جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 13:53
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
اعطاء تسميات للظواهرو الاشخاص لربما قديم بقدم الانسان و النصوص الدينية تتطرق لهذا الموضوع كثيرا قارن هذا العدد الهائل من الاسماء و التسميات الدينية التي تستعمل لحدالان في جميع المجتمعات البشرية. في القرآن ايضا بعض الاشارات الى اعطاء الاسماء لاول مرة في بعض الايات و هي في الحقيقة مقتبسة من التورات قارن سورة مريم مع انجيل لوكاس [1.59-63] على سبيل المثال:
يَـازَڪَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَـٰمٍ ٱسۡمُهُ ۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُ ۥ مِن قَبۡلُ سَمِيًّ۬
و سورة البقرة:
و وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَہُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِى بِأَسۡمَآءِ هَـٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ
لا تعبر لغة اعرفها كاللغة الالمانية عن مفهوم المصطلح بعبارة ماسكة و قابضة ادق لان هدف التعبير و التعريف هو مسك المفهوم في قبضة اليد او الدماغ [Begriff]. جميع العبارات و المصطلحات القديمة لا تكفي لوصف الظواهر الجديدة. نحن اليوم نجد انفسنا و بسبب التطورات التقنية و العلمية السريعة وما تلازمها من انماط تفكير جديدة في وضع يجبرنا على اعادة تنظيمها. ظهور انواع جديدة من التكنولوجيا (الهاتف النقال و الانترنيت و غيرها) يصاحبها دائما تغييرات في المفاهيم الاجتماعية. هذه التغييرات لا تحدث مباشرة او بشكل موازي بل بعد فترة من الزمن مثلما تؤكد لنا استنتاجات علم الاجتماع.
ليست المصطلحات في كثير من الاحيان الا رموز و ارقام و خيال كصياغة عبارة Web 2.0 في الانجليزية. ان تعريف هذه المصطلحات واللصقات او البطاقات الجديدة ناقصة او دون محتوى و لكنها رغم ذلك تنتشر. لماذا؟ عدد كبير من الولادات الجديدة لهذه المصطلحات تنقصها الخبرة الميدانية التطبقية و العلمية النظرية رغم ذلك تحقق وظائف اجتماعية كثيرة. لا تموت الظواهر الاجتماعية بدون وجود بطاقات او مصطلحات و تسميات لها و لكنها لايمكن تعريفها كاملة بالمصطلحات القديمة الموجودة.
تنشأ العبارات الجديدة في البداية كمعادلة وقتية لسد نقص و مجابهة الحيرة في تسميتها و لكن التركيز عليها يؤدي الى خلق و صياغة حقيقة واقعة self-fullfilling prophecy اي انها حوافز عملية لتجسيد العلم و مفاهيمها واختزالها الى عبارات و تسميات. التسمية هي اذن الطريق القصير المباشر دون لف و دوران الى قلب المفهوم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟