|
اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 12:13
المحور:
كتابات ساخرة
يحلو لبعض الناس ان يتغنوا باغاني تمجد المقاومة العراقية الباسلة وكأني بهم مازالوا محنطين الى جدران لاتتسع الا لمومياء واحدة فقط. ما ان يقتل جندي امريكي – حتى ولو كان في حادث سير – حتى تدعي بعض المواقع الالكترونية التي تبكي على العراق ليل نهار بان المقاومة وراء مقتل واحد من الغزاة الامريكان ولكن ما ان يقتل عشرات الاطفال والرجال والنساء في كل يوم فذلك امر خارج قاموس هذه المواقع وهو – كما يدعون – فعل مناف للاخلاق او انه في منتهى الهمجية اذ ليس من المعقول زرع عبوة ناسفة بدلا من زراعة فسيلة نخلة (صحيح، منتهى الهمجية!). يبدو لي انهم كانوا يشتغلون تحت يد خياطين ماهرين، ومهارتهم تكمن ليس في خياطة بدلات السموكن للرجال و"نفانيف" العرس للنساء وانما في تعديل مايراد له التعديل، فاذا زاد كرشك عن حجمه – والعكس صحيح – يمكن لهؤلاء الماهرين ان يعدّلوه حسب قياسك الجديد واذا وجدت بدلة رائعة في سوق البالة (سوق الملابس المستعملة) وبسعر مغر فان هذا الماهر يستطيع ان يعدّلها لتكون حسب قياسك وفصالك لتكون بدلة العمر الزاهية. وهكذا هي المقاومة الباسلة في العراق .. اذ انها اليوم تقاوم تمشيا مع معادلة تقول. مقتل 100 عراقي = مقتل ولا واحد امريكي. ليس هذا فحسب بل انهم عدّلوا ايضا في روحية هذه المقاومة وبثوا عيونهم بين اربابات – كلمة باكستانية تعني السادة – الحكم ليحصوا عليهم اخطاؤهم وعثراتهم انطلاقا من مثل عراقي يقول"جرب قلب غيري حتى تشوف خيري" مع اضافة باللهجة العراقية قدمها واحد صاحي "شوفوا، هذولة الامريكان، لو باقين على الديكتاتور مو كان احسن". ماعلينا.... ربعنة الخياطين انتقلوا – كعادتهم – الى محلات جديدة تنتمي للعهد الجديد واول مقاولة استلموا تنفيذها هي تعديل مفهوم الديمقراطية اذ اضافوا اليها بندا رائعا استعمله فرانكو نيرو وقيصر روسيا التاسع عشر وملك الرومان الرابع بعد الخمسين وجاء فيه" يسمح لفئات الشعب المختلفة ومن كافة الطبقات والكتل البشرية وخصوصا المسكينة منها، ان يتظاهروا تيمنا بمبدأ حرية التعبير ولكن لابد من استئذان الحاكم قبل ذلك ولابأس ان يتم اختيار مندوبين عن الفئات التي تنوي التظاهر للالتقاء مع مدير الامن العام في وزارة الداخلية او من ينوب عنه لاخذ الاذن الرسمي وملء استمارات السيرة الذاتية وهي لاتزيد عن 20 سؤالا منها اسم الام واسماء خمسة من الاصدقاء وعناوينهم مع كتابة اسم المذهب بالخط الواضح ومتى وكيف ولماذا اعتقل هذا المندوب او ذاك. انها ديمقراطية وزير الداخلية العراقي الذي لايستحي على نفسه ويغالط ماجاء في الدستور الدائم بهذا الصدد، حلوة كلمة دائم. لابد ان انتظر الكثير من الشتائم وانا اقول ان مظاهرة الناصرية امس الاول تدعو الى الخجل بل تدعوا ايضا نوري المالكي المنتهية صلاحيته الى "لم جوالاته" ومغادرة المنطقة الخضراء. الصورة التي نشرتها وسائل الاعلام عن هذه التظاهرة كانت لمجموعة من الاطفال لاتتجاوز اعمارهم العاشرة وكانوا – كعادة الاطفال – يضحكون امام الكاميرا وكأنهم ذاهبون لعرس في الجبايش. قد يقول قائل ان جهة طائفية او تكتلية معادية امرت هؤلاء الاطفال بتعكير صفو الامن في هذه المحافظة ولابأس من اعادتهم الى جادة الصواب. وجادة الصواب عند رئيس مجلس المحافظة –وهو منصب يختلف عن منصب المحافظ حفظه الله – هو فتح خراطيم المياه على المتظاهرين لتفريقهم، ولكن هؤلاء الاطفال كانوا اذكى حين عادوا للتجمع هاتفين "نريد ماي بعد، حتى نخلص من الحرارة". واسقط في يد رئيس مجلس المحافظة فهو لاول مرة في التاريخ يجد متظاهرين يقفون امام خراطيم المياه وكأنهم يرون الماء لاول مرة. ولانه ابن حمولة فقد امر بقطع المياه خوفا من "سين وجيم" من احد المسوؤلين الكبار "من اين لك هذا" طبعا يقصد الماء ولاشيء غيره، فكما هو معلوم ان الماء ياتي من الخزانات الكبيرة ولايمكنه الصعود اليها الا بواسطة الكهرباء وهذه بدورها غير موجودة فمن اين آتت كل هذه الكميات من الماء في هذه الخراطيم .؟؟ الجواب جاهز فهو قد دعا اعضاء مجلس المحافظة قبل اربعة ايام الى اداء صلاة الاستسقاء حيث انكبوا على اداء هذه الفريضة ليل نهار. عودة الى الديمقراطية العراقية المعاصرة لنقف عند تصريح السيد قائد شرطة المحافظة (عج) وهو يقول : لقد تعاملنا معهم باسلوب ديمقراطي حيث وجهنا نحوهم خراطيم المياه وهو امر لم يحدث من قبل فلم نسمع حتى في العهد البائد ان الشرطة وجهت خراطيم مياه الى متظاهرين. ياعيني عليك يامتكلم ، يارائع ، ياراعي الشرطة ومنقذ الناصرية وان شاء الله اشوفك مهيب ركن بجاه هذا الشهر الفضيل. نسيت ان اقول لكم ان تظاهرة الناصرية اعادت لي اسلوب جهاز امن الدولة المصري حين يريد لمجموعة ما ان تتظاهر للتأييد او الاستنكار ويدفع محاسبها ، محاسب الجهاز، 5 جنيهات لكل فرد منهم بعد اكمال المسيرة التظاهرية. اما الديمقراطية فقد عبر عنها صاحبنا رئيس مجلس المحافظة وصديق عمره قائد الشرطة وخيمتهم الظليلة السيد وزير الداخلية. ألا ما ابشع ما يحدث في مدن دار السلام.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انا عراقي والسيستاني عراقي!!
-
ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
-
المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان
-
السهو والخطأ مرجوع للطرفين
-
ارجوكم انحنوا معي الى الموقر عمرو موسى
-
حزب شيوعي لصاحبه عبد الحميد الباججي
-
اسباب انحسار الماء في نظر السادة العلماء
-
الله يلعنكم ايها العلمانيين
-
الايدز داء شرعي في النجف الاشرف
-
لحوم حمير مجمدة في رمضان المبارك
-
منو أنت؟؟
-
والله انا سلفي غصبا عنكم
-
ايها المسلمون اسمعوا وعوا
-
كروش ملهوفة تنتظر التنبلة الرمضانية
-
شدوا راسكم ياقرعان..رمضان بعد ايام
-
اريد اعرف هذا المحافظ شنو يشتغل؟
-
بيان من هيئة الاستنكار الى محمد الحلو
-
ماقاله الراوي في حكايات الواوي
-
احمد نجادي.. اني مباه بكم الامم يوم لقيامة
-
جانت عايزه
المزيد.....
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
-
-شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
-
مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا
...
-
هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
-
الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي
...
-
رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع
...
-
فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي
...
-
من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي
...
-
اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
-
مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|