أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية عيلبوني - عفوديا يوسف، بضاعتنا وقد رد إلينا!!!














المزيد.....


عفوديا يوسف، بضاعتنا وقد رد إلينا!!!


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 05:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"عفوديا يوسف" رئيس حاخامات اليهود الشرقيين الذي يطلق بين الفينة والأخرى تصريحات تعبر عن توجهه العنصري الذي ينضح بالحقد والكراهية والدعوة إلى قتل الفلسطينيين والعرب والمسلمين ، هل هو حالة نادرة واستثنائية تمتلكها إسرائيل وحدها دوننا نحن ؟
هذا السؤال لا يعني أن ما صرح به "عفوديا يوسف" بدعوته مؤخرا إلى قتل الرئيس الفلسطيني عباس وقتل الفلسطينيين جميعا ، قد أصبح مشروعا،بل لنا أن نؤكد أن مثل هذا التصريح مدان بأقسى عبارات الإدانة،بوصفه تصريحا يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية التي من المفترض أنها ودعت إلى غير رجعة، مثل هذا الفكر البائس والمخزي والمهلك الذي دفعت ثمنه البشرية خمسين ألف قتيل في حرب عالمية ثانية أحرقت الأخضر واليابس .ولكن منطق العدل يفترض منا أن نكون منصفين أيضا ،أي أن نستخدم المقياس ذاته الذي ندين فيه هذا العفوديا ، مع أنفسنا إذا ما كنا جادين بنبذ العنصرية وتحقيق العدل والمساواة بين البشر. ومن أجل هذا علينا أن نعترف أن ظاهرة عفوديا يوسف كما أسلفنا ليست ظاهرة استثنائية أو منتج إسرائيلي بحت.بل هو في الحقيقة بضاعتنا وقد ردت لنا. وعفوديا للذي لا يعرف، هو الابن البار للمنطقة العربية وهي عراقي الجذور والثقافة أبا عن جد. وهو ابن العراق الذي هاجر إلى إسرائيل أثناء حملة الفرهود التي استهدفت بالقتل الاف اليهود العراقيين. حاملا معه ثقافة دموية نمت في أحضاننا، شأنه في ذلك شأن العراقي الأصل بنيامين اليعازر وزير الصناعة الإسرائيلية الذي اختلف مع يهود باراك وتهجم عليه قائلا له بالحرف الواحد :" أنت لا تعرف مع من تتعامل، أنا عراقي وسأشويك".
لا بأس أن ندين المواقف العنصرية ونفضح أصحابها ، هذا الأمر مطلوب ومرغوب. ولكن أتمنى ونحن نفعل أن تكون ذاكرتنا حاضرة ، ونتذكر جيدا أن في منطقتنا العربية ما يغطي سماء إسرائيل كلها ب"العفوديات" من دعاة العنصرية والقتل للمختلف.
الذاكرة ذاتها لا بد وأن تأخذنا إلى شيخنا " الجليل" يوسف القرضاوي ،لنتذكر تصريحات مماثلة له. تصريحات لا تدعو إلى مقاومة الممارسات والتفكير العنصريين للاحتلال، بل تدعونا حصرا وفي خطبة جمعة رنّانة ومشهورة، ومن أعلى منبر في أحد بيوت الله في الدوحة، إلى رجم رئيسنا محمود عباس بالحجارة حتى الموت!!!!
ولكي لا نظلم القرضاوي ونتهمه وحده بالنزعة "العفودية" كونه دعا وشرّع إلى استباحة دماء العراقيين بالجملة على خلفية مذهبية في العراق،لا بد أن نكون منصفين لنقول، أن هناك بيننا شيوخ ودعاة ينتمون إلينا، إلا أنهم لا يتورعون يوميا عن التحريض على قتل أبناء جلدتهم من المسلمين الذين لا يتفقون معهم في المذهب، وهم يكفرون كل من لا يتفق معهم في تفسيراتهم للدين، ويحرضون على تحليل دمه وماله وعرضه.كما أن الدعوات إلى التطهير الديني والتهجير والقتل على خلفية دينية وعرقية، في بلاد العرب والمسلمين، لم تتوقف، بل هي تسير بثبات، وعلى قدم وساق، سواء في العراق أوفي مصر أو السودان أوغيرها من البلدان العربية والإسلامية.
وفي الختام لنا أن نقول : نتمنى على بعض كتابنا الذين أخذتهم الحمية والغضب في ردهم على تصريحات ذلك الحاخام المسعور وتخرصاته الجنونية ، أن يشيروا في كتباتهم ،بجدية وصدق ، إلى خطر التفكير العنصري والأصولي على مستقبل مجتمعاتنا ، لأن هذا التفكير الذي يعيش بيننا ويلقى رواجا ومريدين ومنفذين، هو الأخطر علينا، وهو الوحيد القادر على تفتيت مجتمعاتنا وإفنائها من داخلها، وهو الطريق الأمثل الذي يمهد من قبل بعضنا، لكي يسير عليه عفوديا وأمثاله بيسر وسهولة نحو تحقيق تلك الأمنية بالتخلص منا جميعا.

صحافية فلسطينية مقيمة في النمسا



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟
- الاحتفال بفيينا بترجمة أول عمل ابداعي للأطفال بالألمانية للش ...
- آفات الثقافة الفلسطينية
- هل كان رأي أدونيس في درويش منصفا؟
- بوح إمام القاتلين -قاين- قصة قصيرة
- القدس والمقدس والغرائز الوحشية
- الأمير الأخضر ، دروس وعبر
- القذافي، بين سوء تربية الأولاد وبين إعلان الجهاد
- ما سر غزل د. أبو شمالة بفن السياسة المصرية؟
- مطر قصة قصيرة
- القرضاوي ينبغي محاكمته، ردا على بدر الدين المدوخ
- الهجوم الإسرائيلي الحمساوي على حكومة سلام فياض هل هو مصادفة؟
- لا حل للأقباط إلا بالخروج من وصاية الكنيسة
- متى يتحرر الدين من سجن السياسة
- لماذا تجاهلت الصحافة الفلسطينية ترشيح الروائي ربعي المدهني ل ...
- ظهور العذراء ليس حلا لاضطهاد الأقباط
- ظهور العذراء والعقل الخرافي المصري
- إنهم يعهرون الشريعة!!
- أين هي مقاومة حماس وحزب الله؟
- هل تحولت صدور نسائنا إلى ساحات للجهاد؟


المزيد.....




- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية عيلبوني - عفوديا يوسف، بضاعتنا وقد رد إلينا!!!