أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العرب والسلطة ..وقراءة الطالع














المزيد.....

العرب والسلطة ..وقراءة الطالع


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 13:27
المحور: كتابات ساخرة
    


كثير من الأمور تجري عكس المنطق لدينا نحن العرب من موريتانيا الى العراق. ففي قرن الثورة العلمية الـ(21) تشيع الخرافة بيننا ويصرف على ترويجها ما يكفي للتخفيف من ازمات فقراء الأمة عبر فضائيات عربية وعراقية متخصصة أو مهتمة بقراءة الطالع وعلاج الأمراض على الهواء!.
واللافت ان زخم المتصلين بقارئي الطالع "الفضائيّن" من عرب الوطن وعرب بدول اوربية! يفوق اضعافا" عدد المتصلين ببرامج طبية يقدّمها اطباء اختصاص،مبدين انبهارهم بهم واعجابهم بمعرفة خباياهم وقدرتهم (الاعجازيه) على علاج حتى الأمراض العقلية. ففي احدى الحالات التي تابعتها كان المتصل يصف حالة اخيه بأنه يرى أمه المتوفاة ويتحدث معها كما لو كان وجودها حقيقة..وهلاوس واعراض شيزوفرينيه أخرى، فيقدّم له جناب الشيخ وصفة على الهواء بكتابة آيات قرآنية بالزعفران،وتنقيعها بالماء وشربها في الصباح لثلاثة أيام،ويعدّه عن يقين بأن الجنّي الذي في رأسه سيخرج مذعورا! مع ان صاحب هذه الأعراض يحتاج الى ان يدخل مستشفى للأمراض العقلية يتلقى فيه العلاج اللازم.
والمخجل ان ثقافة الخرافة شاعت بيننا نحن العرب وصارت اكبر حجما" واوسع انتشارا" منها قبل خمسين سنة!. فألى جانب هذه القنوات الفضائية هنالك عشرات البرامج عن الحظ والأبراج في قنوات عربية أخرى،وصفحات في مئات من الجرائد الرجعية والتقدمية! تقرأ للناس ما سيحصل لهم من مجرد معرفة اسم الشخص واسم أمه وتقسيم ناتج جمع الأحرف على (12) لمعرفة رقم برجه ما اذا كان ناريا" أو مائيا" أو ترابيا" أو هوائيا..وكل بمواصفاته،من الاسد الناري العصبي المزاج الى الدلو المائي الهاديء الطبع.
فلماذا نقبل نحن العرب على قراءة الطالع؟ ولماذا يؤمن كثيرون بـ(الشيخ أو الشيخة) أكثر مما يؤمنون بجراح الجملة العصبية والطبيب النفسي؟!
التحليل السيكولوجي لها أن قراءة الطالع والأبراج لا يلجأ اليها الا الانسان المقهور من حاضر يعيشه،والعاجز عن السيطرة على مستقبله..لخفض القلق لديه والشعور بالطمأنينة. فحيثما ضغط الاضطهاد على الناس واضناهم القهر والحرمان..اقبلوا على قراءة الطالع والأبراج،فأكثر ما يشغل الانسان هو التفكير بالمستقبل. ولأن المغلوب على أمره عاجز عن مجابهة حاضر يصفعه بما يوجعه، وخائف متطير من مستقبل مجهول..فأن تفكيره يستسلم الى الاقدار ليجد في (القدريه) بعض العزاء والتمويه على النفس بحيلة لا شعورية بأن القدر اذا قسا مرة فأنه آتيه بالفرج في الثانية.وعلى هذا الايقاع يعزف (الشيوخ والشيخات) ومقدمو برامج الابراج في القنوات الفضائية..فحرفة العّراف الذكي تقوم على مبدأ سيكولوجي هو: قل لمن يأتيك ما يحب أن يسمعه!.
وهنالك نوع آخر من الخرافة.ففي دراسة سرّية أجريت في سنوات الحرب العراقية الايرانية، تم جمع عدد من الرسائل التي ترمى بأضرحة الأئمة والرجال الصالحين،تبين بعد تحليلها أنها تتضمن طلبات تخص: عودة أسير، اطلاق سراح سجين،شفاء مريض،او شكوى تطالب أخذ حق مظلوم من ظالم..وطلبات أخرى تخص مجلس الأمن والصليب الأحمر الدولي!.وقد سبقتها دراسة مصرية مماثلة بعنوان (رسائل الى الامام الشافعي)تبين أنها تتضمن طلبات تخص وزارات الداخلية والعدل والصحة.
والمفارقة ان علم التكنلوجيا وفّر التلفزيون والاقمار الاصطناعية ليوظفها من لا نعرف نياتهم الخفيه في اشاعة الخرافة بين الناس الذين يعانون مشكلات صحية واقتصادية واجتماعية، حلها من اختصاص السلطة التي شجعت بذكاء خبيث ظهور قنوات فضائية تبث ثقافة العرّافين.. لتشغل العرب عن التفكير بمصدر شقاء وقهر وحرمان شعب وصف بأنه كان خير أمّة أخرجت للناس، تقهقرت في زمن التقدم لمرتبة متأخرة بين الأمم بمقاييس التمدن،فيما تصدرتها على مقاييس الفساد والفقر وقراءة الطالع!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتاجرة بالبشر
- المثقفون والنرجسية..مع الدكتور قاسم حسين صالح. حوار:علي السو ...
- العدالة..والعلاقة بين الدولة والمجتمع
- المجتمع ..والأمن الوطني
- غورنيكا عراقية
- الأخلاق والديمقراطية..ايها السياسيون
- السياسي..المثّلث
- سيكولوجيا التماهي والطقوس الدينية في الزيارات المليونية
- غضب العراقيين..وصناعة الحاكم
- ثقافة نفسية-15 :حين يكون شريك حياتك مربّعا!
- رفاهية مناضلين ..وشقاء شعب
- حين تبتلع السياسة علم الاجتماع
- القيلولة..قد تطيح بالنظام!
- البطالة أشد تأثيرا من الفساد والارهاب!
- كأس العالم وسيكولوجيا الطبيعة البشرية..والعراقية
- سياسيون ولكن..مرضى عقليا!
- الى الائتلافين والعراقية..مع التحية
- السياسيون..وسيكولوجيا الاسقاط
- فراش الزوجية..وثقافة العيب
- ثقافة نفسية 14:الأوهام


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العرب والسلطة ..وقراءة الطالع