أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب المولي - الوجود الإنساني قبل الوجود الديني














المزيد.....

الوجود الإنساني قبل الوجود الديني


طالب المولي

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 05:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوجود الإنساني قبل الوجود الديني
طالب المولي
تحددت الأطر الاجتماعية والهوية الدينية في المجتمعات القديمة بعد ظهور الديانات والتي كانت بديلا لحفظ النوع أو الكيانات في أحيان كثيرة لسد احتياجاته الوجودية، وحاجاته الاجتماعية لبقاء الإنسان ضمن قيتوهات توفر لهم بشكل نسبي حاجاته الاقتصادية والاجتماعية وغيرها ليشكل من خلالها مجتمعا ذا ملامح دينية ظاهرية وتختفي عند تعارضها مع مصالحه الخاصة .
فكان للوجود الإنساني قبل ظهور الأديان وحقبة تعدد الآلهة قديما، ضرورة حتمية لعجز العقل البشري عن تفسير الظواهر المدمرة التي كانت تعصف بتلك الأمم والمجتمعات ، فتعددت الآلهة تبعا لتعدد حاجات الإنسان فلكل من الزراعة والحب والقوة والشمس والقمر والخصوبة... والخ آلهة خاصة به ، تبعا لحاجات التكوين المجتمعي وإما للجهل بتلك الظواهر أو الخوف منها، وإما في مرحلة متقدمة نحو "الكمال" بعد أن تشكل نسبيا الوعي الإنساني بظهور فلاسفة قبل الميلاد . وبدأ انحسار دور الآلهة وتقنن الدور الغيبي والأسطوري في حياة الإنسان وانطلق لممارسة دوره الفعال في تحرير العقل من سباته العميق .
فالكسوف والخسوف ظاهرتان طبيعيتان في النظام الفلكي ، فاستدعت هذه الظاهرة الفلكية الطبيعية كثيرا من الطقوس والحركات ، فأصبحت بعد ذلك ضربا من الجهل بعد اكتشاف العلم أسباب تلك الظاهرة ، بل وحدد علم الفلك عدد مرات الكسوف والخسوف لسنوات قادمة ، فقدت تلك الطقوس والصلوات رونقها وحاجاتها بعد انتصار العقل على الظاهرة ، فلم تك تلك الظاهرة وغيرها إلا مدخلا لولوج العقل البشري ميدان البحث والتقصي لكشف المجهول في العالم المعقول .
فباستقرار الإنسان حول الأنهار والبحيرات وتنوع طرق الإنسان في الحفاظ على كيانه الاجتماعي وتدجين الحيوانات النافعة واستغلال الأراضي الزراعية لتوفير الحاجات الخاصة به بدلا من استهلاكها بفوضوية وإفراط ، أصبح للإنسان بعد توفر الحاجات اللازمة والضرورية لبقائه وقتا للتفكير والتأمل في هذا الكون ، فطرح الأسئلة الوجودية في مرحلة جديدة من مراحل تطور العقل البشري ، فكان السبيل لتحقيق أرقى الأفكار نسبيا وأفضلها لتحقيق سعادته، فأبرز من هؤلاء المتأملين ، تفكيرا مغايرا للأعراف والتقاليد المتبعة واعتبارها ضربا من التخلف والاستبداد، فبدأ الإنسان بسبب الصراع بين الاتجاهين المتحرر والرجعي ، مرحلة الوجود الديني واستخدامه سلاحا موجها ضد المختلفين فأخذ منحى شرسا وآخر حضاريا تبعا لمقاييس ضعف وقوة الوجود الديني. فكان للأسلوب الديني نزعة متباينة مع الآخر في حال الوجود الديني الضعيف، وينزع للتطرف القسوة في حال القوة ، وبين تلك الحال ونقيضتها برز التبرير والتماهي مع المستبد بثقافة تبريرية ذرائعية .
الثقافة الذرائعية التبريرية كان لها السبق في محاربة العقلانية وتجريد الإنسان من حقه الكوني في اختياره الحر، لطريقة عيشه ودون كبح لرغباته البشرية الملحة وفق ايدولوجية دينية ابتدعها رجال اللاهوت ، وبذلك أخذ يشحن قوته بتأجيج الصراع الديني في رحلة دموية اتخذت في طابعها العام الإقصاء ذريعة لتنفيذ حكم الله على المفسدين بالأرض !! . فأصبح الدينيون برجماتيين في تغليب المصالح الفردية على القيم التي كانوا ينادون بها ، وتشكل بعد ذلك من المصلحين والمخلصين كردة فعل على تجاوز رجال الدين لتلك القيم ، فكرأ تنويريا يحمل في روحه ثورة قيمية فلسفية جديدة لإبعاد شبح الظلام عن الناس بإبراز دور القيم لا تقديس الشخوص ، وكانت للقيم الفكرية الجديدة سطوة وبريقا لكل المحرومين والمعذبين بحثا عن كينونته وكرامته .
استعراض بسيط تجده في كثير من الأحيان صورة تتشابه في أحداثه للكثير من الديانات وبعيدا عن تحديد الديانة المستهدفة ، ولكنها نتيجة للاستبداد الديني أو الاستبداد السياسي ، فللاستبداد صورة واحدة وهو غياب الدور البشري في المنظومة الكونية ، وهذه المنظومة المتعددة في قيمها الإنسانية تعمل وبشكل رئيسي في تحييد وتقنين دور المستبد بجميع أشكاله وصوره ، وتجعله يتساوى مع البقية على اختلاف أديانهم وألوانهم ومشاربهم الفكرية تحت سلطة القانون الوضعي بعد أن عجز الآخرون في إيجاد البديل لحياة أفضل .
[email protected]



#طالب_المولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البغدادي والعلمانية الكونية
- د البغدادي : دعوة لاستخدام العقل


المزيد.....




- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- جنود في مالقة الإسبانية يحملون تمثال المسيح في موكب الخميس ا ...
- استطلاع يظهر ارتفا مفاجئا لـ-عوتسما يهوديت- في الانتخابات
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- هاري وميغان يقطعان الدعم عن منظمة إسلامية لسبب صادم!
- يهود بريطانيون يدينون حرب غزة ومنظمة أميركية تطالب بوقف تسلي ...
- عراقجي يسلم بوتين رسالة قائد الثورة الاسلامية
- شوف الجديد كله.. طريقة تثبيت تردد قناة وناسة وطيور الجنة ورج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب المولي - الوجود الإنساني قبل الوجود الديني