أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال ابراهيم النصيري - لا تجلد النص/ قصص قصيرة














المزيد.....

لا تجلد النص/ قصص قصيرة


امال ابراهيم النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 13:23
المحور: الادب والفن
    


لا تجلد النص

قالت لي.. الأوراق مساحة مغفورة الذنب..فالخطايا هنا حبيسة السطور و إن كنا لا نتجرأ عليها في الواقع فلتتجرأ هي علينا على الورق! على هذه البقعة المباركة أحسست دفئ وجودك, و امتلأت رئتاي عبقا من خيال, تصاعدت أنفاسي منتشية, و كأني أعيش الحلم! أي جلاد سيسطو على نصي و يصادر براءاتي بسياط ظنه المريض؟..أي عمامة ستزندقني بعد إن تمتعض الشفاه من كلماتي؟ و كم من الأفواه ستجلجل ناصحة إياي بالعدول إلى سواء السبيل؟
أمضيت أكثر من أربعين سنة على السكة المرسومة, مطلة من نافذتي على محطات متلاحقة, و كنت من الصلاح بحيث إني ما ارتكبت الحياة يوما! ولدت لأموت مع الصالحين.. الولادة من اجل الموت..هذا هو الهدف؟! في داخلي تتصاعد سجالات قيم و مبادئ الطريق المرسومة الناسخ منها و المنسوخ.. ما غرس في و ما طرأ علي! هل هذا هو حقا ما أريد بنا؟؟
أحببت اللحن و رقصت و انتشيت و رسمت حبيبا لا وجود له و نحت جسد امرأة معذبة ضاعت ملامحها مجاملة لنا نحن الصالحين.. لم لا يكفر الجبابرة و هم ينحتون ما هو أعمق من الجسد..القوة لسانها فصيح دائما.

الملح والسكر

غطينا أفواهنا بأيدينا الصغيرة.. حاولنا جاهدات إن لا تطفر ضحكة مجنونة من بين أسناننا! نعم سيشرب! انه سيشرب الآن! .. و مع أول رشفة.. نثر شايه المملح في أرجاء المكان! لتنطلق ضحكاتنا بعد ذلك و نحن نتقافز كالأرانب في الاتجاهات الأربع.. وقف محاولا إظهار بعض الغضب.. "بنات الكلب!".. جر خرقة من المطبخ و راح يمسح الأرض ..لكنني و كأبنة كبرى هيأت له قدحا آخر من الشاي..فقال مداعبا "حبيبتي لا داعي للسكر فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين" – "صدقني أبي سأضع السكر"... فكانت من بين آخر كلماته "أنتن السكر"...
مرت الأيام و غيبته الأيادي العفنة..تشابكت أصابعنا لنحمي ما تبقى منا..لتدخل أمي بالشاي مع كثير كثير من السكر..لأننا فقدنا الإحساس بحلاوته.



كسرة من جوع

- هدى! ألم تحضري الصمون بعد؟ سنتأخر!
- لم أجد نقودا.
- ربما علينا نسيان أمر الفطور اليوم.
- هذا أفضل, يا بخت من داوم خفيف.
- هذه أربعة أمثال مع بعض يمعودة!!
و تعالت ضحكاتنا..
كلما ابتعدت عن ذلك المشهد, أحسست بشاعرية تلك الصباحات المحشورة في ليلنا الأزلي..لم يكن الجوع ليكسرنا يوما, و لكن عندما تزوجت هدى..انكسرت.. فصرت أتعثر بإطرافي لأواصل حياتي اليومية. كنا ننشد قصيدة إبراهيم طوقان طوال طريق المدرسة..
" لا تسل عن سلامته
روحه فوق راحته
أبدلته همومه
كفنا عن وسادته.....و كان هذا نشيدنا الحماسي كلما هدنا السير. اليوم اسأل عن سلامتها و روحها و همومها و احتضن وسادتها ليلا...الطفولة جسر مباشر إلى الله.. عجبا, كيف كبر أولادي و أولادها ولا يحسون إلا بالضيم و القهر لو قلت أنواع الطعام في الصينية. و ابتدعوا عبارة (لا أحب هذا الطعام) الوجه الثاني للكفر عندنا! لا يحسون بدفء الشمس..بل يشتكون لهيبها..و لا بنعمة الطريق الطويلة..و لا برحمة الله في ابتلاءاته أنهم كثيرو التكدر و قليلو القناعة.. لا تسل عن سلامته (الرضا).. فقد أدركوا عهد حقوق الإنسان!



#امال_ابراهيم_النصيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة العودة من الوطن


المزيد.....




- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...
- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...
- مصر.. الحكم على نجل فنان شهير بالحبس في واقعة قتل ومخدرات
- -فخّ الهويّات-.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء ...
- -هيئة الأدب- تدشن جناح مدينة الرياض بمعرض بوينس آيرس الدولي ...
- وزارة الثقافة الروسية: فرق موسيقية روسية ستقدم عروضا في العا ...
- وفاة الفنان المصري عبد المنعم عيسى
- فنان مصري ينفعل على الهواء على قناة لبنانية خلال محاولة عرض ...
- محسن جمال.. 4 عقود من الإبداع ساهمت في تشكيل الغناء المغربي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال ابراهيم النصيري - لا تجلد النص/ قصص قصيرة