أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - خطأ التقديرات: هل يدفن مسجد قرطبة أحزان 11 سبتمبر؟















المزيد.....

خطأ التقديرات: هل يدفن مسجد قرطبة أحزان 11 سبتمبر؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 12:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يخفى على أحد أن من قام بمذبحة الحادي عشر من أيلول 2001، هم في غالبيتهم مسلمون من التابعية السعودية، وأعلنت، فيما بعد، جماعة القاعدة التي يتزعمها السعودي أسامة بن لادن مسؤوليتها عن صدم برجي التجارة العالمية بطائرات مدنية مختطفة، الحادث الذي راح ضحيته قرابة الثلاثة آلاف ضحية، وانهيار البرجين الرمزي الذي كان إيذاناً بانهيار حقيقي للتجارة العالمية عقب الأزمة الاقتصادية العالمية التي اجتاحت العالم في العام 2008، والتي لم تكن في حقيقة الأمر سوى إحدى التداعيات لسبتمبر 2001، نتيجة الحملة العسكرية الأمريكية الواسعة ضد كل من أفغانستان والعراق، والإنفاق العسكري الهائل الذي استهلك كل مدخرات الاحتياط الفيدرالي الأمريكي، والعجز عن تمويل أو تعديل الميزان التجاري والأنفاق على الكماليات، ما أفضى للانهيار الآخر الموازي لأسواق التأمين والعقارات.

ولم تكن جروح وويلات الحادي عشر من سبتمبر قد اندملت بعد، حتى أعلنت جماعات ضغط إسلامية، مستغلة مواد في القانون الأمريكي، ومدعومة بعائدات نفطية لم توظف يوماً في مجالات إنسانية وحيوية كالإسكان، والتعليم والصحة في العالم الإسلامي الذي يعاني الجهل والأمية والفقر والأمراض، عن رغبتها ببناء مركز إسلامي ومسجد اختير لها اسم قرطبة، وهو اسم لمدينة إسبانية غير عربية ولا مسلمة اليوم وكانت مستعمرة بدوية سابقة في رمزية تدل على النوايا التوسعية غير القانونية للجماعات الدينية في إعادة احتلال دول ومدن مستقلة ذات سيادة، وإخضاعها لسلطات احتلال ديني وإقامة أنظمة ثيوقراطية دينية استبدادية على أرضها، وهذا بحد ذاته يشكل انتهاكاً خطيراً لسيادة الدول واستقلالها.

وفي الحقيقة يبدو أن الإرهاب الناجم عن الشحن الدعوي لم يتوقف عند كارثة الحادي عشر من سبتمبر التي التزمت رموز دينية كبرى في المنطقة الصمت حيالها ولم تدنها، لا تصريحاً ولا تلميحاً، فقد أقدم الرائد الطبيب نضال مالك حسن، على قتل ثلاثة عشر جندياً من زملائه على خلفية شحن ديني في شتاء العام الماضي، ومحاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق تفجير طائرة أمريكية عشية عيد الميلاد، تبين لاحقاً أن الشخصين هما من أتباع الشيخ اليمني - الأمريكي أنور العوالقي المرشد الروحي لطالبان اليمن وقاعدتهم الجزراوية.

إن هذا الإلحاح والإصرار العجيب من قبل هذه الجماعات المطعمة بالمال النفطي الذي لم يجر سوى المهالك الأهوال، ومن يقف خلفها ويدعمها لإقامة مركز ديني على مقربة من مكان البرجين ، وفي هذا الوقت بالذات، وتزامناً مع الذكرى التاسعة لمبحة أيلول الأسود الأمريكية، ما هو في حقيقة الأمر سوى خطأ كبير وعام وسوء بيـّن في التقدير والحسابات من قبل القائمين على هذا المشروع الجدلي فالمسلمون اليوم بحاجة لبناء جسور الثقة والتفاهم مع الغرب قبل وضع أي حجر فوق حجر، أو تشييد أي بناء آخر. وهناك قوى يمينية متطرفة، في عموم الغرب، تتربص بكل ما هو أجنبي وغريب وتعزو إليه سبب الفقر والأزمة الاقتصادية التي يعيشها الغرب، وقد كان لنجاح هذه القوى في البرلمان الأوروبي وسيطرتها على مقاعده واندحار اليسار وما يسمى بالقوى الاشتراكية أكبر دليل على ذلك. وما منظمات من مثل "«التحالف من أجل تكريم الموقع صفر"، و "جيران نيويورك للقيم الأميركية"، التي نظمت تظاهرة في الـ"غراوند زيرو"، احتجاجاً على بناء المركز والمسجد، إلا واحدة من منظمات متطرفة، تشكل جبل الجليد الظاهر من منظمات وهيئات وجماعات تتوالد وتتناسل كالفطر احتجاجاً على "استعراضات" الجماعات الاستفزازية "إياها" في عموم الغرب. ولن نستعرض الخطاب والجدل والنقاش والاعتراض العلني والرسمي الحكومي الذي خرج للملأ حيال هذا التمدد الصحوي الذي سيجر في نهاية الأمر إلى صدام مجتمعي وأهلي، إذ سارع النائب الجمهوري عن نيويورك، بيتر كينغ إلى إعلان رفضه لموقف أوباما المؤيد لبناء المسجد، ولم تأت الانتقادات لأوباما من الحزب الجمهوري فحسب، بل صدر عن المرشح الديمقراطي لمنصب حاكم فلوريدا، جيف غريف، موقف جاء فيه: «لقد أخطأ الرئيس أوباما في موقفه، وأنا أعارض بشدة ما أدلى به لجهة دعم بناء المسجد قرب موقع الهجمات التي تفاخر إرهابيون مسلمون واحتفلوا بتنفيذها وقتل ثلاثة آلاف أميركي».(الشرق الأوسط 19/8/2009).

فمن يعتقد أن الناس بلا ذاكرة هو واهم ومخطئ، ومن يعتقد بعدم وجود متطرفين أيضاً على الجانب الآخر هو واهم أيضاً، ومن يعتقد أن هذه القسرية والتحدي لمشاعر الناس، وما يرافقه من استفزاز وتحد لمشاعر الضحايا الذي قضوا، ولذكراهم التي ستحل بعد عدة أيام، ولذوي أولئك الضحايا الذين ما زالت صور أحبتهم حية في نخيلاتهم، سيمر هكذا مرور الكرام فعليه أن يعيد حساباته، لأننا نعتقد جازمين أن زمن التسامح الغربي مع هؤلاء قد انقضى، وإحدى الكنائس كانت قد أعلنت يوم الحادي عشر من سبتمبر يوماً عالمياً لحرق القرآن، ناهيك عن المضايقات التي باتت تتعرض لها المنقبات والمححبات في أمريكا، ما حدا بالشيخ الوهابي عايض القرني لإصدار فتوى بخلع الحجاب والنقاب تجنباً لذلك، وقال القرني: "إن في الدين الإسلامي يسر في التعامل مع مستجدات الأمور ويجوز للمرأة المنتقبة الكشف عن وجهها، إذا كانت في رحلة سياحية إلى إحدى البلدان التي تحظر ارتداء النقاب"، مشيرًا إلى القرار الأخير الذي اتخذته السلطات الفرنسية بشأن حظر ارتداء النقاب، وأضاف: "لا يجب علينا أن نجابه الناس في بلادهم أو في غير بلادهم، أو أن نحمل أنفسنا على المشقَّة". وأضاف بحسب صحيفة الشروق المصرية 26 يوليو/تموز 2010: " وأكّد الداعية السعودي أن الإصرار على تغطية المرأة لكامل وجهها في البلدان التي تحظر ارتداء النقاب، قد تكون له آثار سلبية تنعكس عليها وعلى زوجها.

إضافة للقوانين المتشددة التي باتت تطارد المسلمين في القارة العجوز من إصدار قوانين تحظر النقاب والحجاب. وتسجل حادثة محاولة ذبح سائق تاكسي مسلم من بنغلادش من قبل راكب أمريكي دلالة بالغة على حجم الاحتقان الموجود في الشارع والمشاعر الحقيقية حيال المسلمين جراء هذا الاستعراض الفارغ للجماعات الديني الذي سيضر أيما ضرر بمصالح وبقاء المسلمين في الغرب عموماً. فلتسامح الغرب مع الاستفزاز الغربي حدود، ولن يكون من دون نهاية وهناك ما زال هناك من بين رموز هذه الجماعات ما زال يعيش الحلم الإمبراطوري الديني القديم في إقامة الدول الثيوقراطية الكهنوتية المستبدة في الألفية الثالثة. وتعقيباً على الحادثة، وبحسب موقع إبلاف الإليكتروني ليوم الخميس 26/8/2010 فقد : استنكر "تكتل مدينة نيويورك لوقف الخوف من الإسلام" الاعتداء واصفا إياه بأنه "مثير للقلق الشديد في ظلّ أجواء الخوف من الإسلام التي يولدها رافضو مشروع المركز الإسلامي الثقافي". كما حذر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية من الخطاب المشحون في المدينة، والناجم عن الجدل حول خطة بناء مسجد ومركز ثقافي قرب موقع اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، معتبرًا أنَّه يخلق أجواء خطرة. وفي سياق آخر، وحول نفس الموضوع: "أعرب أحمد شريف( السائق البنغالي- الكاتب) في تصريحات نشرها اتحاد سائقي سيارات الأجرة عن حزنه الشديد. وقال شريف "أنا حزين جدًا... أعيش هنا منذ أكثر من 25 عاما وأعمل سائق سيارة أجرة منذ أكثر من 15 عاما وأولادي الأربعة ولدوا هنا. لم اشعر قط باليأس وانعدام الأمان كالذي اشعر به اليوم". ولفت شريف إلى أنَّ "الجو العام خطر جدا الآن، وعلى السائقين جميعا توخي الحذر". (نفس المصدر السابق).

قد يكون بناء المركز الإسلامي بداية لسلسلة من أعمال الانتقام المتبادل بين المتطرفين على الجانبين، ولن يسهم إلا في زيادة وتكثيف حالة الاحتقان الموجودة أصلاً، وتوتير الأوضاع المتوترة التي تسبب بها المهوسون دينياً، والذين قد لا يقل القائمون على بناء المركز وفي هذه الأجواء الاحتقانية والمشحونة ضد المستقلين، تطرفاً، وجهلاً، وهوساً عن أولئك الذين صدموا البرجين، فهدف الفريقين في النهاية "الصادم والباني"، واحد وهو بناء الإمبراطورية الثيوقراطية الدينية المستبدة على أراضي الغير، وإن اختلفت طرق ووسائل وأدوات الفريقين، وما بناء المساجد والمد الدعوي الصحوي، وبهذا الشكل الاستفزازي، إلا إحدى أدوات وآليات الانتقال المأمولة نحو الدولة الدينية لا نعتقد معه أن قوى التطرف والتأجيج على الطرف الآخر، صاحبة الأرض ستقف مكتوفة الأيدي حياله، وقد تكبر كرة الثلج التي تتدحرج اليوم ببطء وخجل لتأخذ في طريقها أكثر من مجرد بناء مركز إسلامي، ما زال القائمون عليه يصرون على تسميته بمركز قرطبة، في دلالة بالغة الأهمية والرمزية على النوايا التوسعية والإمبراطورية الثيوقراطية الحقيقة التي تقف وراء بناء هذا المركز وغيره من مراكز المد الدعوي الصحوي، وليس البتة من ابتغاء لوجه الله. لا والله وبالله وتالله.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة نظرية المؤامرة على العرب
- عبودية الرومان وعبودية العربان2
- عبودية الرومان وعبودية العربان
- هل يشهر ميشيل كيلو إسلامه؟
- في سجال الدراما التلفزيوينة
- هو ليس بإله يا صديقتي
- الهلال والنجمة كرموز وثنية؟
- أوقفوا عرض مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي
- اللهم إني فاطر
- لماذا يصومون؟
- غوانتانامو العقل
- أين مسلسلات الخيال العلمي العربية؟
- اللغة العربية في برنامج الاتجاه المعاكس: إشكالية اللغة والحض ...
- حديث أبي هريرة وهرّته: هل الأنظمة العربية في النار؟
- المخابرات السورية هي الحل
- لماذا لا يتقن العربي والمسلم لغته؟ 2
- لماذا يعجز العربي والمسلم عن إتقان لغته؟ 1
- مازوشية النقاب: كيف ستتزوج المنقبة؟
- السيد وزير التربية السورية المحترم
- خطر الجهاد على الأمن واالسلم الدوليين


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - خطأ التقديرات: هل يدفن مسجد قرطبة أحزان 11 سبتمبر؟