مجلة الحرية
الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 13:57
المحور:
الادب والفن
من يتعلم..؟
في عالمنا تنتصرُ الحقيقة دائماً، ولكن بعد فوات الاوان
آزنشتاني
حين يضيق الدربُ
ويضيق الصدرُ
وتضيق الرحمةُ
بين رصيف ورصيفٍ
يلبسُ هذا الشارع قصته
فتفيض الاسرارُ
وتنطق بالحق حجارته
***
انت سكنت حدود الليل
وملأت أوانيك
يا ويحَ ظنونك
من أغراكَ؟
حتى ألبسك الشكوى
وجنونَ الشوقِ
هل تقدرُ ان تعبر حقلَ الألغام؟
أو حقل الصمت
يا وجعاً يتحدث بالسوقِ
من يسمع دعواك
تعال نلم الناس
حين تضيق الرحمة
او ينغلق القلب
***
ويلك من ألبسك الزيفَ؟
حتى تخرج من جلدك دون قضية
ألمي يرسم لي هذا المعنى
فتمرُّ الصُّور الخجلى تتداعي
والمحنة تلبس موسمها
كيف تريد لروحك
ان تسكن بيت الطاعة؟
ساءت كلُّ ظنوني
وآهترأت كل خيوط الصدقِ
رباه سألتك ان تمنح قيدي
بعض الرأفة
رباه سأملآ كأسي بالسمّ!
تعبت نظراتي
تعبت حتى دقات القلب
تعب الحب
والصبر جميل قالتها أمي
حين اختطف الموت أبي
لكن الأيام اختطفتها
في ليل بارد
فتعلمت...!
***
أيتها الكلمات
يالغة يكبر فيها الهمُّ
.. الامل، الخوف
وفساد الاشياء
وبها أنثر أيامي
وسنيني
وأقول لاصحابي
من غيَّر طعم الضحكاتِ؟
وحديث العينين
ورفيف المعنى في الشفتين
خلق الله الاشياء جميلة
وبريئة
أنقى من قطرات الطلِّ
لمّا أسكنها الصدق
لكن أين أنا؟
وأعودُ
ويعودُ المعنى يتداعى
وأقلب أوراقي بين نهارٍ ونهارٍ
أيتها الكلمات
لم أتسلسل
ولأني من فقراء الناسِ
صرتُ أعوذ برب الناس
وامتلأت كل أحاسيسي ألماً
أتعبُ..
لكن الطرق الملأى بالحب تعلمني
أو تضع القيد أمامي
تطلب مني أن أقرأ سطراً آخر
لكني لم أتسلسل
***
ما بين رفوف الرغباتِ
وعلى صفحات أتعبها النسيان
تلتم حروف لم أكتبها
وبقايا من أحلام اليقظة
هذا كل رصيد العمر
وبقايا إنسان
لا تسألني أين مداراتُ القلب
ليس صحيحاً ان تسال شطآن البحر
عن كل مشاكلها
وبقايا الاسرار
أنت غريب
... وكراسي المقهى
والنظرات
والدهشة في العينين
حتى كلمات الصدقِ
تشكو غربتها
وأنا...
***
وحدك تبقى
لتعدَّ عظامك حين يضيق الدربُ
ويضيق الصدرُ
من أين يجيءُ الشوق؟
ليفك دروب القلب
سألتني عيناك
عن كل حنين الطرقات
عن أنهار خاصمها الطين
فارتبكت في لحظات موجعةٍ
وامتلأت بالشكوى
والملل المتخثر بالشفتين
سألم غلالات الذكرى
هذا الدرب طويلٌ
لا تسلم نفسك في ليلة صيف.
دع قدميك تلم نزيف العمر
لتخط به فوق رمال الايامِ
حرفاً ضُمخَ بالدم
من يقرأه..؟
من يتعلم..؟
آب/1993
#مجلة_الحرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟