أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مبشور - مفاوضات -عوفاديا يوسف- المباشرة














المزيد.....

مفاوضات -عوفاديا يوسف- المباشرة


سعيد مبشور

الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 08:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربما التقت دعوات الحاخام الصهيوني عوفاديا يوسف، مع دعوات الكثيرين من العرب فلسطينيين كانوا أم غير فلسطينيين، ممن يرفضون نهج التسوية اللانهائية والمفاوضات العبثية الذي مضى فيه المفاوض الفلسطيني منذ مؤتمر مدريد وإلى الآن، وممن يأملون في اختفاء التسويات والمفاوضات والمفاوضين، مع اختلاف كبير بين الطرفين، إذ أن الحاخام الصهيوني داعية إبادة شاملة للفلسطينيين، فيما رافضو مسلسل التسوية ليسوا إلا معارضين للأداء الرسمي فلسطينيا كان أم عربيا.

واليوم إذ تعاود قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله دخول المفاوضات، سواء كانت بشروط الرباعية المنقوصة من التشديد على إنهاء الاستيطان، أو على أساس بنود المبادرة العربية المنتهية ولايتها وروايتها، أو تحت مسمى إحلال وضع نهائي تتأسس بموجبه دولة فلسطينية كاملة السيادة، ولا نعلم كيف تتحقق سيادة في رقعة أغلب أهلها مشردون، مجهولة الحدود والمصير، مقطوعة من أشجار التفاح والزيتون وحتى شجرة العائلة، ومنزوعة الأيادي والسلاح، ومتروكة بلا أسماء ولا أنحاء ولا آباء.

الحاخام الصهيوني المتعجرف، معروف بعدائه لكل ما هو عربي وإسلامي، وهي عداوة متأصلة في العقلية والنفسية والمسلكية الصهيونية التي تدعي الالتزام بتعاليم الدين اليهودي، والحقيقة أنها تعاليم تلمودية غارقة في العنصرية واضطهاد كل العناصر والشعوب والملل المخالفة لليهود، ولذلك فإن تصريحاته لم تكن مفاجئة، إلا في ما يتعلق بالموقف من الرئيس الفلسطيني، الذي هز أركان السلطة الفلسطينية وانبرت له الأقلام والبيانات الرسمية وغير الرسمية بالتنديد والشجب والاستنكار، في حين لم تقو هذه الأصوات على ممانعة الاستمرار في مسلسل التسوية المترامي الأطراف، الذي يبدأ دائما لكي لا ينتهي، والرامي دائما إلى إعطاء المزيد من الشرعية والوقت للكيان الصهيوني قبل غيره، وهي الشرعية التي عبر عنها نتنياهو من خلال المطالبة بالاتفاق أولا على يهودية دولة "إسرائيل"، والتلكؤ في ملف المستوطنات بين التجميد والاستمرار في التهويد.

المفاوض الفلسطيني يدخل هذه المفاوضات إذن على قاعدة بلا ضمانات، اللهم إلا بعض التطمينات الأمريكية من أن إدارة أوباما جادة في البحث عن صيغة اتفاق نهائي قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي، وأنها ماضية في تثبيت حل الدولتين والمساعدة على العبور نحو دولة فلسطينية لا يعلم بمداها ولا حدود أرضها أو سمائها سوى الأمريكيون أنفسهم بعد مراجعة الإسرائيليين بالطبع.

والمفاوض الفلسطيني الذي يتبجح اليوم بكونه يهدف من خلال الجلوس على الطاولة إلى الدفاع عن الحقوق والثوابت التاريخية والمشروعة للشعب الفلسطيني، ينسى في كل مرة أن يقوم بالتأكد من محتويات حقيبة المفاوضات، ففي كل مرة يفاجأ الجميع، بأن بعض الحقوق والثوابت قد سقطت في الطريق إلى خارطة الطريق، فلا يجلس هذا المفاوض إلا وقد خلت حقيبة ملفاته من قضايا ظلت إلى حين ثوابت لا حق لعربي ولا فلسطيني في المساومة بها، ابتداء من طبيعة الحق المتفاوض عليه، حق السيادة على كل فلسطين برا وبحرا ونهرا، ومرورا بملفات العودة والمقاومة وغيرها، وهكذا يجلس المفاوض الفلسطيني بحقيبة أغلب ملفاتها تالف أو تائه أو متهالك، فتبدأ المباحثات، بفعل الدهاء الصهيو-أمريكي، على أسس غير تلك المرسومة أصلا في ذهنية المفاوض الفلسطيني ولا حتى ضمن ما تبقى من مفكرته الأصلية.

إن تصريحات كل من الصهيونيين المتطرفين العنصريين عوفاديا ونتنياهو، هي السقف الحقيقي والمعلن لهذه المفاوضات المباشرة الأهداف والنوايا والتخطيطات، والطرف الصهيوني لا يجلس أصلا لكي يفاوض، إنه يفرض وقائعه على الأرض، ثم يأتي إلى الطرف الفلسطيني المفاوض ليقنعه، مقابل بعض الأعطيات، بضرورة السهر على ضمان الأمن الإسرائيلي.

الكيان الصهيوني مشغول بأمنه الاستراتيجي لا بحقوق الفلسطينيين، لأن الفلسطينيين في حالتهم الراهنة ليس لديهم من القوة ما يفرضون به حقائقهم ومشاريعهم ورؤاهم على الأرض، وليس في جعبتهم سوى القليل من الأمل في عطف إدارة أمريكية مهزوزة تبحث عن غطاء لتأكيد أحقيتها في ولاية جديدة، ودعم عربي باهت يستمر معه مسلسل التنصل العربي الرسمي من كل الالتزامات تجاه الفلسطينيين تحت جميع الذرائع والمسميات، ناهيك عن جسد فلسطيني مقسم وممزع، تتداعى سائر أطرافه وفصائله بحمى التسابق نحو السلطة والامتيازات، وتضيع فيه أجندة المقاوم التي بإمكانها وحدها أن تحمي الثوابت وتقوي من حظوظ الحصول على المكتسبات لشعب فلسطيني أعياه الملل والأمل والانتظار.



#سعيد_مبشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بين البلاك ووتر والبلاك بيري
- مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية .. ونهاية أسطورة تقر ...
- حلم قومي
- فلسطين عربية .. ليس بعد الآن !
- قراءة هادئة في تداعيات العدوان على غزة
- مجرد كلام
- حزب العدالة والتنمية المغربي وتحولات الزمن السياسي
- الصراع العرقي بالمغرب: بين هدوء الواقع وعاصفة الاحتمال
- الاستراتيجية الأمريكية بالمغرب الكبير: ملامح وأهداف
- المشروعان: الجهادي والأمريكي: مواجهة أم تواطؤ ؟
- على هامش صدور كتاب الأخطاء الستة لفريد الأنصاري: في الحاجة إ ...
- الحوار مع معتقلي السلفية الجهادية بالمغرب وآفاق المراجعات
- في الحاجة إلى حكومات الوحدة الوطنية: العراق – لبنان – فلسطين ...
- مخاض العدوان على لبنان، وميلاد الشرق الأوسط -العنيد-
- شعوبنا وصعود جبهة الممانعة
- إنجاز حماس ومهمات المرحلة
- باكستان والهروب إلى إسرائيل
- الحوار بين أمريكا والإسلاميين: المنطلقات والأهداف -الحلقة ال ...
- الرئيس اليمني والطريق الثالث للإصلاح
- الحوار بين أمريكا والإسلاميين: المنطلقات والأهداف - الحلقة ا ...


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مبشور - مفاوضات -عوفاديا يوسف- المباشرة