أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أسئلة 26 أيلول المقبل!















المزيد.....

أسئلة 26 أيلول المقبل!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 16:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


لو سُئِل نتنياهو عن "مفاوضات السلام" مع الفلسطينيين لأجاب على البديهة قائلاً (وكأنَّه يُعرِّفها) إنَّها "المفاوضات المباشِرة"، والمباشِرة فحسب؛ ولقد أوضح وأكَّد، غير مرَّة، أنَّه لا يؤمِن بالتفاوض مع الفلسطينيين، أو لا يَثِق بجدواه وقيمته، إذا لم يكن وجهاً لوجه، فـ "الشيطان" لن يكون ثالث الطرفين المتفاوضين إلاَّ إذا كان تفاوضهما "غير مباشِر"، أو من خلال "مُقرِّب" بينهما، ولو كان هذا "المُقرِّب" ميتشل نفسه، أو من أمثاله.

ونتنياهو لا يقف ضدَّ "الأعراس" كذاك "العرس" الذي سيُقام في البيت الأبيض قبيل بدء "المفاوضات المباشِرة"، في واشنطن؛ ولكنَّه لا يَقْبَل وجود أي "طرف ثالث" معه ومع "المفاوِض الفلسطيني" "ليلة" افتتاح "المفاوضات المباشِرة".

إنَّه يزعم (وأنا أُصَدِّقه في زعمه) أنَّه يريد مفاوضات (مع "نظيره" الفلسطيني) ناجعة ناجحة، جادة وحقيقية، تنتهي سريعاً، تُعْنى بـ "الجوهر" فحسب، ولا تستنفد وقت وجهد الطرفين في بحث "توافه" الأمور، فـ "الهوَّة السحيقة" لا يمكن اجتيازها إلاَّ بقفزة واحدة لا غير.

وتوصُّلاً إليها، وإلى بدئها، لا بدَّ للطرف الآخر، أي الفلسطيني، من أن يَقبَل أن تكون "مباشِرة"، أي وجهاً لوجه، و"غير مشروطة" بأيِّ شرط إلاَّ شرط أن تكون "غير مشروطة"، فالمفاوضات تبدأ، وفيها يمكن بحث ومناقشة كل القضايا والأمور التي يرغب "المفاوِض الفلسطيني" في بحثها ومناقشتها؛ لكن، ينبغي للفلسطينيين ألاَّ يسيئوا الفهم، فالمفاوضات غير المشروطة، لجهة بدئها واستمرارها، لا تعني، ويجب ألاَّ تعني، أنَّ "الاتفاقية"، التي يمكن أن تتمخَّض عنها هذه المفاوضات، هي، أيضاً، ولجهة التوصُّل إليها، "غير مشروطة (إسرائيلياً، هذه المرَّة)"!

إنَّ أحداً في العالم، ولو كان الولايات المتحدة نفسها، لا يَحِقُّ له أبداً، بحسب شريعة نتنياهو التفاوضية، أنْ يُنازِع إسرائيل "حقَّها" في جَلْد وتعذيب "المفاوِض الفلسطيني"، وفي عَصْرِه وحَلْبِه، توصُّلاً إلى "إقناعه"، ولو بالتي هي أسوأ، بأنْ لا حقَّ له إلاَّ الحق في أنْ يتَّخِذ من "الشروط الإسرائيلية للسلام" مَطْلَباً، أو مطالب، له، فعندئذٍ فحسب يحقُّ له أنْ تسبغ عليه إسرائيل نعمة الاعتراف به على أنَّه "شريك حقيقي وجاد" لها في السلام!

أمَّا "مُحِبُّو" السلام في العالم، وفي مقدَّمهم الولايات المتحدة، و"اللجنة الرباعية الدولية"، ومن العرب، وفي مقدَّمهم "لجنة مبادرة السلام العربية"، فإنَّ خير خدمة يمكن أنْ يسدوها إلى السلام (بين إسرائيل والفلسطينيين) هي أنْ يأتي قولهم وفعلهم بما يجعل "المفاوِض الفلسطيني" مُقْتَنِعاً، أو أكثر اقتناعاً، بأنْ لا خلاص له إذا لم يفاوِض إسرائيل بصفة كونها الخصم والحَكَم، أي إذا لم يفاوضها وجهاً لوجه، عارياً من كل دعم عربي أو دولي، وكأنَّ السلام لن يصبح في متناول الساعين إليه، والراغبين فيه، إلاَّ إذا سلَّموا بـ "حقِّ" إسرائيل في أنْ تنفرد بالفلسطينيين.

ولو سُئِل نتنياهو الآن، أي غداة قبول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذهاب إلى "المفاوضات المباشِرة"، "هل من وجود لهذا الشريك الفلسطيني، أو لهذا المفاوِض الفلسطيني الحقيقي والجاد والقادر والقوي..؟"، لأجاب قائلاً في لهجة الآسِف: "كلاَّ، لا وجود له"، وإنْ أوضح، إذا ما اضطُّرَ إلى ذلك، أنَّ هذا الشريك الذي لم يُوْجَد بَعْد يمكن أن يكون الآن "قَيْد الصنع"، فلا سلام مع اليأس، ولا يأس مع السلام!

إنَّ نتنياهو ما زال يعترف بعباس على أنَّه رئيس شرعي للفلسطينيين؛ لكنَّ هذا لا يعني، ولا حتى ضِمْناً، أنَّ عباس قد استوفى شروط إسرائيل للاعتراف به على أنَّه "شريك ومفاوِض حقيقي وجاد وقادر وقوي.."، فإنَّ في عباس، وعلى ما يرى نتنياهو، بقية من "نفس عرفات الأمَّارة بالسوء"؛ وقد تعود عليه بما عادت، أو ببعضٍ ممَّا عادت، على عرفات.

وإنَّه لسؤال "فاسِد"، في رأي نتنياهو، على ما أرى، أنْ نسأل أو أنْ نسأله "هل عباس يَصْلُح شريكاً أم لا يُصْلُح؟"؛ فإنَّ السؤال "السديد"، في رأيه، على ما أرى، هو "متى، وكيف، يمكن أنْ يصبح عباس نفسه شريكاً صالحاً؟"؛ ولقد تكفَّل نتنياهو نفسه بإجابة هذا السؤال الذي لم يُسْئَلْ إذ حدَّد الشروط التي ينبغي لـ "المفاوض الفلسطيني" تلبيتها قبل، ومن أجل، التوصُّل، في نهاية المفاوضات المباشِرة، إلى "اتفاقية" معه.

إنَّ الشروط، التي إذا ما لبَّاها عباس، أو "المفاوِض الفلسطيني"، يصبح "شريكاً (أو مفاوضاً) حقيقياً وجاداً وقادراً وقوياً.."، هي أنْ يقبل الذهاب إلى "المفاوضات المباشِرة" متخلِّياً عن كل شرط مُسْبَق، أي وُفْق "الدعوة" التي وجَّهها إليه نتنياهو عبر كلينتون؛ وأنْ يقيم الدليل على صِدق تخليه عن كل شرط مُسْبَق من خلال قبوله الاستمرار في هذه المفاوضات حتى إذا قرَّرت حكومة نتنياهو في السادس والعشرين من أيلول المقبل إنهاء العمل بقرارها التجميد الجزئي للنشاط الاستيطاني، فـ "المفاوِض الفلسطيني" يجب أنْ يعتاد تفاوضاً مع إسرائيل يخالطه نشاط إستيطاني في تلك الأجزاء من الضفة الغربية التي تعتزم الدولة العبرية ضمَّها إليها نهائياً مستقبلاً، بموجب "اتفاقية السلام" مع الفلسطينيين، أو من طرف واحد؛ وأنْ يفاوِض إسرائيل في أمْر "الحدود" بين الدولتين بعد (وليس قبل) أنْ يلبِّي لها شروطها ومطالبها الأمنية، فالدولة الفلسطينية يجب أن تكون منزوعة السلاح، ومنزوعة السيادة بما يلبِّي حاجات إسرائيل الأمنية، والجانب الفلسطيني من غور الأردن، مع قِمَم الجبال (الفلسطينية) المطلة عليه، يجب أن يبقى خاضعاً لسيطرة إسرائيلية دائمة حتى تتأكَّد إسرائيل أنْ لا سلاح ولا وسائل قتالية أخرى (ولا مقاتلين أعداء) تُهرَّب إلى إقليم الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية؛ وأنْ يقبل اخضاع حدود الدولة الفلسطينية مع إسرائيل لقوَّة من المراقبين الدوليين، وأنْ يلتزم (في "الاتفاقية") عدم عقد الدولة الفلسطينية، التي لا تملك من القوى العسكرية إلاَّ الشرطة، لأيِّ اتفاقية أمنية (أو عسكرية) مع أيِّ طرف ثالث من دون موافقة إسرائيل؛ وأنْ يعترف (عبر "الاتفاقية") بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية تخصُّ "الشعب اليهودي" فحسب؛ وأنْ يلتزم، بالتالي، حلاًّ نهائياً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يقوم على عدم عودة أي لاجئ فلسطيني إلى ما أصبح الآن يسمَّى "إقليم دولة إسرائيل"، فالدولة الفلسطينية هي المكان الذي فيه تُحَلُّ مشكلة اللاجئين؛ وأنْ يُعْلِن (عبر "الاتفاقية") نهاية النزاع أو الصراع مع إسرائيل، فلا مطالب فلسطينية بعد إعلان ذلك.

إذا حظي نتنياهو بشريك، أو مفاوض، فلسطيني، مستوفٍ لهذه الشروط (ولشروط أخرى يمكن أن يعلنها ويحدِّدها لاحقاً) فإنَّه، عندئذٍ، سيفاجئ كل من شكَّك من قبل في جدوى "المفاوضات المباشِرة"، وسيُثْبِت للعالم، بالتالي، أنَّ التوصُّل إلى "اتفاقية سلام تاريخية" لم يكن ينقصه إلاَّ شيء واحد هو "الشريك الفلسطيني الحقيقي"، أي الشريك الذي خلقه نتنياهو، أو تضافر مع آخرين على خلقه، بما يسمح لإسرائيل بأنْ تفاوضه وكأنَّها تحاوِر نفسها!

ولقد قال نتنياهو: "إنَّنا سنفاجئ المنتقدين والمشكِّكين.. ولكن علينا أوَّلاً أنْ نَجِد شريكاً فلسطينياً حقيقياً؛ فإذا وجدناه نصبح قادرين على التوصُّل إلى اتفاقية سلام تاريخية"؛ وكأنَّ نتنياهو يريد أن يقول للعالم: أعطوني شريكاً فلسطينياً بهذه الصفات والخواص، ولسوف أدهشكم بما أَنْجَزْتُ من خلال التفاوض المباشِر مع هذا الشريك!

أمَّا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ففهم ما حدث، بدءاً من إعلان السلطة الفلسطينية قبولها الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة تلبيةً لدعوة كلينتون (ولدعوة "الرباعية") على أنَّه "عتبة عهد جديد" تقف عندها إسرائيل، معتبراً "أنَّ كثيرين لم يكونوا يصدِّقون أنَّنا سنصل إلى هذه اللحظة".

"الشريك الفلسطيني" هو الآن في ورطة، فإنَّ "صفته التمثيلية"، بمقياسها الفلسطيني، قد تضاءلت وتراجعت كثيراً حتى أنَّ قرار الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة لم يكن قراراً للجنة التنفيذية للمنظمة، وإنْ أتى بعد اجتماع لها، غير مكتمل النصاب؛ أمَّا الأكثر منها تضاؤلاً وتراجعاً فهو استمساك "المفاوِض الفلسطيني"، المفوَّض عربياً، غير المفوَّض فلسطينياً، بالبقية الباقية من الحقوق القومية للشعب الفلسطيني.

إنَّ "كبير المفاوضين" الفلسطينيين صائب عريقات، وهو من تلك القلَّة القيادية الفلسطينية القليلة التي قرَّرت الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة، لم يعرف حتى كيف يصوغ حيثية تَرْك "المفاوض الفلسطيني" للمفاوضات المباشِرة إذا ما تركها، أو استطاع تَرْكها.

لقد وعد عريقات الفلسطينيين (الذين كاد عدم ثقتهم بجدوى كل مفاوضات مع إسرائيل الآن يتحوَّل إلى عدم ثقة بمن قرَّر منهم الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة الآن، ووفق شرط نتنياهو) بأنْ يَتْرُك "المفاوض الفلسطيني" المفاوضات المباشِرة "إذا ما..".

في هذه العبارة (إذا ما) نقف على كثير من أوجه الاضطِّراب في تفكير "المفاوِض الفسطيني"، وفي تفكير "كبير المفاوضين" الفلسطينيين على وجه الخصوص، فـ "المفاوض الفلسطيني"، وبحسب تصريحات صحافية عدة أدلى بها عريقات مُذْ قرَّرت "السلطة" الذهاب إلى المفاوضات المباِشرة، سينسحب، أو يغادر، أو يترك، إذا ما "استمرت" إسرائيل في الاستيطان بعد السادس والعشرين من أيلول المقبل، أو إذا ما "استأنفت" إسرائيل الاستيطان..

إنَّنا لم نفهم شيئاً من إجابته عن سؤال "متى يترك، أو يمكن أن يترك، المفاوض الفلسطيني المفاوضات المباشرة؟"؛ هل يتركها "إذا ما استمرت" إسرائيل في الاستيطان أم يتركها "إذا ما استأنفته"؟!

إذا قلنا "سيتركها إذا ما استمرت إسرائيل في الاستيطان" فهذا إنَّما يعني، إذا ما أريد لكلام المتكلم أنْ يكون له معنى، أنَّ إسرائيل لم تُوْقِف حتى الآن نشاطها الاستيطاني، وأنَّ "السلطة" قرَّرت الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة وهي تعلم أنَّ هذا النشاط لم يتوقف، وما زال مستمراً؛ ويعني أيضاً، أو يجب أن يعني، أنَّ "السلطة" تذهب إلى المفاوضات المباشِرة وهي "تتوقَّع" أن يأتيها السادس والعشرين من أيلول المقبل بـ "خبر سار" هو إعلان حكومة نتنياهو وَقْف كل نشاط استيطاني، فإذا لم تُعْلِن ذلك، أو إذا ما أعلنت نهاية العمل بقرارها "تجميد" الاستيطان، أو إذا ما قرَّرت "استمرار التجميد"، فإنَّ "المفاوض الفلسطيني" سيترك المفاوضات المباشِرة.

أمَّا إذا قلنا "سيتركها إذا ما استأنفت إسرائيل الاستيطان" فهذا إنَّما يعني أنَّ الاستيطان متوقِّف الآن، وكان متوقِّفاً عندما قرَّرت "السلطة" الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة، وأنَّ "المفاوض الفلسطيني" سيترك المفاوضات المباشرة إذا ما قرَّرت حكومة نتنياهو، في السادس والعشرين من أيلول المقبل، "استئناف" الاستيطان، أي إذا ما قرَّرت إنهاء العمل بقرارها "تجميد" البناء الاستيطاني، والذي كان، في واقعه، أقرب إلى "الاستمرار" منه إلى "التجميد".

إنَّ "كبير المفاوضين" الفلسطينيين لا يعرف ما هو واقع الاستيطان الآن؛ ولا يعرف، على ما "أوضح" في تصريحاته الصحافية تلك، متى يترك "المفاوض الفلسطيني" المفاوضات المباشرة (هل يتركها إذا ما استمر الاستيطان أم يتركها إذا ما استؤنف؟!).

لو لم يكن "كبير المفاوضين" في "ورطة سياسية وتفاوضية" لَمَا أوقع نفسه في "ورطة منطقية"، ولقال "لقد قرَّرنا الذهاب إلى المفاوضات المباشرة في مناخ استمرار النشاط الاستيطاني؛ لكننا لن نستمر في هذه المفاوضات إذا ما استمر الاستيطان بعد بدئها".

هذا الاضطِّراب في التفكير السياسي لـ "المفاوض الفلسطيني" لا يسرُّ نتنياهو الذي يرى فيه دليلاً على أنَّ "الشريك الفلسطيني الحقيقي والجاد والقادر والقوي.." لم يظهر إلى حيِّز الوجود بعد؛ ولن يظهر، أي لن يعترف نتنياهو بظهوره، إلاَّ إذا قال في وضوح، بعد بدء المفاوضات المباشِرة إنَّه مستعد للتوصُّل (مع نتنياهو) إلى "اتفاقية أوَّلية"، تشتمل على "مبادئ وأُسُس" لا تختلف، من حيث الجوهر والأساس، عن تلك الشروط والمطالب (أو الخطوط الإسرائيلية الحمراء) التي أعلنها وحدَّدها رئيس الوزراء الإسرائيلي.

نتنياهو، الذي "هنَّأ الرئيس أوباما بنجاحه في جَلْب السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات المباشِرة من دون شروط مسبقة، وكما طالب بذلك منذ سنة ونصف السنة "، قرَّر أن يتولى بنفسه إدارة المفاوضات المباشِرة، في مرحلتها الأولى، فهو يريد التوصُّل أوَّلاً، وسريعاً، إلى اتفاق مع الفلسطينيين على "المبادئ والأُسُس"، فإذا توصَّل إليه تألَّفت اللجان التفاوضية للبحث في "التفاصيل".

وتوصُّلاً إلى جَعْل استمرار المفاوضات المباشرة ممكناً بعد بدئها، اقترح عليه وزير عمالي أن يتَّفِق أوَّلاً، وبادئ ذي بدء، مع الفلسطينيين على أن "تَسْتأنف" إسرائيل، بعد السادس والعشرين من أيلول المقبل، أعمال البناء في الكتل الاستيطانية التي ستحتفظ بها مستقبلاً؛ وهذا الاتِّفاق إنَّما يستلزم أن يقبل نتنياهو حلاًّ لـ "مشكلة الحدود"، أي لمشكلتي "التعديل الحدودي" و"تبادل الأراضي"، يرضي الفلسطينيين.

نتنياهو لا يمانع في ذلك؛ لكنَّه يريد لمشكلة حدود الدولة الفلسطينية أنْ تُحلَّ بعد أن يلبِّي الفلسطينيون "الشروط والمطالب الأمنية" لإسرائيل، والتي حدَّدها وفصَّلها.

إنَّ السادس والعشرين من أيلول المقبل هو اليوم الأهم في المفاوضات المباشرة، فنتنياهو مدعوٌّ إلى أن يجعل هذا اليوم دليلاً على أنَّ المفاوضات المباشِرة قد بدأت من دون شروط (فلسطينية) مسبقة، أي من دون أن تلبِّي حكومته مطلب الفلسطينيين الوقف التام للنشاط الاستيطاني؛ وعباس مدعوٌّ، أيضاً، إلى أن يثبت أنَّ المفاوضات المباشِرة مستمرة بعد انقضاء هذا اليوم؛ لأنَّ الاستيطان ما عاد مستمراً (أو ما عاد استمراره سبباً لترك الفلسطينيين المفاوضات المباشرة).

مع حلول الساس والعشرين من أيلول المقبل، أو قبيل حلوله، هل تقرِّر حكومة نتنياهو "استئناف" النشاط الاستيطاني الذي تزعم أن "التجميد" قد شمله؟

وهل يترتَّب على هذا، وعلى ما سيُتَرْجَم به من أعمال بناء استيطانية، انسحاب "السلطة" من المفاوضات المباشرة، مع ما سيترتَّب على هذا الانسحاب من نتائج وعواقب؟

هل تقرِّر حكومة نتنياهو بما يُنْجِح سعي إدارة الرئيس أوباما إلى استمرار هذا "التجميد" زمناً أطول؟

وهل يترتَّب على هذا أن تستمر "السلطة" في المفاوضات المباشِرة وكأنَّ هذا "التجميد" يَعْدِل "عدم استمرار الاستيطان"؟

هل تنجح المفاوضات المباشرة، قبل حلول السادس والعشرين من أيلول المقبل، في حلِّ "مشكلة الحدود" بما يسمح للنشاط الاستيطاني بأن يستمر، وللمفاوضات المباشِرة بأنْ تستمر هي أيضاً في موازاته؟

في السادس والعشرين من أيلول المقبل، وبه، فحسب، يُجاب عن تلك الأسئلة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار التراجع الثاني والأخطر لإدارة أوباما!
- لا تُفْرِطوا في -التفاؤل- ب -فشلها-!
- حرب سعودية على -فوضى الإفتاء-!
- في الطريق من -العربية- إلى -الرباعية الدولية-!
- حُصَّة العرب من الضغوط التي يتعرَّض لها عباس!
- حرارة الغلاء وحرارة الانتخابات ترتفعان في رمضان!
- عُذْرٌ عربي أقبح من ذنب!
- ظاهرة -بافيت وجيتس..- في معناها الحقيقي!
- في القرآن.. لا وجود لفكرة -الخَلْق من العدم-!
- -السلبيون- انتخابياً!
- عباس.. هل يرتدي كوفية عرفات؟!
- صورة -المادة- في الدِّين!
- هل أصبحت -المفاوضات بلا سلام- خياراً إستراتيجياً؟!
- الأزمة الاقتصادية العالمية تنتصر ل -قانون القيمة-!
- هرطقة تُدْعى -الملكية الفكرية-!
- الآلة
- معنى -التقريب-.. في مهمة ميتشل!
- أمراض ثقافية يعانيها -الطلب- في اقتصادنا!
- حكوماتنا هي الجديرة بلبس -النقاب-!
- صورة -المفاوِض الفلسطيني- في مرآة -الأمير-!


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أسئلة 26 أيلول المقبل!