أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - أنا إتسرقت














المزيد.....

أنا إتسرقت


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 18:04
المحور: كتابات ساخرة
    



إنه تقدمى فى العمر وانبهارى بالصوت النسائى الجميل، وانه التقدم فى التكنولوجيا وعجزنا الإدارى، كلها أسباب جعلتنى أتعرض لعملية سرقة علنية، الًلص هو ماكينة صرف آلى تتكلم بصوت نسائى، إنها أول ماكينة على اليمين من أربع ماكينات للصرف الآلى يضعها البنك الأهلى المصرى فى مبناه الجديد بشارع فيصل من مدينة الجيزة، ولولا تعبى من الرًغى لذكرت التفاصيل.

فى يوم الخميس الماضى، أمرتنى زوجتى بالذهاب للبنك للحصول على الخمسين جنيها معاشى الشهرى من نقابة التجاريين، ولأننى لا أملك ردا لأمر زوجتى تحاملت وخرجت، جرجرت رجلاى ووقفت فى طابور أمام ماكينة الصرف المذكورة فى البنك المذكور، الماكينة جميلة لها شاشة ناعمة وبها أضواء ملفتة، وحين جاء دورى أخرجت بطاقتى البنكية ووضعتها فى المكان المخصص فإذا بصوت الآلة الجميل يرحب بى ويطلب منى الرقم السرى الفاتح لعلاقتنا الخاصة، دغدغت الماكينة ووضعت الرقم السرى ملامسا برقة أربعة أزرار على صدرها الجميل، فانفتحت شاشتها تطرح أمامى كثيرا من الإغراءات البنكية، فسألتها: كم رصيدى؟، أجابت: أكثر من مائتى جنيه بقليل، فطلبت سحب مائتى جنيه فاستجابت الماكينة وأخذت فى دلال تجرى العملية ثم أعطتنى إيصالا يفيد أنى سحبت مائتى جنيه وأصبح رصيدى دون العشرة جنيهات، وانتظرت فى شوق خروج فلوسى لكن الماكينة اللعوب لم تخرج الفلوس، فقط سرقتها وقالت بلغة انجليزية واضحة: شكرا على تعاملك البنكى معنا، فوجدتنى أقف حائرا ويعلوا صوتى: أين فلوسى يا لصوص؟.

رَبت جندى مكلف بحراسة الماكينات على كتفى مواسيا، واخبرنى انه منذ نصف ساعة فقط قامت نفس الماكينة بسرقة عميل آخر، ونصحنى بمقابلة المسئولين، بسرعة قابلت مسئولا فى البنك فلم يكترث وقال فى ابتسامة مجهدة: الدنيا صيام يا حاج والماكينة مِهنًجَة، وطلب منى الانتظار ثم معاودة المحاولة، انتظرت وعاودت المحاولات لأكثر من ساعة ونصف والماكينة مستمرة فى عملها، ترحب بالعملاء وتعطيهم بيانات ولا تعطيهم نقودا، وهنا ظهر العجز الإدارى فى البنك فلم يوقف أحد الماكينة عن ممارسة النصب على بقية العملاء.

قلت لكبير فى البنك: انتم تأخذون منى نقودا مقابل هذه الخدمة وانتم مسئولون قانونيا عما حدث لى، فقال: قدم شكواك، وفوت علينا بعد عشرة أيام يا حاج، ثم مال على أذنى: أنت صَدُقت إن عندنا تطور تكنولوجى أو مسئولية قانونية، إذا كنت أنا مش مصدق انك على المعاش وفوق الستين، أنت لِسًه شباب يا حاج، تعيش وتاخُد غيرها.

عُدت للوِليًة زوجتى مجهدا مشغولَ البالِ مكسور الخاطر، وحين قلت لها أن للماكينة صوت انثوى، مصمصت شفتيها وقالت: إنها من حريم البنوك الآليين تسرق لحساب رؤوس كبيرة.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة إفطار
- رمضان كريم أحيانا
- ثقافة التحول المهنى
- البحث عن ثقافة
- منهج التقدم
- إدانة انتخابية
- الصياح بالتغيير
- مٌسجًل خطر
- حٌمىً وظيفية
- التفكير بالوكالة
- تنشيف ريق
- أبو العريس
- الردع بالمعرفة
- خطاب الجامعة الثقافى
- فلوسنا ورق
- الناقة سافرة تأكيداٌ
- إنهم لصوص
- هوجة الفتاوى
- إنهم عجزة
- أشجان موظف


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - أنا إتسرقت