|
أيها العراقييون حذار من - طائف - دمشق
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 13:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أكثر من اسبوع والماكينة الاعلامية الموجهة من الأوساط الرسمية السعودية والسورية من أقنية فضائية ووكالات أنباء وصحف ومحللين منشغلة في تسريب وتسويق ونشر اشاعات مبرمجة مدروسة تتناول تحديدا أزمة تشكيل الحكومة العراقية والحلول المزعومة الجاهزة وتمس في بعض الجوانب الساحات اللبنانية والفلسطينية مشيرة تصريحا أو تلميحا الى أدوار أطراف اقليمية أخرى في سيناريوهاتها المطروحة مثل تركيا وايران وذلك من خلال التئام اجتماع أو مؤتمر في العاصمة السورية دمشق على غرار مؤتمر – الطائف – بين ممثلي أطراف النزاع اللبنانية ابان الحرب الأهلية وبرعاية الرئيس الأسد يضم ممثلي الكتل البرلمانية الفائزة في الانتخابات البرلمانية العراقية بعيد التمهيد له في لقاء المصالحة باشراف الوسيط السوري بين كل من ( علاوي والصدر ) فهناك : - حديث حول برامج واستراتيجيات ومشاريع ستوضع امام طائف دمشق . - حديث عن صفقة امريكية متعددة الاضلاع تشمل تركيا ايران سوريا والسعودية وتعيد ترتيب الادوار وفرز الأوراق في الساحات اللبنانية والفلسطينية والعراقية وتطال قواعد اللعبة الجارية في اليمن والسعودية بمساهمة قطرية بعد اشتداد بأس حركة الحوثيين وتطلق العنان لفعل سوري في التاثير على مجريات تشكيل الحكومة العراقية بعد الانسحاب الامريكي وبعد فك العزلة عنه جزئيا الى درجة تشعب الحديث ليمس قضية الصراع السني – الشيعي في المنطقة واطفاء مصادر الحريق الناشب بتعاون الاطراف وصولا الى تحقيق اتفاق امريكي – غربي مع ايران وتسريع الخطى في عملية السلام الفلسطيني الاسرائيلي عبر المفاوضات المباشرة وتحجيم دور حزب الله في لبنان وانهاكه بواسطة حقائق وقرارات المحكمة الدولية وطاولة الحوار الداخلي حول السياسة الدفاعية وسحب سلاح الحزب . - حديث عن دخول موسكو على الخط لمنع تدويل القضية العراقية أو بالأحرى ابعاد الولايات المتحدة الأمريكية عن مواقع المساهمة في تقرير مصير العراق ليكون هو البديل المنتظر اقتصاديا وعسكريا وتسليحيا . - حديث متداول في دمشق يشير إلى أنّ "الملف العراقي يتأرجح اليوم بين فشلين، أميركي وإيراني"، يشدد في المقابل على أنّ "الدور الأساس في التسوية العراقية المرتقبة هو لسوريا"، ويتحدث في هذا الإطار عن "صيغة طائف مصغرة يجري العمل على تحقيقها بعد أن اتفق إياد علاوي ومقندى الصدر على مجموعة نقاط مهمة" . - حديث يتداوله قيادييون في القائمة العراقية ومنهم البعثي الصدامي السابق المدعو – فتاح الشيخ – وهو الآن همزة الوصل بين كتلة علاوي وأجهزة المخابرات السورية بأن سوريا هي اللاعب الرئيسي في الأزمة العراقية . - حديث – اشاعة عن قبول دور الوسيط السوري من جانب كل الأطراف العراقية والحقيقة تدحض هذا الزعم لأسباب موضوعية منها أن النظام السوري متهم ومدان من جانب القضاء العراقي ومعظم القوى السياسية لمساهمته المباشرة في معظم العمليات الارهابية التي تجري وتنفذ في بغداد ومناطق الموصل وسنجار وتلعفر والأنبار والبصرة منذ سقوط الدكتاتورية وحتى الآن تدريبا وتسليحا وايواء وتسللا واعلاما وموقفا سياسيا ويعتبر هذا النظام جزء أساسيا مسببا في الأزمة العراقية وليس جزء من الحل فكيف يتحول المعتدي والجلاد بين عشية وضحاها الى وسيط نزيه ؟ . لم يعد خافيا على أحد أن أنظمة الجوار وتحديدا التي ذكرت بشأن ( طائف دمشق ) كانت وعندما بدت ملامح اسقاط نظام صدام وقفت بدون استثناء الى جانب بقائه بشكل أو بآخر وحاولت عرقلة عملية التحرير وذلك خوفا من حدوث التغيير الديموقراطي الناجز في بلد يتميز بأهمية استراتيجية بالغة مثل العراق ويحدث فيه تحول بالعمق باتجاه التعددية والفدرالية وحل المسألة الكردية ليصبح نموذجا يحتذى به في دول المنطقة ليس ذلك فحسب بل حاولت تلك الأنظمة والحكومات عزل العراق الجديد والتباطؤ في اعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات وخنق تجربته في المهد عبر توزيع الأموال على قوى وجماعات ( قوموية بعثية طائفية ارهابية اسلاموية ) وارسال المفخخات والارهابيين لقتل العراقيين واستهداف النظام السياسي الديموقراطي الوليد وقد ظهر من جانبها الآن هذا الاهتمام المفاجىء ليس حبا بالعراقيين أو تضامنا مع قضاياهم أو دعما لتجربتهم بل ظنا منها أن الفراغ الذي سيتركه الانسحاب العسكري الأمريكي فرصة للانقضاض على العراق الجديد وعلى كل المكاسب التي تحققت واعادة عقارب الساعة الى الوراء وفرض ترتيبات ارتجاعية جديدة من بينها ابطال الدستور الجديد وتصفية الفدرالية وفرض نظام عسكري مركزي يأتمر برغبات الحلف السعودي – السوري – التركي وحتى الايراني لقاء صفقات ثنائية وثلاثية ورباعية على حساب شعوب العراق ولبنان وفلسطين . نعم هناك من يريد اعادة تطبيق سيناريو طائف لبنان الذي تم حينذاك تحت شعار وقف الحرب الأهلية الطائفية والمصالحة ولسنا هنا بصدد تقييم الشعار الذي لايرفضه أحد بل نريد الكشف عن حقيقة أن الذي أجج الحرب الأهلية اللبنانية وباشر في ضرب الطوائف ببعضها بصورة مدروسة واصطياد زعماء البلد تصفية واغتيالا بدءا بالشهيد كمال جنبلاط لأسباب سياسية واقتصادية وأمنية في مقدمتها منع الحركة الوطنية اللبنانية المتحالفة مع منظمة التحرير الفلسطينية من المشاركة في اقرار مصير لبنان أو ظهور نظام وطني ديموقراطي على حدود نظام الحزب الواحد المستبد الشمولي هو النظام السوري حتى يتم الوصول الى – الطائف - بدور سوري بارز أي تحوله من طرف معاد معتد الى وسيط وهذا ما ينشده نظام دمشق تماما في لعبته الجديدة تجاه العراق فهل يعقل أن يقوم نظام دكتاتوري متورط حتى الأذنين في ضرب شعبه وقمعه وحرمانه من كل الحقوق بدور المصلح والوسيط تجاه بيئة ديموقراطية مثل العراق الجديد يتنعم شعبه بمزايا المساواة والحريات وتداول السلطة بعد تقديم آلاف الشهداء والضحايا . أمام السيناريوهات الثلاث ( عرقنة القضية العراقية وأقلمتها وتدويلها ) فان الشعب العراقي وبما يحمل من مبادىء وتعلق بالحرية وحب الوطن والسلام والمصالحة والوحدة الوطنية والتعايش بين قومياته ومكوناته من خلال نظامه الفدرالي التعددي يستحق الحياة الكريمة الهادئة وبمقدوره الاعتماد على الذات في حل أزمته الحكومية وغيرها بالتكافل والتعاون والحوار من دون السماح لوصاية الآخرين أو ( طائفاتهم – جمع طائف ) وذلك بالاستفادة من كل العوامل الخارجية وتجييرها من اقليمية ودولية والحفاظ على سيادته واستقلاله .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صلاح بدرالدين يحاضر حول فكر البارزاني
-
قراءة في بيان الأحزاب الشيوعية العربية
-
تعقيبا على مغالطات مجلة – لفين - لاتعبثوا بتاريخنا
-
المالكي في أربيل حليفا وشريكا
-
ذكرى غزو الكويت في مؤسسة كاوا
-
في الذكرى الخامسة والأربعين لكونفرانس آب
-
-مشكلة العراق وآفاق الحل- في مؤسسة كاوا
-
قراءة مختلفة لتصريحات الرئيس السوري
-
- شيخ الجبل - في ذمة الخلود
-
هامان يضحك على لبنان
-
مستقبل العلاقات الكردية العربية
-
رسالة الاعلامي عدنان حسين الى ندوة كاوا
-
نظام - الوساطة -
-
لقاء - وارفين - مع صلاح بدرالدين
-
حوار مع رئيس الرابطة السريانية
-
يالبراعة نظام الأسد
-
فلسطين واللعب بمكان آخر
-
جدلية التفكيك والتركيب في عملية تغيير أنظمة الاستبداد ( 2 -
...
-
جدلية التفكيك والتركيب في عملية تغيير أنظمة الاستبداد ( 1 -
...
-
مؤتمر- العروبة والمستقبل - والعودة الى نهج- عفلق - ( 2 - 2 )
المزيد.....
-
ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السع
...
-
تونس: الإفراج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين
-
أبو ردينة يحذر من حرب شاملة على الضفة
-
الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من قواته البرية وإصابة آخرين
-
فانس: انتقادات زيلينسكي لترامب في العلن لن تؤثر على موقف الر
...
-
-بوليتيكو-: المسؤولون الأوكرانيون يخشون تحالف بوتين وترامب
-
ماسك يسخر من تصريحات زيلينسكي حول مستوى شعبيته العالي
-
-لجنة الطوارئ المركزية- في رفح: أكثر من 20 فلسطينيا قتلوا جر
...
-
الجيش اللبناني: العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي ا
...
-
محمود عباس يرحب برفض رئيس دولة الإمارات تهجير الشعب الفلسطين
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|