربي وهم في قمة السلطة في الغرب خارج إطار العلاقة الأسرية وما قصة ديانا عنا ببعيدة فهذه الأميرة أقامت علاقات عديدة مع رجال مختلفين وهي زوجة للأمير شارلز ولي العهد البريطاني وبعد انفصالها عنه وكان أخرهم المصري محمد الفايد الذي قضت نحبها معه في حادث سير في باريس لكن ذلك لم يثلم سمعتها في المجتمع البريطاني خصوصا والغرب عموما فكانت شعبيتها طاغية حيث بكتها الملايين عندما ماتت وكذلك رئيس وزراء ايرلندا الشماليه بيتر روبنسون حيث أعلن إنه يغفر لزوجته خيانتها له وإنه سيجمد نشاطه السياسي ليتفرغ لرعايتها لحين شفائها كما أن علاقة مونيكا لوينسكي مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لم تنسها بعد الذاكرة فبالرغم من أن خصوم الرئيس استغلوا هذه الحادثة ضده لكنها لم تجبره على التنحي من كرسي الرئاسة لأن المجتمع لم ينظر لفعلته على أنها رذيلة لأن مثل هكذا علاقات أمر عادي في المجتمع الأمريكي بينما قضية ووترغيت أيام الرئيس نيكسن والتي أتهم فيها الحزب الجمهوري بالتجسس على الديمقراطيين أطاحت به من كرسي الرئاسة رغم أن فوزه في الدورة الثانية كان كاسحا لإن مثل هذه الفعلة تعتبر منتهى الخسة ضمن ملاك الأخلاقيات والثقافة الغربية ولو بقينا نسرد الأمثلة فإنها لاتنتهي . عجبي الشديد من سذاجة الأعلام الأيراني من أنه لايعرف التعامل مع خصومة فهو بإمكانه أن يكون خصما وندا عنيدا لو عرف كيف يعبأ خطابه الأعلامي ويستطيع أن يمس الأمور ذات الحساسية في الأخلاقية الأوربية لاأن يتخذ المقاييس الأخلاقية الشرقية لمحاسبة خصومه هناك وبالتالي فهو لايستطيع أن يدين أحدا في الغرب اذا بقي يستعمل مقاييسه هذه اللهم الا اذا كانت الساحة الأيرانية هي الأخرى هدفا لخطاب هذا الأعلام وكان بإستطاعته من خلال إثارة عشرات المواضيع التي تشكل عبئا على الثقافة والأخلاق الغربية في مجالات السياسة والأجتماع من إصابة هدفه وأن يعيرهم بما يعتبرونه هُم عارا لاان يعيرهم بما تعتبره صحيفة كيهان عارا فليت كيهان عيرت بما هو عارُ .
#قاسم_السيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ياليل الصب متى غده
-
الأنتحار السياسي
-
الرفاق يفجرون ونحن نفاوض
-
عندما تتصرف بعض النساء كملكات النحل
-
هل نحتاج لأنقلاب عسكري
-
لماذا هذا الموقف من ايران وحزب الله
-
المسيرات المليونية وموقف قوى اليسار منها
-
يوم ميلاد الملايين
-
لقاء الفرصة الاخيرة
-
لماذا كتبت سيد اوردغان انت مزعج جدا
-
سيد اوردغان كنت مزعجا جدا
-
ياسرد ..... ياحسين عصرك
-
لالا...تقوليها
-
احلام يقظه
-
السعودية والديمقراطية العراقية
-
تداعيات الغاء مهرجان الاغتية الريفية
-
الاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية الى متى ؟
-
في ذكرى سقوط برلين
-
عربة الديمقراطية العراقية الى أين ؟؟؟
-
السعودية والمشروع النووي
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|