أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجيب الخنيزي - العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (2)















المزيد.....

العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (2)


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 11:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (2)
أدت الثورات والانتفاضات التي عمت القارة الأوروبية والقارة الأمريكية إلى تبلور وتشكل الدولة القومية ( الدولة / الأمة ) الحديثة، كما ساهمت في تحسين أوضاع الشعوب والكادحين المعاشية وظروف عملهم بصورة نسبية، مما مهد الطريق لبروز الوعي الاجتماعي والنقابي والأحزاب والتيارات الاشتراكية المختلفة، التي عملت من اجل سن تشريعات اجتماعية وسياسية وحقوقية أكثر عدلا، وقد أتاحت الأرباح الخيالية التي جناها الغرب من المستعمرات أن يقدم تنازلات هامة للطبقة العاملة، الأمر الذي حافظ على درجة معينة من التوازن الاجتماعي الداخلي . وإذ لم تعد السوق الوطنية أو القومية كافية لإيفاء الحاجات المتنامية التي لا حدود لها لجني الثروات الطائلة، بدأ التطلع إلى الخارج من اجل مزيد من الأسواق والمواد الخام، مدشنة بذلك عصر الاستعمار والامبريالية، وفي سبيل تلك الأسواق خاض الضواري من المستعمرين حربين عالميتين مدمرتين، إلى جانب الحروب الإقليمية الكبرى التي ذهبت ضحيتها عشرات الملايين من البشر، ودمرت قيما وثروات مادية وحضارية وثقافية لا تحصى. وما هو جدير بالذكر انه قد سبق ذلك بفترة تحول القاعدة الصناعية من الاعتماد على البخار لصالح الآلة الكهربائية والمحرك الذي سمح بالدخول إلى ما سمي بالثورة الصناعية الثانية. إن التوازن الداخلي الجديد في المجتمعات الغربية لم يستمر أكثر من ربع قرن وخاصة بين سنوات 1890 – 1914 فقد اندلعت الحرب الروسية – اليابانية سنة 1905 والحرب الايطالية التركية، وحروب البلقان التي أدت في النهاية إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، وعادت النزاعات والتناقضات الاجتماعية أكثر حدة وعنفا نذكر منها الثورة الروسية الأولى سنة 1905 في أعقاب هزيمة روسيا القيصرية أمام اليابان وحركة إصلاح النظام الانتخابي في روسيا ، والإضراب العام من اجل حق الاقتراع الشامل والحقوق السياسية في النمسا وبلجيكا (1913) والإضراب العام في ايطاليا ضد الحرب. اوبدأت الانفجاريات الطبقية و الاجتماعية تتوالى فكانت الثورة الروسية 1917 والثورة العمالية الألمانية 1918...الخ. وقد أدى اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية إلى إضعاف وانهيار نظام السيطرة الكولولنيالي على يد شعوب المستعمرات، وحركات التحرير الوطني فيها بينما خرجت الولايات المتحدة وحدها أكثر قوة وجبروتا اقتصاديا وماليا وعسكريا . وفي مواجهة بروز الكتلة السوفيتية والتحدي الشيوعي، الذي عاد ليخيم على أجواء أوروبا المتعبة والمنهكة والمفلسة، انبرت الولايات المتحدة لوضع خطة إنعاش عاجلة لأوروبا (مشروع مارشال) وخطة مماثلة
لليابان. وقد رافق ذلك بداية ما سمي بالثورة الصناعية الثالثة التي أساسها الاستخدام الموسع للطاقة النووية والالكترونية والكمبيوتر والآلات الأوتوماتيكية «الأتمتة». إذا إلى جانب الدور الحضاري –العقلاني-التحديثي المبهر الذي مثلته الحضارة الغربية يبرز جانبها المظلم الذي يتمظهر في أنها شيدت تقدمها وتطورها على حساب استثمار واستغلال قوة العمل في داخل بلدانها والاستيلاء على الموارد والأسواق في الخارج، فقد استولى الغرب الاستعماري على أراضي القارة الإفريقية كلها وهي الغنية بالذهب والمعادن النفيسة والأراضي البكر ومن اجل تحقيق هذه السيطرة أبيد قسم كبير من السكان الأصليين، ودمرت ثقافتهم وحضارتهم الخاصة التي لم يبق منها إلا ما يشاهده السياح من أطلال، هي شهادة اتهام ضد منطق هذه الحضارة الجائرة، ولم يكتف الغرب بذلك، إذ عمل على الاستيلاء على الموارد البشرية من القارة الإفريقية، واتخذهم عبيدا أرقاء يعملون في الأراضي البكر للعالم الجديد، وتحت ذريعة قيام الغرب بواجبه في «تمدين» عالم «البرابرة» و«المتوحشين» تم استعمار غالبية بلدان العالم الثالث في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث أخضعت بالقوة الغاشمة للسيطرة والنهب والاستغلال لثرواتها وقوة عمل أبنائها الرخيصة، ولتسويق منتجاتها ، مقوضة بذلك هويتها وثقافتها. وفي الوقت الحاضر فان مضمون تلك الحالة الاستعمارية/ الامبريالية القديمة لم يتغير بشكل جوهري، رغم التطورات الايجابية الهامة التي حصلت على صعيد النظام الدولي والعلاقات بين الدول، إذ تظل شبكة هيمنة وسيطرة الغرب ممتدة إلى كل مناطق وزوايا العالم وعلى جميع الأصعدة، فنحن نعيش حقا زمن اندماج بلدان العالم اجمع في شبكة نظام السيطرة الغربية الشاملة (العولمة) وأضحت الحكومات الغربية عمليا مجرد مديرين تنفيذيين لسياسات ومصالح 500 شركة كبرى متعددة الجنسيات (عابرة للقارات) تسيطر على العالم الغربي والعالم اجمع، كما تسعى الدول الصناعية الكبرى السبع + روسيا في العالم إلى أن تكون بمثابة حكومة عالمية ترأسها الولايات المتحدة، فالذين يقولون بان اللحاق بالحضارة الغربية يحتاج إلى «التصنيع» و«التنمية» وفقا للمسار الغربي الذي سيردم الفجوة بين الغرب القوي والمتطور والبلدان النامية، إما أنهم من ذوي النوايا الطيبة أو أن هنالك مصالح فئوية واجتماعية ضيقة تستند إليها في ذلك. ولنأخذ على سبيل المثال دول أمريكا اللاتينية، التي اختطت طريق التنمية وفقا للنموذج الغربي، ومع إنها الأقرب إلى الغرب من حيث الجذور والهوية الثقافية، نرى بعد أكثر من قرن من جهود التنمية ، تلك الدول لا تزال تعيش مزيدا من الفقر والتخلف والتبعية والتهميش، ويجري الحديث عن أسطورة النمور الآسيوية، وعن مستوى التطور والتقدم الذي أحرزته، وبدون الدخول في تفاصيل العوامل والأسباب التي أوصلت تلك البلدان إلى ما وصلت إليه علينا معاينة النتائج الكارثية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي التي وصلت إليها في عقد التسعينات، والتي لا تزال تعاني آثارها حتى الآن ولنتذكر بان البرازيل والاورجواي والأرجنتين على سبيل المثال برزت في عقد الستينات كبلدان نامية حققت مستويات عالية من التطور والنمو، ليس على صعيد أمريكا الجنوبية فقط، بل وعلى الصعيد العالمي ولننظر الآن إلى المصير الذي وصلت إليه (وخصوصا الأزمة والانهيار الشامل الذي لحق باقتصادياتها في العقد الأخير للقرن العشرين المنصرم) ناهيك عن تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الأخيرة التي لا يزال العالم يعيش تداعياتها المرعبة . يتعين أن نقف عند الفهم الخاطئ أساسا لمفهوم التنمية الذي يحصر ذلك في جداول بيانية صماء وفاقدة للحياة، فمفهوم التنمية تختلف عن مفهوم النمو ، ومتطلبات واحتياجات التنمية يختلف من بلد إلى آخر. لقد تحققت في اليابان ثم الصين والهند نجاحات مذهلة على الصعيد الاقتصادي والتكنولوجي والصناعي باعتماد سياسة ونهج التمحور الوطني على الذات (إمكانيات وموارد) ومستفيدين من الانجازات الصناعية والعلمية للغرب، دون أن تفقد مقوماتها الحضارية والثقافية الذاتية. يقول ليفي شتراوس « لنكن على ثقة بان الثورة الصناعية لو لم تظهر في أوروبا الغربية لظهرت يوما ما في رقعة أخرى من الأرض و لانتشرت تلك الثورة على الأرجح في مختلف أرجاء المعمورة، وان كل حضارة ستقدم لها إسهامها الخاص، والمؤرخون الذين سيكتبون بعد ألف عام أو أكثر سيدعون الفضل على البشرية بمنجزات قرن أو قرنين». لقد كتب الكثير في الآونة الأخيرة عن قصور واختلال الديمقراطية والعدالة لدى الغرب ولا سيما في الولايات المتحدة (وخصوصا في أعقاب أحداث 11 سبتمبر) نذكر على سبيل المثال كتاب المفكر الأمريكي نعوم شوموسكي بعنوان «إعاقة الديمقراطية» يفضح فيه ممارسات الغرب المنافية لمبادئ الديمقراطية الغربية. ويشير إلى اتساع الفجوة بين القول والفعل في صفوف ليبراليي الغرب ويضيف شومسكي « إن هذه الديمقراطية الرأسمالية التي يأخذ بها الغرب وتأخذ بها الولايات المتحدة تجعل السياسيين في صراع مع بلدان العالم الثالث في إقامة أساس لديمقراطية لها معنى لإصلاح اجتماعي يهدد امتيازات أهل الثراء والنفوذ».



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تموت النخلة في غياب غازي القصيبي؟
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ ( 1 )
- خطة التنمية التاسعة .. وتوطين العمالة السعودية
- التساؤل حول جدوى قانون التأمين ضد البطالة ؟
- ڤالا - لا تزال الزهور تبحث عن آنية - +
- التأمين ضد التعطل
- لقاء خاص مع وزير العمل البحريني
- تساؤلات حول البطالة النسائية ؟
- القطاع الخاص وتوطين العمالة
- هل سوق العمل بيئة طاردة للعمالة السعودية ؟ ( 2)
- هل سوق العمل بيئة طاردة للعمالة السعودية ؟
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ - 4 -
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ (3)
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ «2»
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ ( 1 )
- الذي يأتي ولا يأتي
- المثقف العربي .. بين سلطان السياسة وسلطة المجتمع
- التحرر من سطوة - الأبقار المقدسة -
- شهداء أسطول الحرية .. وإرهاب الدولة المارقة
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / حداثة وتنمية مبتورة( الح ...


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجيب الخنيزي - العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (2)