أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يجيى بوافي - بروفيل :شاعر ليس كغيره من الشعراء














المزيد.....

بروفيل :شاعر ليس كغيره من الشعراء


يجيى بوافي

الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 13:10
المحور: كتابات ساخرة
    


شاعر ليس كغيره من الشعراء.
يحيى بوافي


"الشعراء فراشات لا تعمر طويلا ،إنما البقاء للتماسيح و الفيلة "
أحلام مستغانمي



شاعرنا ليس كباقي الشعراء ،فهو لا يهتم بما يقوله غيره ،بل لا يجد لذته إلا في سماع صوته ،....يصد عن كل شيء إلا التسول و الرشف من كؤوس الغير ، و هو لا يعطي إلا بأقل من مقدار ما يأخذ.
يحدث أن يخرج شاعرنا في الصباح منتعلا صندلا بجوارب أو حذاء بدونها مهملا تسريحة شعره ،عزاؤه في ذلك أنه يجيد تسريح شعره ،شاعرنا لا يزور الأكشاك و لا يتصفح ما بها إلا إن تناهى إلى سمعه أن أحد كتاب أعمدة العدم قد غمس برأسه في محبرته قبل اليراع !
شاعرنا الوحيد الفريد تجده منكمشا في ركن منسي يحملق في الجدار ،أو يسيل لعابه لاهتزاز الأرداف على رصيف الشارع المقابل .....،تدنو منه و قد تسأله عن سر وحدته فيجيبك بأحدهما :
إما الفاقة أو الانتظار المؤرق لزيارة شياطين الشعر و مواكب قاطني وادي عبقر ،فإن هم زاروه جفت الأقلام و حصل الأمر الذي ليس منه مفر ،الأوائل يعصرون و الثواني يدلكون مخيلته ،فتنتفخ أوداج شاعرنا المسكين و تزبد شفتاه ،لينسكب القصيد شلالا يجرف القلوب و يسلب الأفئدة !
في المضجع تأخذ شاعرنا رجفة الشعر ، و غالبا ما يتوقد خياله الغزلي زيادة على اللزوم ، ليمنى بالخيبة و قد تدفق قصيده قوافي لزجة في تبانه !
شاعرنا واحد من مواكب كثيرة تخرج عند كل صباح لتقطف ثمرات من شجرة الأوهام ، و لتستحم في مستنقع الاغتراب عن طواعية و لتتمرغ في زبالة الصراع الدونكيشوطي ،حتى تخرج من تحت ألسنتها نصوصا مكتنزة بالمرض .
يحدث أن يغير العقم على مخيلة شاعرنا ، فيبدأ في البحث عن جمر يعيد جذوتها ، في حالة العقم النساء تتمسحن بالأضرحة و المزارات ، أما شاعرنا فيؤم الحانات ،ليتكوم في أحد أركانها المظلمة الخالية إلا من مصباح يتيم مرصع بصق الحشرات ، حتى يفسح المجال لسنا الشعر ،.....يناجي كأسه و يستغرق في تتبع فقاعات البيرة في عروجها إلى خياشيمه،فيقشعر رأسه و تتململ في قيعان نفسه جزالة الكلم و رهافة الإيقاعات .....، ليخرج من جيبه القلم مرددا :
هذا يد .....و فم .
رصاصة و دم
و تهمة سافرة .....
تمشي بلا قدم .1
و مخرجا ،في نفس الوقت ، ورقة خرقاء من الجيب الأخرى ، متلهفا و كأنه سيقبض على شيء بسعة العالم
و يطفق شاعرنا في تحبير أشعاره الصاعدة من أتون بطنه، فائحة بطعم الشعير، مقشعرة قشعريرة أعصابه.
باقي السكارى المتحلقين على مقربة منه ،كلما عصرت متانتهم ،قاموا ليلقوا بالزائد في دورات المياه ، بينما شاعرنا لا يكلف نفسه عناء ذلك ،إذ يكفيه إلقاء خليط بطنه المقزز على بياض الورقة ليورث قراءه صداع الحداثة !

1 مقطع من قصيدة القلم للشاعر أحمد مطر.



#يجيى_بوافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل الجابري
- المواطن المغربي و حلم الإشراك الجهض
- تدريس الفلسفة بالثانوي بين لوك فيري و أ.ك.سبونفيل
- فنون الإعراض عن التنمية
- للضرورة أحكام
- بياض ضد فيروس السلطة


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يجيى بوافي - بروفيل :شاعر ليس كغيره من الشعراء