أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علي الحمداني - الجد الخامس














المزيد.....

الجد الخامس


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3109 - 2010 / 8 / 29 - 10:50
المحور: كتابات ساخرة
    


لازالت الكثير من مؤسسات الدولة العراقية تتعامل وفق مفاهيم الدولة الشمولية وبأفكارها دون أن تراعي التغيرات الكبيرة التي طرأت على العراق في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية , ولا زالت الكثير بل جل دوائر الدولة في العراق تدرج قائمة طويلة عريضة من المستمسكات التي يجب أن يوفرها المواطن بغية انجاز معاملته وفي مقدمة هذه المستمسكات (( هوية الأحوال المدنية , شهادة الجنسية العراقية , الوثيقة المدرسية , والبطاقة التموينية , تأييد السكن ممهورا من المجلس البلدي )) ثم يتم ردف كل هذه المستمسكات بكتب صحة الصدور التي تأخذ وقت مضاعف لانجازها خاصة وإنها غير مقبولة باليد ويجب أن تصل بالبريد ويعرف الجميع بان وسائل البريد في القرن 21 هي مختلفة عما كان سائدا في السابق حيث يمكن التأكد من صحة صدور الوثيقة بالبريد الالكتروني الذي تضعه أغلب دوائرنا على وثائقها وكتبها الرسمية للزينة وليس للتفعيل أو العمل به خاصة وأن اغلب أجهزة الحاسوب في دوائر الدولة العراقية تستخدم في غير مجالها الصحيح حيث تستخدم في بعض الأحيان لسماع الأغاني أو لحوارات ( الجات ) , ومع هذا نجد المستمسكات تزدادا حسب مزاجية الموظف و توجهاته وأفكاره , وقد برزت في السنوات الأربع الأخيرة ظاهرة جديدة تمارسها دوائر الدولة ضد منتسبيها وتتمثل في مطالبتهم شهريا إن لم يكن أسبوعيا بنسخ مصورة ملونة من هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية والبطاقة التموينية ويكتشف هذا الموظف حين يحال على التقاعد بأن لا أضباره له في دائرته التي قضى فيها 30 سنة أو أكثر فأين ذهبت كل المستمسكات التي تطلبها الدوائر من موظفيها ؟؟ وأكثر من يعاني من هذا شريحة المعلمين الذين لا يمر شهر من أشهر السنة ما لم تطالبهم مديريات التربية بهذه المستمسكات وقد علل أحد مدراء المدارس الذي طلب من معلميه أن يستنسخ كل منهم (12) نسخة من كل وثيقة يمتلكونها ووضعها في خزانة في إدارة المدرسة ليتسنى له إجابة مرجعياته الإدارية التي تؤكد أوامرها على سرعة الإجابة وإلا تعرض المدير للعقوبة والغريب في الأمر بأن اغلب الكتب والمخابطات خالية من عبارات الود والاحترام كأن يختم الكتاب بعبارة مع التقدير أو يبدأ بعبارة نهديكم تحياتنا !! وهذا هو الاسلوب الذي كان سائدا في عراق ما قبل نيسان 2003 , المدير علل الطلبات المتكرره للمستمسكات عن انه ناجم من تغيير مدراء الأقسام بآخرين والذي يأتي يبدأ من الصفر ولا يعترف بانجازات الذي سبقه حتى وان كانت على قرص مدمج لأن الجديد ربما لا يعترف بالأقراص المدمجة والتكنولوجيا وهمه الوحيد تكديس المستمسكات أمام قسمه أو شعبته حتى يقال بأن فلان يشتغل !! وآخر الابتكارات الإدارية هو طلب أسم الجد الخامس , وهذا الطلب ينم عن عدم فهم النمط الإداري في العراق حيث لا توجد أية مستمسكات او وثائق رسمية تثبت أسم الجد الخامس ويبقى الاعتماد على الذاكرة ليس إلا . فهوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية لا تحتوي إلا على الاسم الثلاثي واللقب واللقب استبدل في الكثير منها بعلامات (× ) أو ( ×× )حسب مزاجات منظمي الهويات أيضا , ما نريد أن نقوله حين تطلب دوائر الدولة اسم الجد الخامس فإنها بهذا ترتكب خطأ عبر محاولتها إعادتنا إلى زمن ما قبل الاحتلال العثماني للعراق وسقوط الدولة العباسية حينما كان الفرد يحفظ حتى جده السابع عشر كما يقال , اليوم المواطن في أية دولة متقدمة كانت أم من دول العالم الثالث هو عبارة عن رقم يضرب بالحاسبة الالكترونية , هذا المواطن العادي الغير مرتبط بدائرة ومؤسسة أما الموظف فيجب أن يكون ورقة مفتوحة أمام دائرته منذ يومه الأول في الوظيفة ولا أنكر بأن كل موظفي العراق قدموا كافة هذه المستمسكات عند تعيينهم ويفترض إنها محفوظة في أضابيرهم الخاصة , وفي كل دائرة حكومة شعبة كبيرة لهذه الأضابير يديرها مجموعة من الموظفين بدرجات وظيفية متفاوتة ولكن نجد وخاصة في مديريات التربية تجاهل كبير لهذه الأضابير وبالنتيجة يظل المعلم والمدرس حاملا وثائقه المستنسخة في جيبه ويقدمها شهريا لدائرته كلما تغير مدير القسم وجاء غيره ,هنا نطرح سؤال لا ننتظر الإجابة عليه من أحد ما جدوى طلب الجد الخامس ؟؟ وما علاقة الجد الخامس بالأقسام الجديدة القديمة التي استحدثت في كل دوائر الدولة حيث تم تبديل قسم الذاتية باسم ( الموارد البشرية )فهل تنمية الموارد البشرية متوقفة على معرفة الجد الخامس أم انه مجرد أن يقال بأن ( فلان يشتغل ) .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب وسيلة أم غاية ؟
- القرصنة من سواحل الصومال الى خور عبدالله
- المجتمع المدني العراقي
- ملامح الثورة الجديدة
- كيف نقرأ الثاني من آب ؟
- الأجندة العراقية والأجندات الخارجية
- صناعة المجتمع المتسامح
- كيف نكافح الارهاب؟
- العراق ومحيطه الاقليمي
- الجمهورية الأولى
- 91+89 = اغلبية سياسية
- تحديات السيادة العراقية
- المنهج المدرسي وهوية المجتمع
- أمن الدولة وأمن المواطن
- تغيير المناهج أم تطويرها؟
- الشراكة في التنمية
- هواجس عراقية في صيف ساخن
- ارادة الحياة اكبر من الموت
- الإعلام وصياغة المفاهيم الجديدة
- تحديات كبيرة امام البرلمان القادم


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علي الحمداني - الجد الخامس