أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - من نسأل














المزيد.....


من نسأل


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 18:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مـــــــــــن نسـأل
جعفر المظفر
لتحديد ما إذا كانت أمريكا قد فشلت أو نجحت في العراق ينبغي وضع لائحة بمجموعة الإنجازات التي تحدد النجاح أو مجموعة الإخفاقات التي تحدد الفشل, ففي الكثير من الأحيان تنطلق الأحكام من خلال رؤى خاص محكومة بإنحيازات مسبقة مما يضغط اتجاه تلك الأحكام في إجابة واحدة محددة.
الأعمال التاريخية والإنجازات الكبرى تحتاج إلى فترة زمنية معقولة لكي يجري فحصها مثلما تحتاج إلى شهود محايدين بإمكانهم أن يقولوا الحق غير متأثرين أو منحازين.
إن الحكم على الحالة التي أسس لها الأمريكيون في العراق تحتاج إلى هذا النوع من الحكام المحايدين الذين يعون جيدا معنى وقيمة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ويصرفون النظر عن طرح الأسئلة المشاغبة التي قد يكون في مقدمتها.. كيف يمكن لإنسان أن ينال الحرية في بلد مستعبد ما زال محرروه يرفضون أن يفتحوا صندوق البند السابع لكي يلقوا بأضابيره في البحر المجاور لمبنى الأمم المتحدة,
وإذا كنا نعيش في بلد فقد حريته فهل بإمكاننا أن نحصل منه على شيء ليس في حوزته.
وسيكون صعبا على مئات الألوف من العراقيين وقد عادوا توا من دفن أبنائهم الضحايا أن يعطوا رأيا محايدا ومتفحصا ومتجردا بعيدا عن أحزانهم وانكساراتهم.
وهل ممكنا لأربعة ملايين أرملة عراقية أن تشهد بعظمة الإنجاز التاريخي وهي تعيش على مساعدات الضمان التي لا تكفيها لشراء كفايتها من الخبز لأسبوع ثم يطلب منها انتظار الخير التاريخي القادم وتفريغ أحزانها على طريق زيارة الإمام الكاظم.
ومثلهم هل يمكن لنا أن نحصل على إجابة محايدة من مليون أو يزيد من اليتامى الذين لن يعوضهم أي مكسب عما فقدوه فكيف بهم وهم يعيشون الفاقة وقد صار لغيرهم المكسب والربح.
إن رجلا من أولئك وامرأة من هؤلاء لن يكونوا مطلقا حكاما محايدين وستكون آرائهم مضغوطة بثقل المأساة وعمق الكارثة لذلك فهم سيكونوا غير مهتمين بما سينتجه هذا التحول التاريخي العملاق بعد ثلاثين أو أربعين سنة أو ربما بعد قرن أو قرنين.
وماذا عن أولئك الذين تفرقوا في الأرض ففقدوا مالهم وعملهم وعزة أنفسهم وما عاد لديهم أمل بالعودة إلى العراق حيث الأهل والأحباب وشيء اسمه الوطن.
ماذا عن عشرات الآلاف من العراقيات اللواتي امتهن الترفيه في بارات عمان ودمشق ودبي.. هل سيكون من الحق أن يسألن عن هذا التحول النبيل بعد أن فقدن النبل, وهل سيكون من الحكمة انتظار إجابة لائقة منهن بعد أن فقدن اللياقة.
وماذا عن مئات الآلاف من الأميين الجهلة الذين تركوا مدارسهم وأنهوا تعليمهم وامتهنوا الأعمال المتدنية والرخيصة,. هل يمكن أن نسألهم عن رأيهم ببناء الشرق الأوسط الجديد, وهم الذين لا يعرفون أين يقع هذا الشرق وحتى إنهم لم يسمعوا باسمه من قبل.
كل هؤلاء وغيرهم, هم طوابير منحازة ولا يجوز الاستفسار منها عن حدث بهذه العظمة وعن تحولات بهذه الرقي لأن رأيهم معروف وتصوراتهم معلومة ووصفهم لن يعطي الموصوف حقه .
وسيكون منحازا, ولكن في مركب آخر, كل من زور شهادته ليصبح بين ليلة وضحاها دكتوراه في الفقه والعلوم الإسلامية أو خبيرا بالحوزة, تاركا العقول الحقيقة تمتهن في العواصم المجاورة, أو تقتل على الأرصفة أو تكون غنيمة لعصابات الخطف.
وكل من جمع ثروته بأيد لم تميز بين الحلال والحرام في زمن أصبح التمييز فيه بين الحلال والحرام أمرا صعبا للغاية
أما عن المرتشين والفاسدين من رجالات الدولة, نوابا ووزراء ومدراء وموظفين فيجب أن تحسب شهادتهم تماما مثلما كانت تحسب شهادة ( المطيرجي ) في المحاكم العراقية.
إذن : في سعينا للحصول على إجابة موضوعية محايدة, نحتاج إلى من نسأله...
فمن نسأل.. ؟!



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلام بدون مسلمين
- الأمريكي المسلم والمسلم الأمريكي
- الأستاذ جاك وجامع قرطبة
- الديمقراطية.. وصواريخ صدام على تل أبيب
- عن الحب والكراهية في السياسة ومقالات الدكتور عبدالخالق حسين
- طائرة إسمها الكويت
- صدام .. كم, مما كان فيك ما زال فينا
- العراق.. النجاح في الفشل
- من إنحرف عن ثورة تموز.. قاسم أم عارف ؟!
- من الذي بدأ القتال بعد الثامن والخمسين.. الشيوعيون أم البعثي ...
- سقوط النظام الملكي وعيوب نظرية الْ.. ( لَوْ ) لقراءة التاريخ ...
- عيوب في قراءة التاريخ....العيب الثاني
- 14 تموز والعهد الملكي.. عيوب في قراءة التاريخ
- المالكي وعلاوي... بين لغة الأرقام ولغة الأحكام
- عبدالكريم قاسم.. ليس بالنزاهة وحدها يحكم القائد ولكن بها يبد ...
- الرابع عشر من تموز ونظرية المؤامرة
- تموز.. حيث الآخر الطيب هو الآخر الميت
- ظاهرة الأسماء المستعارة
- الديمقراطية العراقية.. وهل ممكنا أن تبيض الديكة
- الدلتا العراقية السياسية... على أبواب أن تغرق


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - من نسأل