|
قصيدة ( ( يوميات أله مهتم بأعادة بناء الخلق )
ريمون سليمان داود
الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 08:16
المحور:
الادب والفن
توطئة
فى البدء ِ لم أكن كلمة ولم أكن شىء لكن حين خطت يدايا ملامح وجهك صار البدء كلمة وصرت كل شى
.............................................
فى البدء ِ عانقت الرياح وواجهت النسيمات فأدركت فى أول مذاعم ألأدراك أدركت أنى روحاً نارية تلتهم عروش السموات لتقيم فى الارض ِ ملايين عروش حين مللت ملك الفضاء وأيقنت ان الحياة تكمن فى ألأرض ِ
فى البدء ِ رفعت رايات الحكمة حين أستلهمتنى الغباوة فى ان أبقيها تحت ألأقدام وأن أخفيها عن عيون الفطنة وأسكنها فقط داخل أذهان الكهان
فى البدء ِ كنت الملكً والشيطان وصرت الحية والانسان وثمار المعرفة الحرة وأغريت ناسوتى بألألتهام فصرت أفطن كل شىء من هنا بدءت البدء بدءت الحكمة فخلقت كل مروج الارض وعرفت بأننى خالد مخلوقاً فيها وخالق ومبدع يفضح سرائر الأكوان وجعلت مملكتى ضياء وأثمار وتكاثر ونساء وأبناء يمارسون الحكمة والحقد والبغضة والقتل والشهوة وبراءة فى عنق الأنثى تحوى حول نعومتها عقود ٍ من الغموض ِ والدهاء
فى البدء ِ عانقت ألأنثى وقبلت جبينها وتركت مبسم شفتى متربع فى لعابها فأنجبت للأرض ِ رجالاً ونساء عابثين بعضهم البعض ِ زارعين ثمار الجهل ِ حينها تركت عرش لعابها وهربت بعيداً عن حضنها ونزلت وتمرمغت فى وحلة الطين وأمرت امطار الشتاء لتغسلنى فغسلتنى وأقمتنى دهوراً فى ألأرض ِ حتى أدغدغ سلطان الجهل واكفر بعبودية ألأنسان وأزرع داخل الوطن أوطان وألقى السجانين فى الزنازين دون سجان وأصدر أوامر الاعتقال لكل من يكفر بالعقل وبالحكمة والحرية والانسان
فى البدء ِ كان البدء غيام واسرابٍ من طيور الجهل ترفرف فى فضاء الاكوان فأصدرت أمرى بأعتقال الطيور وحرقها فى قلب صحراء الطوفان
فى البدء ِ فضلت ان أعزف أسمى دون نطق حروفى لتبقى شيفرة أسمى قائمة كشجرة الحياة فى وسط الجنة من يرغب فى ممارسة الخلود عليه حل تلك الشيفرة وذات مرة شعرت بملل ٍ مما صنعت فذهبت وحيداً فى قلب فضاء الجنة ورسمت واذ بى اجدنى مرسوماً فوق توال الكون متوجاً بأكليل شوك نظرت الى نفسى فخذلتنى ونكست رأسى وسحقتنى بل وصلبتنى فوق صليب ٍ خشبى مستخرج من جذوع شجر الجنة وأذ بنتيجة الملل ِ تقتلنى تطعننى بحراب ٍ تسقينى مياه الخل ِ وليس هنا من يئوى جسدى المتقطع ويدفننى
فى البدء ِ لم يعجبنى كل ما صنعت فزرعت سفينة أسطورية لأنتقى أفضل أثمار ألأرض وأضعها فى قلب الفلك وأمطر من قلب عيونى نيراناً تحرق كل دواب الكون وطفت فى الارض جيئة ً وذهاباً ما وجدت غير خراباً فأنكسرت نفسى امام نفسى وأيقنت ان كل ما صنعت كانت مجرد أخيلة ترقص عارية فى غيابى ولم ارى غير روحى ترف فوق مياه الطوفان فنفرتها وفى اخرة الامر مللت طول انتظار الشمس فقد غابت شمسى وتاهت فى دوائر الشفق ِ فأخرجت بشرى من بطن سفينتى الاسطورية وما فعلت سوى انى صلبت نفسى فوق خشب الفلك
فى البدء ِ كنت اسير حافى القدمين فى شوارع مكتظة بألهةً أخرى غيرى ألهة لم تكن مثلى تتحمل مثلى وطئة ما أنجبته يدي فى الشوارع كنت اسير ببطء ٍ شديد وانحناءة الكسل تخفق عينى فلا أقوى على النظر صوب السنتهم حين تقفز من حلقهم لتغيظنى رب الارباب وما استطعت تأليه نفسك بل أنست نفسك فى الوحل وحملت وحدك أخطاء غيرك وصلبت نفسك فوق شراع الفلك
فى البدء ِ كنت انجب بدل النساء وأرضع الارض من صدرى وألملم أوراق خريفى وأعصرها كالكرم ِ أشربها حتى أثمل فأنسى ما جلبته على نفسى ففى كل دورة كنت أصلب فيها روحى
فى البدء ِ تجسدت فى غرف النوم وأذ بالسيدة تأمرنى ان امرجح سريرها عرفتها ونظرتها بل واشتهيت ان يلتهم فمى لعاب حلقها حين أقبلت بثياب ٍ شفافه لتثير وغزات الجسد ِ يتراقص نهداها ما افتن النهدين ِ لو أطبقت عليهما بكفى لأمتلكت ممالك الارض ِ واذ بالحلمات تغور .. تفور فى فمى ما ابدع النشوة فى خصر تلك المرأة وحين أفقت طعنت نفسى على سريرى حتى أقتل فى روح الجنس ِ وأذ بالمتع التى خلقتها أنفرها وأصلب فوق سريرى جسدى
فى البدء ِ أختنقت كثيراً من الوحدة فجمعت كل الوساخات واحرقتها كالنفايات فى قبعتى ثم وضعتها فى طافية السجائر الموضوعة فوق طاولتى
فى البدء ِ كنت احتاج ان احرر كلماتى ان احرر لغتى وابتساماتى حزنى وأنكساراتى لكن فى التحرير يكمن الصلب ِ وفى الصليب قبلة الوداع المصحوبة بالبسمة والشوك ِ
فى البدء ِ عانقت الطرقات ومارست الشوارع ودخلت الحانات وشربت الموانع وارسلت للسموات دخان المصانع عشت بالبلوعات وفنيت الخوانع كنت السقوط والمطالع كنت الحصاد والمزارع كنت كل شئ ولم اكن شئ كنت وماكنت غير انى لم اكن سوى كن فيكن
كانت تلك ملحمة البدء صنعت وخلقت كل شىء وتحملت ايضا ً نتيجة ما صنعت .
ريمون سليمان 28 كانون الثانى
#ريمون_سليمان_داود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة الموعظة على الجبل ( اهداء الى الذين يتاجرون بأسم الدين
...
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|