نبيل قرياقوس
الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 15:41
المحور:
كتابات ساخرة
قال من لا اعرفه في مكان عام والعهدة عليه :
قبل عام 2003 شاهدت اول برنامج عراقي يحاول افتعال مواقف نادرة وغريبة مع افراد من عامة الناس ، لغرض تسجيلها بعدسة كاميرة خفية لتبث في التلفاز كمادة درامية لتسلية المشاهدين بمواقف وردود اولئك الناس الذين يتم اصطياهم من الاماكن العامة ، وذلك تقليدا لبرامج اجنبية وعربية مماثلة لكن دون ان تؤثر بشكل سلبي كبير على وضع او نفسية الفرد الذي يقع فريسة عدسة الكاميرا الخفية بل ان اغلب المواقف المفتعلة هي مواقف تثير اندهاش وربما فرح الفرد المصطاد ، بينما اتذكر ان لعبة البرنامج العراقي اعتمدت على فكرة مباغتة عريس وعروسته لحظة دخولهما فندق سياحي لقضاء ليلة ليست كباقي ليالي العمر حيث انها ليلة دخول البعل ببعلته لاول مرة ، ويقوم احد افراد الكاميرا الخفية بالترحاب الحار بالزوجة مناديا اياها باسم ( تدليع ) معاتبا اياها على زواجها من غيره بينما يدعي انها كانت حتى ليلة الامس قد التقت به في لقاء غرامي حميم ، ويقوم هذا الممثل الشاطر ايضا بمخاطبة الزوج وبقية الناس المتجمعة لحظتها قائلا : ان هذه العروسة هي حبيبتي التي لا يمكنني الاستغناء عنها !!
تطورنا الى الامام عام 2010 وجاء برنامج عراقي مماثل بث في احدى القنوات الفضائية العراقية حاملا فكرة مباغتة شخصيات فنية وذلك بالقاء القبض عليهم وتوجيه تهمة الارهاب اليهم من قبل رجال امن متعاونين مع معدي برنامج الكاميرا الخفية بعد تمرير لعبة العثور على ( عبوة بارود ناسفة ) في العجلة التي تقل تلك الشخصيات الفنية !!
ارى في العام 2011 ومن اجل برامج مماثلة أكثر تشويقا تنفيذ فكرة الالتقاء بشخصيات عامة او شخصيات معروفة ومباغتتها بخبر استشهاد جميع افراد عوائلهم بسبب انفجار سيارة مفخخة لغرض اغناء الكاميرا الخفية بمواقف وردود افعال مسلية فعلا لمشاهدينا الاعزاء !!
اما في العام 2012 فسيكون المشاهدون قد ملوا هذه الافكار الروتينية لذا اهيب بمعدي برامج الكاميرا العراقية الخفية ان ينفذوا فكرة قتل طفل برصاصة مسدس حقيقي يحمله احد ممثلي الكاميرا الخفية وليصر هذا الممثل امام والدة الطفل على ان مسدسه هو مسدس العاب رغم الدم الذي يسيل من ابنها .. موقف غريب ويستحق تصوير ردود افعال الام عليه حتى لو فقد الطفل الحياة فالمهم تسلية غريبة للمشاهد .. وطاح حظ الطفل الف مرة !!
نبيل قرياقوس
#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟