|
حرية التعبير في العراق
حسنين احمد القطبي
الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 09:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثير من اللوائح والقوانين العالمية وحتى القيم الانسانية ،كفلت حرية الإنسان وان يعبر ما في خاطره ، ويقول احد الفلاسفة أن أتعس أنواع العبودية هي " انك عندما تريد أن تعبر عن شي.. ولا تستطيع ..أو تمنع من ذلك" فهذا يعد أكثر من الزنازين أو السجون وبالتالي في مجتمع مثل المجتمع العراقي يتهيأ ليرتقي ناصية الحضارة والتقدم والتطور والتي يفترض ان تقوم وفق أعلى القيم الإنسانية والأخلاقية . فاليوم يجابه كل من يريد أن يعبر عن رايه ولو بكلمة واحدة بطرق مختلفة كان يكون بالرصاص فضلا عن التهديد وللأسف الشديد وبالأمس خرجت علينا متاخرة إحدى وزارات الدولة ببعض التعليمات التي تشدد على منع التظاهرات... ما هكذا الضن بكم ...في الوقت الذي كان فيه هذا الشعب البطل الذي قارع نظام شوفيني كان يعتبر خلاصة طواغيت الأرض والذي أكثر ما نؤكد عليه في محافلنا التي كنا نلتقي بها أبان ذلك النظام ،على انه يجب ان يكون للشعب العراقي ناصية وراية في تحدي كل الانظمة التي تريد ان تظلم هذا الشعب . فحرية التعبير هي لاتعطى ولا تمنح وإنما هي تنتزع عادة من الشعوب . فاليوم هناك بعض الساسة ينظر للشعب العراقي بنظرة استضعافية او متدنية او مجتزئة ، يعني أن هذا الشعب كان شعبا انبطاحياً ودام انبطاحه لصدام اكثر من ثلاثة عقود . فنقول لهم كلا..إن هذا الشعب وفي مراحل كثيرة ابتدات منذ عام 1968تحديداً وخصوصاً في مناطق الجنوب والوسط والشمال لم تهدا الارض تحت اقدام النظام لكن هناك اكثر من ارادة اقليمية ودولية تتعامل مع الشعب العراقي وفق رؤيا ومع الأسف دافعة وضاغطة لابقاء هذا النظام المتحكم بزمام الامور لهذا البلد حيث امتلئت السجون والمعتقلات لكن لم يكن هناك اعلام فاضح لجميع هذه الحقائق وكان هناك وللأسف من يجمل ويزين سياسات ذلك النظام وخصوصاً على مستوى الاقليم والمنطقة العربية فلم تسمع الصرخات ولا الآهات في السجون وبالاخص سجن الرمية(نكرة السلمان) الذي غيب فيه الاف الاشخاص من الكورد الفيليين ولم تنشر أية صحيفة عالمية او عربية ولو خبر واحد عن هؤلاء المظلومين الذين غيبوا . واليوم عندما يتظاهر ابناء الشعب العراقي للمطالبة بابسط الحقوق فهذا ليس بمعنى تحريض ، وعلينا إن نميز مابين السلطة والدولة ولكن هناك من يريد ان يمزج السلطة بالدولة ويختزل الدولة بالسلطة ومن ثم يختزل السلطة بالكرسي ويختزل الكرسي بالشخص ، فهذه المعادلة التركيبة المعقدة والتي ان لم تواجه اليوم بواسطة اعلام حر فسوف نتحول الى دولة ديكتاتورية أخرى نازلة من رحم الديمقراطية . فاليوم الإعلام يواجه مسؤولية تاريخية و أخلاقية و لكن هناك أقلاما عندما تسد بوجهها أبواب الرزق أحيانا قد يضغط عليها من جهات مغرية تدفع الأموال، لكن مثل هذا سوف لن نضعه في إطار الإعلام و إنما سوف نضعه في إطار الأعمام فهؤلاء يحاولوا إن يستعملوا سياسة تكميم الأفواه ضد الأقلام الشريفة و وسائل الإعلام الحرة ، محاولة استغلال هذه المهنة الشريفة و التي هي اليوم تمثل الرأي العام وهي المدافع الحقيقي عن عامة المجتمع باعتبارها السلطة الرابعة فاليوم الإعلام لا ينحصر دوره فقط في نقل المعلومة أو كشفها خصوصا في دولة مثل العراق و التي انهارت منظومتها القيمية وأسسها. وقد أشرعنا في بناء دولة جديدة قائمة على أساس التشريعات و فصل السلطات . و بهذا فنحن من الداعين إن يكون الإعلام في إطار بناة منظومة القيم الحديثة لهذه الدولة و هو الوحيد الذي يستطيع إن يساهم و بقوة في بناء منظومة القيم القائمة على أساس العدل و المساواة و المواطنة و الكفاءة ، فكل هذه القيم اليوم تشعر بنقاط فراغ داخل بناء هذه السلطة الموجودة و القائمة على أساس المحاصة و التقاطع و الفئوية و الجهوية لذلك تعطل تشكيل الحكومة لمدة تزيد على أربعة أشهر بسبب الصراعات.. منحصرة باتجاهات فئوية و حزبية و طائفية .. فالوطن.. ينتظر قد يذبح على منحر الوطن الذي ناضل و ضحى بمئات الآلاف بل الملايين من المناضلين من اجل أن يعيش العراقي على أرضه بسلام وأمان وكرامة. و من هنا نقول إن حرية التعبير هي مكفولة للإنسان العراقي والجهات الإعلامية قبل أي شي آخر، و التشريعات التي نطالب بها هي لا تعطي الحق في الحرية بل هي البوابة للتنظيم فقط ، و كذلك الهيئات التي تشرعها الدولة كنقابة الصحفيين أو الاتحادات ، فهي لا تمنح الصفة للإعلامي بل هي تعطي الوثيقة أو جواز المرور لأداء عمله و تسهيل مهامه . فإليك أيها الكاتب : إن مسك القلم اليوم لا يعني انك أصبحت إعلاميا أو صحفياً بقدر ما يجب إن تنقل الحقيقة التي هي السمة الأساسية في مهنتك و عملك و أحيانا اتصالك الجماهيري المباشر هو وسيلة إعلامية بحد ذاتها ، فالحرب الأهلية في لبنان نتجت عن طريق مقال نشر في مجلة الشراع و كان ذلك في عام 1975 و كان يحرض طائفة ما على طائفة أخرى . فأحيانا هذا القلم الذي يحيي المجتمعات ويميتها في الوقت نفسه و ذلك عندما يستخدم من قبل سلطات ضالة مظلة تحاول إن تسير الأمور باتجاه مصالحها . فاليوم تحتاج العملية الإعلامية في بلدنا إلى عدة ضوابط منها تشريع قانون " هيئة الإعلام و الاتصالات "وان تبدي استقلاليتها عن التأثير الحكومي و التي بدورها تقضي على أمال الديكتاتورية وعلى أمال من يفكر من خلال السلطة بالاستحواذ على الإعلام و تجييره لصالحه ، فهي مسؤولة عن إرسال البث و الترددات أي إنها مسؤولة عن جميع مكاتب الإعلام في البلد كأن تكون مكتوبة أو مسموعة أو مرئية فضلاً عن مسؤوليتها عن الحريات الصحفية فهي تكون مرتبطة بالبرلمان.
#حسنين_احمد_القطبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-45 ساعة من الفوضى-: مصادر تكشف لـCNN كواليس إلغاء قرار ترام
...
-
مستشار ترامب: يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا لنقل س
...
-
-الطريق سيكون طويلا جدا- لإعادة بناء غزة من الصفر
-
إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ-الواقي الذكري- في
...
-
أميركا نقلت صواريخ -باتريوت- من إسرائيل إلى أوكرانيا
-
-الشيوخ- الأميركي يعرقل مشروع قانون يعاقب -الجنائية الدولية-
...
-
مقتل العشرات بتدافع في مهرجان هندوسي ضخم بالهند
-
ترمب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين
-
دفع أميركي باتجاه وقف هجوم حركة -أم 23- على شرق الكونغو
-
توقيف رجل يشتبه في تخطيطه لقتل مسؤولين في إدارة ترمب
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|