|
من اجل الثقافة العراقية ورفع محنتها
احمد جبارة
الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 01:19
المحور:
الادب والفن
سأحاول في هذا المحور تسليط الضوء على محنة الثقافة العراقية والانسان والفنان العراقي وسنرى كيف تفاقمت محنة الثقافة والفكر حتى اصبح وضع الفنان والمثقف العراقي مزريا ومأساويا بحيث قلما نجد له نظيرا في غير العراق ولم نجد حتى الان صادقا وبليغا ومركزا يصور ماساة الانسان الفنان في العراق في ظل التحديات الحديثة والصرعات المصطنعة الهزيلة . اود ان اقول بكل صراحة معبرا عن مكنوناتي ان الارهاب العالمي والرعب والحرمان قد سلطت على روح المجتمع برغم انه يغلي في فوضى التناقضات العميقة والمكاسب الملوثة والصراعات الكاسرة من اجل المال والسلطة ومن اجل الشهوة واللذة فالعرس والماتم يتجاوران والاضطراب والحقد والتشويش يضرب سورا عميقا وسميكا حول الناس حتى اذا ما شق طائر صمت الليل الحالك محلقا اسقط بسهم على الفور تمرغ في دمائه وكانوا له بالمرصاد اولئك الذين يصطادون كل من اراد التحليق في السماء والخوض في اعماقه واسراره لقد لوثوا الحياة وكل ماهو مستقر وساكن ويبدوا معقولا بعض الشيء انما هو خيانة وفساد في نظر الاوغاد والحطام المشغولين في اصطياد اللامثقفين والفنانين بدسائسهم السرية والعلنية رغم ان جهال المجتمع يتجولون على هواهم مستغلين الظلام والجهل وهم مستغلين الاعيبهم وحركاتهم الخبيثة ضد كل من يفكر ان يصبح مفكرا او يحاول في يوم من الايام ان يكون مثقفا او فنانا او انسانا متطلعا ناسين او متناسين ان الانسان ليس حجرا وجد بالمصادفة او رمته الرياح انما الانسان يمتلك القدرة على التحرك والتطور وهو الذي يستطيع ان يعمل الكثير بحيث تتفجر ارادته الخلاقة عندما يفكر بالهدف الحقيقي الصادق والحياة الابدية . ونرى في السنوات الاخيرة وبشكل واضح قد ساءت العلاقات الثقافية التي تربط الفنان والمثقف بالسياسي من جهة وبالدول من جهة اخرى واخذت بالاتساع يوما بعد يوم بمختلف اشكال الصلات الثقافية مع العديد من بلدان العالم وخاصة الدول المجاورة برغم ان مايقدمه وماقدمه العراق من اسهام حضاري وفكري وثقافي الى مجتمعات تلك البلدان الكثير الكثير واحيا وانعش مجتمعاتهم الفكرية والثقافية وحتى النفسية من خلال معرفة دقة وحجم وعدد الفعاليات والاعمال السينمائية والمسرحية ومعارض الرسم والنحت التي اصدرت في تلك المجتمعات من خلال هروب وترشيد الكثير من الفنانين والمثقفين العراقيين طوعا او كرها الى تلك المجتمعات وادلوا بدلوهم من ثقافة وفكر وفن والافادة منهم على الصعيد المادي والحضاري . هذا ومن الصعب حصر الامكانات في هذا المجال فقط وانما مجريات المعرفة وقنواتها وفي السابق كانت تسمى عملية التبادل الثقافي واما اليوم فانه الجر الثقافي وابناء ثقافات دخيلة ليست اصلية او عميقة بعمق الانسان العراقي وغير ملائمة مع عادات وتقاليد مجتمعنا العرابي لكن ما جعلها قابلة للتمركز والسيطرة هو نتيجة غياب المركزية الاصلية من قبل المسؤوليين والحاكمين وعدم اتاحة الفرصة الكافية للفنانين وبالرد والردع لتلك الافكار والثقافات الطائشة اضافة الى كون بعض المؤسسات الثقافية التي تقوم بتلك الادوار ليست مسؤولة بالاصل وانما هي مشاريع تنفيذ وتهميش . فالتجربة الفنية والفكرية العراقية تاريخيا تجربة مليئة بكنوز ما وفرته له الحضارات المتعاقبة التي بناها ابناء العراق القدامى وهو بذلك بلد عربي اغتشى ميراثه بنتاجات الحضارات والاجيال التي ولدت فيه وما يقوم فيه من دور مهم متميز في الاسهام في ثقافات العالم المعاصر وبنتاجات الحضارات والاجيال التي ولدت فيه وما يقوم فيه من دور مهم متميز في الاسهام في ثقافات العالم المعاصر وبنتاجات الثقافة الضخمة متعددة الوجوه وللأسف الشديد لم تستغل حتى الان الطاقات الهائلة الكامنة في الثقافة العراقية ولم يعط المجال الحقيقي للفنان كي يقوم بدوره المتميز والمهم ولكي تقدم الى العالم على حقيقتها هذا وان غياب المركزية والصدق في العمل والاخلاص للوطن وللأنسان الحر سببا مهما من اسباب سوء الوضع الثقافي بالاضافة الى التكتلات والانانية والفردية وحب الذات من اهم اسباب تشتت الجهات التي تريد الاضطلاع بهذه المهمات من دون ان يكون من واجبها حصرا ان تقوم بكل الفعاليات واحتضان كل الطاقات التي تصب بمصلحة الانسان وثقافته واثراء الثقافات العالمية وتعميقها هذا في غياب انساني وصمت حكومي او منظمات انسانية او حتى من جهة وزارة الثقافة التي لانعرف عملها في هذه الايام سوى تسلمها الميزانية المخصصة لها من المليارات في كل عام وانفاقها على الرواتب المتخمة وفي الايفادات والبعثات والتمتع بمناظر العالم فلا بد من يقظة شانها من شأن الدول الاخرى وما احدثت من طفرة نوعية واصبحت مغلقة للمجمعات الاخرى ولايتم ذلك الا من من خلال المتابعة واعطاء الحقوق والحرية للعمل وتوثيق العلاقة التضمانية بين المسؤولين السياسيين والمبدعين من شعراء وادباء ومفكرين وفنانين وعلماء ولابد من وجود هذه السمات والاتجاهات الايجابية الكثيرة بعيدا عن التحزب والولاء بفهم متحرر على خط مستقيم مستو لامتذبذب فيه اعوجاج بل ما نراه من سير الحركة الفنية والثقافية في العراق في العقود المتأخرة تصاحبها تقلبات ومواقف تبعا للسياسات المسيطرة بما لا يتفق واتجاه الحركة الثقافية والفكرية وجوهرها العميق بالانسان ومن اجل الانسان وتحرره من قيود الماضي والعبودية بكل انواعها وذلك باعطاء مفاهيم خاطئة عن جوهر الحضارة الاصيلة واتجاهاتها الفكرية والعقائدية وتحريفها عن مضمونها التطوري والاصلاحي والبنائي بما يخدم من بيده المال والسلاح من اجل الوصول الى اشهرة واللذة على حساب الاصول من اجل المحصول ينبغي ايفاد الفنانين والمثقفين والاساتذة العراقيين الى البلدان الاخرى وتشجيعهم على مواصلة العطاء لاتشريدهم وتهجيرهم او قتلهم وفتح لهم الابواب بمختلف التسهيلات للقيام بنشاطات في تلك البلدان واقامة المعارض الفنية والفعاليات الثقافية العراقية مثل العروض السينمائية والمسرحية ومعارض الرسم والمنحوتات لان مثل هذه الفعاليات والانشطة تعد فرصا متميزة لتعريف مواطني البلدان الاخرى على وجوه الثقافة العراقية والانسان المبدع في ظل الظروف والابتلائات وبالاصعدة كافة والمجالات .
#احمد_جبارة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماقدمه الرواد للفن التشكيلي العراقي
-
شاكر حسن ال سعيد وجداريته الصوفية
-
ثورة التجريد في الفن
المزيد.....
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|