أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أميرة الطحاوي - سيجار وكأس.. أو عن النظام المصري الساقط و صفحة ابنة البرادعي














المزيد.....

سيجار وكأس.. أو عن النظام المصري الساقط و صفحة ابنة البرادعي


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 00:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


(١)
سيجار وكاس" عنوان وضعه صحافي حنجوري في مطبوعة "مصر الفتاة" في التسعينات لصورةٍ ضمت محامياً كان يدافع وقتها عن متهم بالجاسوسية، وليهاجم موقفه لم يرهق لصحافي نفسه في عمل جاد بل اختار صورةً -وصلته بطريقة ما- للمحامي في حفل خاص وعلى طاولته ممثلة شهيرة وأحد الضيوف يدخن السيجار وأمامهم كأس شراب!.
مدرسة صحفية رديئة، ولحسن الحظ ليست ضاربة الجذور هنا: إذ كانت الصحف السياسية في العهد الملكي تترفع عن استخدام القصص الشخصية في مواجهة الخصوم بما في ذلك الحكوميين. في فترة النحاس باشا وفي عهد الملك فؤاد سقطت بعض الجرائد في هذه الزلة لتخرج باخبار عن زينب الوكيل والملكة نازلي وغيرهما. لكن لم يستمر ذلك طويلا. قبيل ثورة ١٩٥٢ كانت الحياة الخاصة للملك فاروق مادة لبعض الصحف الحزبية مع استمرار اهتمام بعضها ايضا ببند المصروفات الخاصة في الميزانية وبحدود انفاق الاسرة المالكة والمحسوبين عليها؛ أي بالشق الذي يهم حقا العامة من أمور خاصة. الآن : مع تصاعد المد الديني في البلاد وغلبة الطابع المحافظ اجتماعيا ومع انحدار مستوى اخلاقيات المهنة وطوفان المعلومات والشائعات المتوافرة دون تدقيق: اصطف البعض في فصول هذه المدرسة؛ كلّ حسب مهاراته في خلط العام بالخاص وسقف قدرته على تسقيط خصومه امام الجماهير. الجماهير التي اصبحت بفضل النظام الحالي مولعة بالامور الثانوية والتفاهات ، ومنصرفة بها عن الجوهر.
(٢)
عندما عاد د. محمد البرادعي الى مصر في فبراير شباط الماضي أخذت الصحف الحكومية "تلسن" بدرجات مختلفة ضده بما يخدم الحزب الحاكم بالطبع، وفي رأيي أن متابعة هذه السخافات وتصاعدها مادة تستحق الرصد (منهج تحليل الاحداث عبر المنشور من اخبار) بالاخص تطورها وتورط بعض المحسوبين على المعارضة فيها. لم تتطرق الصحف الحكومية لشأن يخص عائلة البرادعي باستثناء جريدة الجمهورية الصفراء؛ فعندما عندما رفض البرادعي الذي كان في رحلة لأوربا الادلاء بتصريح حول موعد عودته، قالت الجريدة انه "سمع كلام مراته" التي اشارت له بالا يحدد توقيتا بعينه حتي لا يرهق مؤيديه بانتظاره في المطار.
أمس الأول وعلى شبكة الفايس بوك للتواصل الاجتماعي ظهرت احدى المستخدمات (وربما يكون رجلا) لتتحفنا بأنها كانت صديقة لابنة البرادعي، ولديها اسرار عنها، وانها اندهشت ان البرادعي يريد ترشيح نفسه لرئاسة البلاد (استغرق الامر ٦ اشهر لتعرف بهذه المعلومة او تندهش منها!) وانها صعقت لانه - اي البرادعي- زار بعض المساجد (ونسيت انه زار الكاتدرائية وكنائس في مصر القديمة ايضا قبل ٤ اشهر ).. لتضع بكل وقاحة صورا شخصية للسيدة ليلي البرادعي وتقول انها -وياللهول- ليبرالية ! وهو ما يجعل البرادعي غير جدير بحكم البلاد .

صفحة الاخت المحترمة جدا (حيث يحوي حسابها الشخصي على صور جاذبة لمعشر الذكور بالأساس) لحسن الحظ لم تنل سوي الاحتقار من غالب المترددين عليها. احتقار لتطفلها علي الاخرين. احتقار لاستخدامها صورا مسروقة . احتقار لتأويل بعض الصور بما يخدم الهجوم "الحكومي" على البرادعي. احتقار للبحث في امور تخص الابنة لتسقيط رب الاسرة وبدعوى انه لا يصلح رئيسا للبلاد.
ورغم اننا في رمضان حيث يجاهد كثير من المتدينين في مصر ان يظهروا للجميع كم هم متدينون، فإن اطرف التعليقات السلبية ضد هذه الحيلة الرخيصة جاءت من اشخاص غير علمانيين، وهو ما طمأنني "قليلا".
وبالمناسبة فإن زوجة الرئيس المصري الحالي كانت تمارس رياضة السباحة (وهي بذلك المنطق الاعوج لصاحبة الصفحة البلهاء تجعل من مبارك غير جدير بالحكم لان السباحة تسقط عن المواطن وعائلته الجنسية المصرية)
(٣)
تجاهل هذه الوسائل الرخيصة في تسقيط الاخرين - وطالما كانت بدايتها متعثرة كما في هذا المثال - امر جيد في غالب الاحوال. لا تسلطوا الضؤ عليها ولو بحسن نية اكثر من اللازم، لكن الخطر ان تنتشر هذه المدرسة الوضيعة في معارك حياتنا السياسية المصرية. الصحف والبرامج الشعبوية والكتاب الحنجوريون - حكومةً ومعارضةً - هم المرشحون اكثر من غيرهم لهذا الدور. ولا يقف وراء تلك المدرسة النظام وحده ، رغم ان له (ولعملائه من عينة الحنجوري صاحب المانشيت الفلتة اعلاه :سيجار كاس، وهو الآن سياسي شهير ) الريادة في اعادة هذه المدرسة الوضيعة للحياة،.. فهناك قطعا اخرون لن يمانعوا في استغلال المناخ الاجتماعي المحافظ بل والمغالي في المحافظة الخانقة ليس لاصحابها – فهذا شأنهم- بل للاخرين، انهم يخاطبون القلوب ويتحدثون عن السماء عندما تعييهم الحيلة في اقناع العقول او تتوانى عزيمتهم عن مواصلة الجهد علي الارض. مناخ كهذا يمكن ان يفرز ما هو اسوأ.
دورنا ان نوقف هذه الحيل بالطرق المناسبة، ونحجّمها، أما مهمتنا الابعد - والاصعب بل والاهم - فهي ان نغير من هذا المناخ ليعود متقبلا للاخر، ملتزما باحترام خصوصيتهم، ومقدرا لحقهم في تحديد خياراتهم وقناعاتهم وسبل حياتهم الشخصية، ورافضا لخط العام بالخاص.. وتلك المهمة التي تحتاج لعمل متصل لن تنجز بالطبع في ليلة وضحاها



#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يريدونه فقيراً جاهلاً..عن الذين -بصموا لجمال مبارك-
- لم نفتقد بوش, ولا ننتظر شيئا من أوباما
- وزراء وليسوا خدما وحشما: مبارك يواصل استهانته بالدستور حتي ف ...
- يحدث في سوريا :كتبت رسالة إلى -أخيها الإنسان- فاعتقلوها.
- ثم اسقطوا الرشوة من الجلباب!
- هايضربوهم وهمه بيصلوا- عيد الغطاس
- كذبة غشاء البكارة الصيني تكشف عوراتنا الإعلامية
- مصر: هل منصب كاهن هو ما ينقص المرأة القبطية؟
- أسئلة على هامش توقف بث قناة صدام اليوم
- على هامش صدور تقرير هيومان رايتس، أكراد سوريا.. بين الشكاوى ...
- هل أخطأ هيكل بزيارة نصب ضحايا الهولوكوست؟
- صحيح ..إيه اللي جابهم السودان؟
- يا نار كوني بردًا وسلاماً علي صحافيي العراق
- السيد هوشيار زيباري- ينتظرونك السادسة صباحاً!
- لماذا تصمت دولة تجاه مزاعم تورط مواطنيها في مخططات طائفية بد ...
- قراء في كتاب المستبد-صناعة قائد صناعة شعب
- العنصريون الجدد في السينما المصرية
- كلنا مظاليم يا علي مظاليم
- دارفور الساسة يناورون و الضحايا يصارعون الموت
- أحمد عبد الله رزة وخمسة أعوام مسروقة من عمر هذا الوطن


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أميرة الطحاوي - سيجار وكأس.. أو عن النظام المصري الساقط و صفحة ابنة البرادعي