|
ما علاقة مام جلال بقانعي فرد
تيلي امين علي
كاتب ومحام
(Tely Ameen Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 16:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لكل شعب على وجه الارض بعض المعتقدات الشعبية التي تدخل خانة التراث ، ان لم نقل المقدس فالنبيل ، من العسير جدا لاي كان ان يعبث بهذه المعتقدات او يشكك فيها دون ان يتعرض لسخط شعبي وادانة المجتمع ، وحتى ان حاول باحث ما ، وببحث علمي صرف ، اثبات عكس المفاهيم التي ترسخت في ذهنية شعب ما واصبحت جزءا من شعوره وتكوينه وبنيته ، فانه لا يلقي النجاح ولا الدعم الشعبي ولا التعاطف بل ينقلب السحر على الساحر . مثل بقية شعوب الارض ، تملك الامة الكردية معتقداتها القومية الخاصة ، ولها تراثها الرصين ومفاهيمها ونظرتها الى ماضيها وتاريخها ، وهي حريصة على مثل هذا التراث والتاريخ ولا تتحمل الاساءة اليهما ، لانها تعتبر الاساءة هذه طعنا في شخصيتها الاعتبارية واسقاطا لها . من المبادئ التي ترسخت في وجدان الشعب الكردي ، مبدأ تبجيل واحترام وتقديس قادته التاريخيين الذين ضحوا بحياتهم من اجل اسعاد الكرد ودفع الظلم عنه واحقاق حقه في الحياة الحرة الكريمة ، ومن هؤلاء القادة ، كاوة الحداد ، والامير خانى لب زيرين ، والامير المؤرخ شرفخان البدليسي ،والامير بدرخان باشا الكبير ، والامير محمد باشا الرواندوزي ، والامير عبدالرحمن باشا بابان ، والشيخ عبيدالله النهري ، والشيخ سعيد بيران ، والشيخ محمود الحفيد ، والشيخ عبد السلام البارزاني ، وسمكو شكاك ، وقاضي محمد ومصطفى البارزاني والقائمة تطول ، لكننا نتوقف عند الاسمين الاخيرين ، فقاضي محمد كان اول رئيس جمهورية كردستانية ، ابى الا ان يبقى مع شعبه لينال مصيره فاعدمه الشاه محمد رضا بهلوي عام 1947 ، ومصطفى البارزاني شاركه في قيادة الجمهورية وتصدى بقواته القليلة لجيوش الشاه ودخل معها في معارك اذهلت خبراء الحرب والمؤرخين ، ومن ثم قاد بنجاح اكبر ثورة كردستانية في العصر الحديث وحقق هدفه في الاقرار الشرعي بحق الشعب الكردي في العراق قانونيا ودستوريا ، واصبح رمزا للكرد في نضالهم وعدم مساومتهم على حقوقهم ، وهو بذلك ينال الاحترام والتبجيل من عموم شعب كردستان وفي كل الدول التي يتواجد عليه هذا الشعب . ان اية محاولة للاساءة العمدية الى الشهيدين القائدين ، قاضي محمد ومصطفى البارزاني ، لا تكون عقيمة وحسب ، انما لا تحصد الا النقمة الشعبية والاشمئزاز . وهذا ما جوبه به ( قانعي فرد ) الذي خرج من المجهول بتهور وعدم روية ، وهو يرغب ان يملآ الدنيا ضجيجا باساءته لرموز كردية ترسخت محبتها في العقل الكردي والعاطفة الكردية . في هذا المقال ، لا اتحدث عن ( قانعي فرد ) من يكون او لا يكون ، او عن اهدافه وغاياته واسباب اختياره الصيد في الماء العكر . ما يؤرقني ويدفعني الى كتابة هذا المقال ، حالة التأزم التي بدت ملامحها في العلاقات الكردية – الكردية ، وامكانية تسببها في ايقاع الضرر بحاضر ومستقبل حكومة كردستان والاهداف والطموحات الكردية ، وحقوق الشعب الكردي التي لم تستقر بعد او لم تتحقق حتى الان اصلا . ولست اريد التحدث عن هذه الحالة الا للمساهمة قدر الامكان في حصرها ومن ثم التفاهم حولها من قبل قيادات الحزبين الحاكمين ( الديمقراطي الكردستاني والوطني الكردستاني ) . ما يؤرق الحريصين على علاقات الحزبين وحكومة كردستان ، هو علاقة مام جلال بالموضوع ، ماهيتها وكيفيتها والاسس التي قامت عليها ، واعني هل ان مام جلال اقام علاقة عرضية ومصادفة مع هذا الكاتب المغمور ، كما اعلنها السيد مام جلال نفسه ؟ ام ان هناك خبايا وامور غامضة في صلة مام جلال مع الكاتب ، وكما يحاول البعض اظهارها ويسوقون ادلتهم عليها ؟ هل صحيح ان مام جلال كسب الرهان ضد البارتي ، كما يقول البعض ؟ هل ان مذكرات مام جلال رد على كتاب السيد مسعود البارزاني ، وبقلم مجهول نسبيا ، وكما قد يتصور البعض ؟ هل ان قانعي فرد وبمؤثرات ودعم قوى اقليمية ، نجح في دق الاسفين بين القيادات الكردستانية ؟ عندما نشرت مجلة ( لفين ) مقابلة مراسلها مع ( قانعي فرد ) واتهاماته الساذجة للقيادات الكردية ، وتبين ان هذا الشخص كان قد استقبل من مام جلال وان ممثل الاتحاد الوطني في طهران ( ماموستا ناظم ) هو الذي بعثه الى السليمانية قبل عدة اعوام ، سارع مام جلال في مؤتمر صحفي خاص ، وبعد لقائه السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم ،الى استنكار ادعاءات الكاتب وشددّ كثيرا على وجوب احترام الرموز الكردية المقدسة وفي مقدمتهم القائد الخالد ( مصطفى البارزاني ) والذي قال عنه مام جلال في مناسبة سابقة انه يشعر بالندم لفراقه عنه ، وتنفسنا الصعداء لاكتشافنا الحقيقة . وقلنا ان قانعي فرد هو الوحيد الذي يتحمل الوزر، لكن ظهرت كتابات ، يجب معها على المرء ان يتمعن في الامر ويتحقق من هذه الحقيقة ، فالكاتب ( قانعي فرد ) لم يكن باحثا او صحفيا او اكاديميا جاء بصورة عرضية و طالب بمقابلة مام جلال ، انما وكما يقول الكاتب الكردي ( علي كريمي ) في جريدة ( هاولاتي ) بعددها الصادر يوم 18- 8 - 2010 ، ان هذا الشخص ( وهو من كردستان ايران ) ، اعني قانعي فرد كان يتواجد في السليمانية منذ اعوام 2004 – 2005 ، وكان يقيم وياكل ويشرب في مظائف وفنادق سكرتارية مام جلال ، وانه سمع من قيادات الاتحاد الوطني انه يحمل توصية من ممثل الاتحاد الوطني في طهران ويلقى دعما من الدكتور كمال فؤاد عضو المكتب السياسي للاتحاد ، وهو مصرح في الالتقاء بمام جلال في الوقت الذي يشاء ، وانه بصدد كتابة مذكرات مام جلال التي اصدرها فيما بعد ، في طبعة فارسية انيقة وضخمة في طهران ، وباكثر من الف صفحة ، خصصت حصة الاسد منها للاساءة الى القيادات التاريخية الكردية . ويبين الكاتب ( علي كريمي ) وهو ايضا من كردستان ايران ، انه اوضح لقيادات الاتحاد الوطني ، ان قانعي فرد هذا غير مرغوب في كردستان ايران وانه محل شك وريبة من قبل القوى السياسية هناك ، الا ان بعض قيادات الاتحاد دافعت عنه واظهرت انه على علاقة وطيدة مع مام جلال . واظهر الكاتب استغرابه من تكليف مثل هذا الكاتب الهاوي والذي يفتقر الى الخبرة والتجربة بكتابة مذكرات الطالباني مع هذا الكم الهائل من الكتاب والمؤرخين والادباء في كردستان العراق . ويتعجب من كيفية حصوله على هذه الاموال التي يصرفها في سفراته المكوكية الى الكثير من دول العالم . ويجري التساؤل ايضا عن سر رغبة مام جلال في اصدار مذكراته بالاصل الفارسي ، الم يكن الاجدر ان تظهر اصلها باللغة الكردية او العربية ؟ ثم ظهرت كتابة ، للكاتب ( عارف كريم ) في جريدة ( هاولاتي ) بعددها الصادر في 23- 8- 2010 ، بعنوان ( من هو قانعي فرد ومن يقف وراءه ) بين فيها ان ( قانعي فرد ) ، محتال ليس الا ، يتحدث بلا مسؤولية ومن غير ضمير ،وانه حسب رأي العارفين بامره اصغر كثيرا من المساءل التي يدعي انه بصدد دراستها ، وانه يلعب على الحبال ولا يتقن اللعبة ، على ان اخطر ما قاله الكاتب ( عارف كريم ) هو (( سمعت انه قد كلف بكتابة مذكرات مام جلال ، وصرفت له اموال خيالية ، تصل حدود نصف مليون دولار امريكي ، فان صح ذلك سيواجه مام جلال انتقادات شعبية واسعة لان هناك مجالات انفع لصرف مثل هذه المبالغ مثل المدارس والمستشفيات ومشاريع الماء والكهرباء )) . واعلن كاتب اخر مقرب من الديمقراطي الكردستاني ، ان قانعي فرد زار 17 دولة بمعية مام جلال . وكتابات اخرى عديدة توقع الشك في النفس حول ما اوضحه السيد مام جلال في مؤتمره الصحفي حول علاقته العرضية بقانعي فرد . ويظهر ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، على اقل تقدير ، غير مرتاح من هذه العلاقة التي استمرت لاعوام ، جاء بعدها قانعي فرد ليحاول هدم التاريخ الكردي بمعول من قطن والاساءة الى القناعات الشعبية الكردية والتضحيات الجسام لقادته الخالدين ونضالهم العتيد في سبيل الكرامة والحرية . وقد عبر عن هذا العدم الارتياح السيد نيجرفان البارزاني ، الذي لا يخشى من كشف الحقائق كما هي ، بقوله في مقابلته مع جريدة ( آوينه ) في عددها الصادر يوم 25 آب 2010 ( ان الحزب الديمقراطي الكردستاني منزعج من توقيع مام جلال على كتاب قانعي فرد ، هذه الكتاب الذي يتحدث باختصار عن حياة مام جلال ، فيما يتضمن وتحت ستار حياة مام جلال ونضاله الكثير من الاساءة الى قادة الكرد التاريخيين ، مصطفى البارزاني وقاضي محمد ، ولو كان الاخوة في الاتحاد الوطني قد افهموا مام جلال بمواضيع الكتاب ما كان يضمنه توقيعه ) وقد ردت سكرتارية مام جلال بقولها ( ان التوقيع مزور ) . ولكن الكتاب صدر منذ زمن وتتوافر نسخ منه في السليمانية ولم يتحدث قبل الان احد عن تزوير التوقيع ، وانا ايضا اتسائل ، لماذا يطلب قانعي فرد توقيع مام جلال على كتابه الا ان يكون راغبا في ايقاعه ، او الايقاع بينه وبين البارتي . ان حالة التازم التي نتحدث عنها والتي تضر بالمصالح الكردستانية ، لا تخفى على من يحرص عليها ، فما كاد السيد نيجرفان البارزاني ، يعلن عن توجه للقاء بين السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان مع السيد نوشيروان مصطفى رئيس حركة التغيير الكردستانية ، حتى اعلنت بعض المصادر ان السيد الطالباني قد اجتمع مع السيد نوشيروان واتفقا على تطبيع الاوضاع بينهما . ولا نرى ان هذا الاجتماع بين مام جلال ونوشيروان يؤزم الوضع او لا يخدم المصلحة الكردية العامة ، لكن الزمن يوحي بحالة التأزم العامة في علاقات البارتي والاتحاد . حتى الان لا يستطيع المراقب ان يقيّم العلاقة بين الاتحاد الوطني وسكرتيره مام جلال مع قانعي فرد ، الا اننا نأمل ان لا يكون كاتب ، تحت التجربة ، قد استطاع جرجناح في حركة كردية واسعة وقائد كردستاني امتاز بحنكة سياسية الى موقف لا يخدم الكرد ويسئ الى رموزهم وقادتهم ويهز مشاعرهم في كردستان بطولها وعرضها . لا استطيع ان اقول ان الكتابة والبحث عن نضال هؤلاء القادة وحتى الاشارة الى اخطائهم ، خطوط حمراء ، لكن البحث عنهم وتناول سيرتهم وبنيّة سيئة ومسبقة ، او لدوافع شخصية ، او امتثالا لدوائر تتربص بالكرد للنيل منه ، امر مخجل لا يشرف اي باحث او كاتب . وفي النهاية نقول ، تعرض البارزاني وخلال مسيرته النضالية الطويلة والصلبة الى كثير من هذه الشعوذات والحملات الظالمة ، واذ تعود اليوم هذه القوانة المتهرئة ، والتي سمعناها كثيرا ، لن تؤثر في قناعة الكرد ومحبتهم للقائد الخالد مصطفى البارزاني وقادته الاخرين .
#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)
Tely_Ameen_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثائق البريطانية - الحلقة ال
...
-
حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثلئق البريطانية - الحلقة ال
...
-
حركة الشيخ عبيد الله النهري في الوثاءق البريطانية _ الحلقة ا
...
-
حركة الشيخ عبيد الله النهري في الوثائق البريطانية
-
مع اي من خصومه يتحالف الكردستاني
-
عندما تتجاهلون الدستور تضيع الحكومة
-
لماذا لاتختارون كمال مظهر رئيسا للجمهورية
-
رئاسة الطالباني ليست الهم كله
-
التعامل مع اسرائيل يلحق الضرر بالكرد عموما
-
اسرائيل دولة فوق القانون حقا
-
حافظ القاضي يلتحق بركب الخالدين
-
الوطن جريح دعه يتعافى يا رجل
-
عسى ان تأتي مفوضية حقوق الانسان مستقلة
المزيد.....
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|