|
هل تسرق الثورات ؟
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 23 - 01:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كثيرة هي الحكايات التي نستمع إليها أو نقرأها ، فلان سرق أموال فلان ، أو أخ أستحوذ على أملاك وأرث والده وحرم أخوته من حق شرعي لهم ، وآخر أنتحل أفكار الآخرين شعرا أو نثرا أو موسيقى أو رسما ونسبها إليه ، كل هذا يمكن أن يحدث ببساطة متناهية ، ولكن أن تسرق ثورة هذا ما لا يمكن تصوره ، ومن البديهي ان الثورات نضالات شعوب تعاني قهرا وظلما ، ولكن الغريب أن هذه الثورات لا تؤول مردوداتها الى الشعوب بل الى نخب سياسية طفيلية تجني من دماء الفقراء والوطنيين الحقيقين ثمار ما قدموه ، وكما يقول المثل الشعبي (يجد أبو كلاش وياكل أبو جزمه) ، وهذا ما نلحظه جليا هذه الأيام حيث غيبت قوى وطنية فاعلة في المجتمع العراقي ، وحتى أن من أنتفض أبان إنتفاضة آذار الشريفة العفوية غيبوا عن الساحة تماما وآلت أمور البلاد والعباد لمن كان ينتظر موائد الآخرين من شرق وغرب ، والغريب في المعادلة السياسية الجديدة إشاعة الفكرة المسمومة بأن ثورة 14 تموز 1958 الخالدة ما هي إلا انقلاب عسكري جَر البلاد لويلات عشناها بعيد 1958 م ، وليس هذا بجديد على الطفيليات السياسية الجديدة ولا ببعيد أو مستعبد مثل هذه الطروحات الضالة والمظلة ، ولكنها – الطروحات- لا يمكن لها الصمود أمام الواقع والحقيقة الدامغة ، وسأورد مثلا من ثورة العشرين الخالدة التي يقول عنها الساسة الجدد أنها لم تحصد ثمارا للشعب العراقي بل أوقعته بدهاليز لا حصر لها ، متخذين من مثلهم المقبور صدام حسين نهجا لما يذهبون إليه ، والطاغية صدام أراد أن يسلب الدور القيادي لأبناء الوسط والجنوب في التنظير والقيادة لثورة العشرين مانحا أخوتنا أبناء الأنبار وبالتحديد الفلوجة الدور الريادي والقيادي لثورة العشرين ممثلة بالشيخ ضاري ، وأنتج فلم المسألة الكبرى للبرهنة على ذلك ، وأنا لا أنكر دوره – الشيخ ضاري - بذلك ولكن سوية مع أخوته أبناء عشائر العراق قاطبة إلا النزر القليل من هذه العشائر التي هادنت المحتل لغايات واضحة جلية ، ومعلوم أن ثورة العشرين بدأت جذوتها من فقراء العراق وسياسيوه وعشائره ومراجع دينه ، حيث عقدت جلسات يذكرها أصحاب السيّر لثورة العشرين بلقاءات في كربلاء المقدسة ، وأشعلت شرارتها الأولى بالرميثة – شعلان أبو الجون – وامتدت شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لتصل الى بعقوبة والى الفلوجة ، وأنجز لصدام هذا الفلم – المسألة الكبرى – ليحجب بغايات خبيثة دور الوسط والجنوب . بعد انتفاضة آذار الباسلة شكلت وفود من المحافظات العراقية بقيادة ما يسمى أمين سر الفرع من كل محافظة للقاء سيدهم وتقديم ولاء الطاعة من جديد له وللاعتذار عما حصل بتلك المحافظات ، ومما لفت نظري أيامها تلك الوفد المشكل من محافظة السماوة ، مهوال ضرير كان يفترض بي أن أدون أسمه لشجاعته وللتأريخ أيضا ، شيوخ من أحفاد قواد ثورة العشرين ، إضافة الى الوفد الرسمي الحزبي للطاغية المقبور ، سأل المهوال الضرير من يجلس قريبا منه قائلا ، أين موضع جلوس الشيوخ ؟ ، وأين المكان الذي يفترض أن يجلس به الطاغية ؟ ، عرف الرجل الضرير مكان الجلوس لمن سأل عنهم ، في الساعة المحددة دخل صدام الى القاعة فنهض الجميع مصفقين ومنشدين لبطل كارتوني مزعوم ، نهض صاحبنا الأعمى متخذا عصاه كبندقية مهوال ، أمر صدام بأن يعطى – الضرير- بندقية حقيقية من نوع (برنو) كي يؤدي دوره بها ، قال المهوال لوّن شعلان يدري أنباكت الثورة جا شك التراب وطلع من كبره عدنه ب (السوير) المسألة الكبره الشاهد عدنه الشاهد ذوله أيتام أمن العشرين وأشار ببندقيته صوب جلوس شيوخ العشائر ، ومعنى ذلك أن دليلنا على أن ثورة العشرين أنطلقت شرارتها من عندنا ودليلنا بذلك هؤلاء المشيخة الذين فقدوا أجدادهم وآبائهم بثورة العشرين ، ثم أن هناك شاهد إثبات آخر وهي الواقعة التي حدثت بموقع السوير القريب جدا من محافظة السماوة ، وأن حادثة القطار الذي أدى بقتل الجنود الإنكليز والسيطرة على السلاح كغنيمة في السماوة وليس بمكان آخر ، ولقد تمخض هذا اللقاء عن إيقاف عرض فلم المسألة الكبرى لتصدي تاريخي نطق به مهوال أعمى . ولكي لا تسرق منا الثورة العملاقة التي قادها وخطط لها أبن الشعب البار عبد الكريم قاسم والتي شارك بها الشعب العراقي الأصيل ، ولكي لا توسم على أنها إنقلاب كما يحلو للساسة الجدد بث سموم ذلك ، والحقيقة أوضح من الشمس لأن القادم على الدبابات الأمريكية من حملة الجناسي مثنى وثلاث ورباع ، يريد أن يسفَه تاريخ شعب عراقي أصيل ، وليحسّنوا صورة قاتمة عن تاريخهم المزيف الصدئ ، ولهم سينبري مثل ذلك الأعمى الذي يبصر أفضل مما يبصرون ليقول لهم ، لوّن شعلان يدري نوصل الهل حال جا فلش مضيفه ولا لبسله أعكال أمن المنطقة الخضرة ما طلع خيال إ يحارب بيش إ يحارب لا فالتنه ولا مكوار
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رفض بيع وشره
-
مشاهدات حيه
-
فَرفحتلك
-
لهوسات العراقية وقصصهاالقسم2
-
وللهوسات قصصها (1-2)
-
عبد الكريم قاسم ، ذاكرة لا تنساه / 2
-
عبد الكريم قاسم ، ذاكرة لا تنساه / 1
-
المُخلِّص الأمريكي
-
ابيت اللعن
-
( أثياب حيه )
-
( إشكال بقو )
-
مفيد الجزائري والثقافة العراقية
-
نسمات حليه
-
ضحى يحيى برتو وأحادية التوثيق
-
الومضة الشعرية والبراعة في سباكتها
-
الرحيل المبرمج
-
الخرسان وقوة البيان
-
أركب عالصعاب
-
الاتفاقية الأمنية وأهدافها غير المخفية
-
وعلى هذه وقس ما سواها
المزيد.....
-
بريطاني يحقق رقما قياسيا عالميا بزيارة 42 متحفا في أقل من 12
...
-
ترامب يجدد تهديده باستعادة قناة بنما: أمريكا ستتحرك -بقوة- .
...
-
وزير خارجية أمريكا يحذر رئيس بنما: تحركوا ضد الصين وإلا -سنت
...
-
ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
...
-
الكويت.. سقوط عصابة -الثعلب المصري-
-
وزير الكهرباء السوري يكشف عن خطط لزيادة ساعات الوصل وتحديات
...
-
تايلاند تسهل إجراءات السفر وتقدم مزايا جديدة للسياح
-
باكستان.. مقتل شرطي خلال حملة تطعيم ضد شلل الأطفال
-
تعليق إيراني بشأن -حقائب أموال ترسل إلى لبنان-
-
بسبب مقاطعة خطاب زيلينسكي.. استبعاد حزبين في ألمانيا من مؤتم
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|