فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 15:34
المحور:
حقوق الانسان
في سابقة خطيرة واستمرارا لمسلسل العنجهية الإسرائيلية والطغيان الصهيوني على العالم وسياسة قضم القرى والمدن الفلسطينية وإيذانا ببدأ مرحلة جديدة من الاستعمار العبري لمناطق خارج حدود الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة بعد عام 1967 .
وفي خطوة جريئة طالب أيهود باراك وزير الحربية الإسرائيلي بضم قرية عراقية إلى دولة إسرائيل على إن تكون تابعة إلى بلدية تل أبيب وان يشرف أمين العاصمة الإسرائيلية على الخدمات المقدمة إلى هذه القرية .
ونقلت مصادر قريبة من دائرة القرار الصهيوني عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن بعض الجنود الأمريكان المتواجدين في العراق عثروا على هيكل عظمي يعود إلى احد الحاخامات اليهود كان قد دفن في معبد يهودي قديم جدا لم يبق منه إلا الأطلال يقع في قرية السعادة التي تقع إلى الشرق من العاصمة بغداد بمسافة 15 كم عن الطريق العام الواصل بين بغداد وبعقوبة وان الصدف شاءت ان يصبح هذا المكان لقاعدة امريكية .
المتحدث الإسرائيلي أضاف في تبريره لطلب ضم هذه القرية كونها ستصبح مزارا لليهود ولا يصح ان تعاني من انعدام الخدمات حيث إن طرقها الترابية لا تقاوم معها اشد الأحذية سوادا وحلكة وان الأشجار كانت تموت نتيجة العطش والمواطنون لا يجدون سوى السيارات الحوضية ليشتروا منها ما يسمونه الماء ويظنون بأن ليس هناك من فرج قريب .
أهالي قرية السعادة رحبوا بالقرار الإسرائيلي واعتبروه دليلا على صلة القرابة التي تربط اليهود بالعرب وتأكيدا لمبدأ العولمة وإمكانية القفز على التاريخ .
يأتي ذلك وسط إهمال واضح من الجهات المسؤولة لكل المناطق السكنية المكتظة بالسكان التي تعاني من حرمان وانعدام الخدمات الصحية والماء والكهرباء والطرق .. ويرون إن إسرائيل تعتني بمواطنيها بما فيهم يهود الفلاشا ويهود السودان بينما يهمل العراق أبناءه ويرميهم في سلة المهملات وهو ما يدفعهم إلى اليأس من المستقبل الغامض الذي ينتظر بلدهم ومستقبلهم .
يذكر إن العراق ومنذ الاجتياح الامريكي عام 2003 يعاني من الفساد بنسبة تكاد إن تكون 90 % مما اثر في تردي الخدمات إلى درجة الانعدام في جميع المجالات ، وقد كان قبل هذا التاريخ يعاني من سياسات النظام السابق وحروبه المدمرة وتسلط الحزب و القبيلة على خيراته مما جعل العراق بلدا منهارا وفاشلا ولا أمل للمستقبل المشرق فيه .
لذا فان المواطنون في حي السعادة والتي أسموها منذن زمن بعيد قرية ( التعاسة ) يرحبون بالإطماع الإسرائيلية لعلها تحل لهم مشاكلهم التي كانت عصية على كل الحكومات المتعاقبة في العصر الدكتاتوري وما يسمونه اليوم العصر الديمقراطي .
[email protected]
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟