أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدرالدين حسن قربي - حيتان وهوامير أم مطمورة ومطامير..!؟














المزيد.....

حيتان وهوامير أم مطمورة ومطامير..!؟


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 08:57
المحور: كتابات ساخرة
    


قال الجدّ يحكي حكاية السلطنة والسلطان ومن معه من الشفيطة والنهّابين الجدعان: اتركونا الله يرضى عليكم من حكايات كان ياماكان في سالف العهد والأوان، وخلّونا نحكي حكاية من حاضرنا وعن وضعنا الآن.
ضجّ الناس وسـاد بين الرعية هرج ومرج عظيم، وكثر اللغط والعكّ عن أصحاب الحظوة والمقربين ممن هم محسوبون على السـلطان من الحيتان والبلاعين، وتجدهم وآثارهم في كل مكان، وعينهم على قوت الناس وجهدهم بالفاضي والمليان. فلا تجد شركةً ليس لهم فيها علاقة، ولا مصنعاً مهماً ليس لهم فيه دور، ولا مواصلات واتصالات إلا لهم فيها شأن وشأن، ولا إعلان ولا دعاية إلا وتصب في شركاتهم ومنتجاتهم، ولا استثماراً إلا وهم فيه شركاء، ولاصفقة إلا ولهم فيها ضبط وربط وحصة وقصة. بقدرة قادر ممتدون كأخطبوط، قدرتهم بلا حدود، وواصلون ومحظييون ونشاطاتهم وأعمالهم في كافة أنحاء السلطنة مدعومة بلا قيود.
اجتهد بعض أهل الخير بزيارة السلطان وعرض الحال عليه مما ينال الناس من هؤلاء المسنودين والمربّطين، الآكلين السوق والبلد عَمّال على بطّال، فالناس في أمر هالمقرّبين والمترفين في كرب وبؤس وشقاء، وضاقت عليهم دنياهم من شغل وسلبطة قرابات السلطان والشركاء.
تأثر السلطان من شدة حال الناس بما حدثه الوفد الطيّب عن آلامهم ومعاناتهم، وأكّد لهم بما هو معروف من عمله ليل نهار لتغيير الحال إلى أحسن، ونضاله على مدار الساعة في سبيل رفاهية الشعب وجماهيره الكادحة، وسعيه الدؤوب للحدّ من الغلاء ومحاربة الفساد، ولكنه لايملك عصا الساحر ولا هو من أصحاب السحر، فالناس ضبطها ليس سهلاً، ولاسيما مع هالحريات التي يسرحون بها والديمقراطية التي يمرعون فيها. ومع ذلك فالجهود في الإصلاح ستتواصل حرصاً على مستقبل البلد والأجيال القادمة لتكون في أيدٍ أمينة وفي أمنٍ وأمان برعاية فخامة السلطان.
قال الرواي: ياسادة ياكرام..!! وبينما كان الوفد بين نادم على زيارةٍ آلمت السلطان وبين مصدق لما يسمع وبين متشكك وكل منهم يفرك عينيه متأكداً أنه في صحوٍ وليس في منام، إذ أدخل السلطان عليهم أحد كبار الصحب والرّبْع المقرّبين، وقيل لرجال أمنه الجاهزين والحاضرين اسطحوه أرضاً، وأرونا فيه ساعة سمّاعة من عجائب قدرتكم تظهر للوشاة والمتشككين ما ملك وما يملك وما سيمتلك. اعترف المسكين، وبقّ كل ما عنده من العمارات والأطيان والممتلكات من فارهات القصور وشامخات الفنادق والأسواق والخانات، والبنوك والشركات والمصانع والسيارات والناقلات والاتصالات، والمحققون من رجالات أمن مولانا السلطان يسجلون بالصوت والصورة وبالألوان كل الاعترافات والممتلكات والثروات ما إن مفاتحه لتنوء به العصبة أولو القوة، بعد أن نَهْنَهوا الرجل نهنهة وطلّعوا عينه من كثرة مااعترف بما عنده من ملايين الدراهم والليرات ومليارات اليورو والدولارات، ممّا امتلأت به الصفحات.
رقّ حال الوفد الشاكي لحال هالكسّيب والمناضل، وشُدهوا لفعل مولاهم السـلطان في التحقق عمّا قالوا صادقين. ولكنهم فغروا فاهم أكثر، وانعقدت ألسنتهم وطاشوا بين الشمال والجنوب والشرق والغرب أكثر وأكثر، عندما أطلق السلطان سراحه بكل حفاوة وتكريم، وهو يخبرهم أن هذا الرجل وأمثاله بما عندهم من موجودات ممن يتكلمون عنهم والعياذ بالله حسداً وكرهاً وبغضاء هو إحدى مطمورات السلطنة التي صمّمت بطريقة مبتكرة مابتخرش المية بتاتاً، ويتجمّع فيها المال ذهباً وفضة ودولارات بأمر ربها من كل مشروع ومن كل عمل ومن كل مواطن من جماهير الصامدين والمرابطين، مما ندخره في السلطنة لساعة عسرة ويوم أسود لحماية مستقبلنا ومستقبل أولادنا. ثمّ ترجّاهم أن يبلغوا تحياته السلطانية لكل جماهير السلطنة فرداً فرداً، ذكراً وأنثى وصغيراً وكبيراً، ومن بجوارها من الأشقاء والشقيقات، وأن يكونوا على ثقة بقيادتهم الحكيمة وحكومتهم الرشيدة وأمنهم العتيد وسلطانهم السديد الذين يجعلون من نهّابي هالوطن والشبيحة فيه بسياستهم وحكمتهم مطموراتٍ وخزائن أموال دفينة للبلد، فليقرّوا عيناً على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم وأسباطهم إلى الجيل الخامس على الأقل، طالما في هالسلطنة أمثال هالرجال المغامير والمطامير ممن رأوا بأمّ أعينهم اعترافاته القارونية وليس حديثاً يفترى أو بكلام قيل عن قال من ناس والعياذ بالله حاسدين وحاقدين وأعداء للناجحين.
انصرف الوفد الشاكي، والناس فيه يتهامسون أَشْأَشةً ودعاءً: إيش هالسـياسـة وإيش هالتدبير، وإيش هالمطمورات وإيش هالمطامير...!! ربنا يخلّينا السطان على هالضبط والربط في اتباع أحدث التقنيات والآليات والتطورات في حماية مستقبل الوطن والأجيال.
قال أوسطهم: ألم أقل لكم بأن البلد ليست سايبة، وكل شيء فيها يتحرك بأمر. فهواجسي أن هالسلطنة لاشيء فيها متروك، وخواطري أنه ما في برغي يُشدّ أو يُطأ، وعجلة تتحرك أو باب يفتح، وتيس ينطح أو بغل يشطح، وعامل يباطح أوتاجر يناطح، وفلاح كادح أومعلم ناصح، وشفّاط يشفط أو حرامي يسرق، وقاطع طريق يتكسب أو مرتش يترزّق، وقرش أبيض أو أحمر يُقبض أو يُدفع تحت غيمات هالوطن إلا ولإحدى مطمورات الوطن فيه نصيب، رعايةً لمصالح السلطنة وحماية لمستقبل الأجيال، وكان أمراً مقضياً.
قال أخبثهم: أعلمتكم من أولاها بأن الأمر لايعدو تدوير زوايا واختلاط مفاهيم، وزوغاناً في بصرٍ وبصيرة، فماترونه أنتم من حيتان وهوامير، ومايراه السلطان شريكهم الكبير، من مطمورة مغمورة أو مطامير، هو هو لافرق، طالما أن النتيجة المكتوبة بالليزر على قفا مواطننا البائس الفقير: أركض مااستطعت في بلاد المطامير، فليس لك إلا الطحّ والنحّ والتعتير.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحامي السوري والسائق الياباني
- كاسك ياوطن
- في ذكرى مجزرة تدمر هل إلى فك الحصار عن مَوتانا من سبيل..؟
- سلام على المالح وصحبه الكرام
- سلام على آل هيلين
- أو تعجبون من جرائم ضحاياها هم السبب...!!؟
- كلام يبحث عن عنوان مناسب
- الطارق والمطروق في أنظمة الطواريء 2/2
- الطارق والمطروق في أنظمة الطواريء 1/2
- الباشاوات الجدد
- لفتة حضارية ولفتات غير ذلك
- حرية وكرامة ووطن
- ابن الثمانين عاماً إذ يضعف نفسية الأمة...!!!
- هيثم المالح ابن الثمانين يوهن نفسية الأمة...!!!
- الطريقة الكوكية في الحوار
- انفلونزا التوريث الجمهورلكي
- تفجيرات بغداد والأزمة السورية العراقية
- إمارة رفح الإسلامية ودولة غزة
- هذي الكويت، صلِّ على النبي
- الأمل والإحباط في كلام السيد جنبلاط


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدرالدين حسن قربي - حيتان وهوامير أم مطمورة ومطامير..!؟